القرآن كتاب الحكمة والعلم والحياة. إنّ حياة الأمم والشعوب إنما تكون في ظلّ التعرّف إلى المعارف القرآنية والعمل بمقتضى هذه المعارف وتطبيق الأحكام القرآنية.
يجب الالتفات إلى الأعمال العلمية والأصولية أثناء القيام بالأبحاث القرآنية. ليس الأمر بهذا الشكل أن كل من يعرف العربية بإمكانه فهم واستيعاب جميع أفكار وتعاليم القرآن؛ لا. يتطلب الأمر الشعور بالأنس بالقرآن أولاً؛ أي أن الباحث القرآني عليه أن يشعر بالأنس بكل القرآن؛ تلاوة القرآن، قراءة القرآن للمرة الثانية والثالثة، والتدبر الشخصي في القرآن، تساعدنا عندما نبحث في القرآن الكريم عن الحقائق المتعلقة بموضوع ما، أن نصل في بحثنا عن هذا الموضوع إلى مكان ما؛ إذاً نحن بحاجة إلى الأنس بالقرآن الكريم في حد ذاته.
الإمام الخامنئي
إن للأنس بالقرآن والتدبّر فيه دوراً كبيراً في تعميق المعرفة الدينية
الإمام الخامنئي
أذكر لكم أنه لسنوات طويلة كان السعي لأجل إيجاد مسافة وفاصلة بين المعارف القرآنية وقلوب المسلمين والأمة الإسلامية, ولا زال هذا السعي مستمراً إلى الآن. ففي يومنا هذا وفي بعض الدول الإسلامية فإن رؤساء المسلمين في هذه الدول ولأجل مراعاة أعداء الإسلام مستعدون لحذف فصل الجهاد من تعاليمهم الإسلامية. مستعدون لحذف وإبعاد المعارف القرآنية من تعاليمهم العامة في مدراسهم وبين شبابهم إذا كانت تخدش مصالح الأعداء. واليوم يجري الأمر على هذا المنوال.
الإمام الخامنئي
مرّة أخرى أوصي شبابنا الاعزاء أن يأنسوا بالقرآن ويجالسوه: “وما جالس هذا القرآن أحدٌ إلا قام عنه بزيادةٍ أو نقصان، زيادةً في هدى أن نقصان من عمى”. فكلما جالستم القرآن ونهضتم فإن حجاباً من حجب الجهالة يرتفع عنكم وينفتح في قلوبكم منبع من منابع النورانية ثم يجري. فالأنس بالقرآن ومجالسته وفهمه والتدبر فيه كلها أمورٌ ضرورية.
الإمام الخامنئي
حفظ القرآن له قيمةٌ كبيرة. وهو يمنح حافظه فرصة التدبر فيه من خلال تكرار الآيات. فهذه فرصةٌ وتوفيق, فلا تضيّعوا هذا الأمر. هؤلاء الحفظة عليهم أن يقدّروا هذه النعمة الإلهية العظيمة جداً, فلا يسمحوا بإضعاف حفظهم أو لا سمح الله تضييعه.
الإمام الخامنئي
كلما اقتربنا من القرآن فإن أمرين يتحققان: الأول هو أننا نصبح أقوى، والثاني أن أعداءنا الدوليين يتعبّؤون ضدنا أكثر. حسناً، فليكن. فكلما اتجهنا نحو القرآن واقتربنا منه فإن أعداء البشرية يزدادون حنقاً ويبدأون بتوجيه الإتهامات والأكاذيب والإشاعات والحصار الإقتصادي والضغوط السياسية ويمارسون ضد شعبنا أنواع الخبث والملعنة – الشيء الذي تشاهدونهم يفعلونه اليوم- ولكن في المقابل فإن قدرتنا وقوة تحمّلنا وتأثيرنا تزداد يوماً بعد يوم، وسوف تتضاعف, وهو الشيء الذي حصل اليوم.
الإمام الخامنئي
إن الجميع بحاجة للأنس بالقرآن الكريم
الإمام الخامنئي
فالقرآن كتاب الحكمة والعلم والحياة. إنّ حياة الأمم والشعوب إنما تكون في ظلّ التعرّف إلى المعارف القرآنية والعمل بمقتضى هذه المعارف وتطبيق الأحكام القرآنية.
الإمام الخامنئي
لو كان الناس طالبين للعدالة ورافضين للظلم فعليهم أن يتعلّموا أسلوب مواجهة الظلم من القرآن. لو كان الناس طلاّب علمٍ وأرادوا بواسطة المعرفة والوعي والعلم أن يُحسّنوا حياتهم ويُؤمّنوا راحتهم ورفاهيتهم فإنّ الطريق سيُعرف بواسطة القرآن الكريم. إذا كان الناس بصدد معرفة الله تعالى وتحصيل الصفاء المعنوي والروحي والأُنس بمقام القرب الإلهي فإنّ الطريق هو القرآن.
الإمام الخامنئي
إنّ الأُنس بالقرآن سوف يجعل قلوبنا أكثر إلفة بمعارف القرآن
الإمام الخامنئي
فكلّ نقصٍ يعاني منه العالم الإسلامي هو بسبب الابتعاد عن المعارف الإلهية والمعارف القرآنية.
الإمام الخامنئي
ولكن تلاوة القرآن والقراءة الحسنة للآيات الإلهية هي مقدّمة من أجل التدبّر في القرآن. نحن لا نريد أن نشغل أنفسنا ونلهيها بالتلاوة، والقراءة القرآنية والألحان القرآنية، كموضوع أساسي، بل هذه مقدّمة وطريق.
الإمام الخامنئي
إنّ تلاوة القرآن بصوتٍ عذب تؤدّي إلى تليين القلوب وخشوعها وتهيئتها لفهم المعارف القرآنيّة والآيات القرآنيّة، وهذا ما نحتاج إليه.
الإمام الخامنئي
القرآن بحاجة إلى التدبّر وإلى الوقوف على كلّ كلمةٍ من كلماته وكلّ تركيبٍ كلاميٍّ ولفظي فيه. فكلّما تدبّر الإنسان وتأمّل يزدد أنسه ويكثر نفعه واستفادته, هكذا هو القرآن.
الإمام الخامنئي
العزّة تكون في ظلّ القرآن، وكذلك الرفاه والتقدّم المادي والمعنوي والأخلاق الفاضلة والقدرة والتغلب على الأعداء، كلها في ظل القرآن.
الإمام الخامنئي
يجب أن تكون أعمالنا قرآنيةً وإلهية. فلا نكتفي بالقول واللسان والادّعاء، بل نخطو ونتحرّك عملياً على هذا الطريق. فحيث أنستم بالقرآن وتلوتموه، أينما وُجد أمرٌ أو هدايةٌ أو نصيحةٌ، فاسعوا بالدرجة الأولى إلى أن ترسّخوها في وجودكم وباطنكم وقلوبكم، وتجعلوها ظاهرة في أعمالكم. فلو أنّ كلّ واحدٍ منّا تعهّد بهذا في عمله فإنّ مجتمعنا سيتقدّم ويصبح قرآنياً.
الإمام الخامنئي
عندما يتحقّق الأنس بالقرآن ينفتح باب التدبّر والتأمّل والتفكّر في معارفه.
الإمام الخامنئي
القرآن نور وهداية وبيان وتبيان، والقرآن يتحدّث مع الإنسان ويتحدّث مع قلب الإنسان ومع باطن الإنسان. يجب الأنس بالقرآن والاقتراب منه،
الإمام الخامنئي
أوصيكم أيّها الشباب الأعزّاء بأن تزيدوا من أنسكم بالقرآن الكريم: الذين يتواصلون مع القرآن ليعرفوا قدر هذا التواصل، والذين يحفظون القرآن ليعرفوا قدر هذا الحفظ؛ ليحفظوا لأنفسهم هذه الجوهرة الثمينة. المستأنسون بتلاوة القرآن الكريم لا يفلتوا هذا الزمام المبارك من أيديهم ولا يتركوه، و ليجعل المرتبطون بالقرآن التدبّر فيه وفي معانيه والتعمّق في مفاهيمه هدفهم. هذه أشياء تقرّبنا من القرآن خطوة خطوة.
الإمام الخامنئي
فإذا وجدتم قلوبكم قريبة من القرآن الكريم فاشكروا الله، وإذا وجدتم أنفسكم تتقبّل المعارف القرآنيّة بسهولة وتحملونها في قلوبكم فاعلموا أنّ الله تعالى أراد أن يهديكم، ﴿فَمَن يُرِدِ اللهُ أن يهدِيهُ يشرَح صَدرَهُ لِلإسلامِ ومَن يرِد أن يضِلَّهُ يجعَل صَدرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كأنّما يصَّعَّدُ فِي السَّماء﴾؛ هذه هي ميزة القرآن. إذا اقتربت قلوبكم من القرآن الكريم واستأنستم به فاعلموا أنّ الله تعالى أراد هدايتكم، وهذه أكبر النعم الإلهيّة.
الإمام الخامنئي
سياسة أعداء الإسلام هي إشعال الاقتتال بين الأخوة والحروب الداخليّة بالنيابة عنهم في البلدان الإسلاميّة وبين المجتمعات الإسلاميّة وفي الأمّة الإسلاميّة. هم ينسحبون جانبًا ويتفرّجون علينا ونحن نتقاتل في ما بيننا. حسنًا، هنا يجب معرفة العدو وفهم مؤامرته، وهذا نقص يعاني منه العالم الإسلامي. ثمّة بين الأمّة الإسلاميّة أفراد يضعون أيديهم في أيدي أعداء الإسلام من أجل مجابهة إخوتهم المسلمين؛ هذا واقع مشهود نعاني منه اليوم. يقتربون من الشيطان من أجل أن يحاربوا إخوتهم المسلمين ويجابهوهم ويقاتلوهم. ثمّة أشخاص اليوم مستعدّون للتعاون مع الكيان الصهيوني منأجل إسقاط إخوتهم المسلمين: ﴿اتَّخَذوا الشَّياطينَ أولِياءَ مِن دُونِ الله ويحسَبُونَ اَنَّهُم مُهتَدُون﴾. يتحالفون مع الشيطان ويضعون أيديهم في يده ويتصوّرون باطلًا أنّهم يسيرون في طريق الهداية. هذه هي المعايير القرآنيّة وهي معايير واضحة يضعها القرآن الكريم تحت تصرّفنا، ويجب أن نفهمها، فمتى نستطيع أن نفهمها؟ عندما نأنس بالقرآن وعندما نفتح قلوبنا على القرآن.
الإمام الخامنئي
إذا ما أنست الأمّة الإسلاميّة بمعارف القرآن، ورفعت من مستوى معرفتها، فسوف يقلّ هذا النوع من الحوادث (موافقة الأعداء والسعي لتحقيق أهدافهم).
الإمام الخامنئي
يجب أن يُصار إلى اتّخاذ تدابير في بلادنا وفي أوساط مجتمعنا ليصبح لدى جميع أفراد الشعب، بنحو ما، أنس بالقرآن، وأن تكون المفاهيم القرآنيّة واضحة بالنسبة إليهم، وأن يدركوا معاني القرآن، وأن يرجعوا إلى القرآن؛ وأن يتمكنوا ويحملو،ولو بنحو إجمالي، المفاهيم القرآنيّة. يجب أن نصل إلى هنا [هذا الحدّ]
الإمام الخامنئي
﴿اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ﴾؛ يخرج الإنسان من ظلمات الخرافات ومن ظلمات الضياع، من ظلمة الخوف والأوهام؛ “إلى النور”: نور الهداية، نور المعرفة، نور التقرّب إلى الله، نور الأنس بالخالق. هذه الخصوصيّات التي تظهر وتنشأ من خلال مجالسة القرآن والأنس بالقرآن وهذا ما نحتاجه؛ وهذا ما تحتاجه الأمة الإسلاميّة اليوم.
الإمام الخامنئي
أنتم أيّها الشباب القرآني الذين تصرفون أعماركم وسنيكم وشبابكم وقواكم في سبيل القرآن؛ فلتكونوا شاكرين لله تعالى؛ فهذا توفيق كبير أن يوفّق الله تعالى الشباب والناشئة ليوجدوا هذا الأنس مع القرآن؛ وليختاروا طريق القرآن.
الإمام الخامنئي
القرآن كتاب المعرفة، كتاب النور؛ وما جالس أحد القرآن إلّا قام عنه بزيادة أو نقصان: “زيادة في هدى أو نقصان في عمى”؛ وهذا الكلام منسوب إلى أمير المؤمنين، حيث يقول: كلّ من يجالس القرآن، عندما ينتهي ويقوم، فإمّا يزيده هداية، وإمّا ينفص عنه جهلًا وضلالة.
الإمام الخامنئي
ينبغي قراءة القرآن بتوجّه؛ ولنكن على علم أنّه ليس المطلوب هو محض تشكيل هذه الأصوات؛ ينبغي قراءة القرآن مع التوجّه والالتفات إلى المعاني و المقاصد القرآنيّة؛ وإذا ما حصل هذا، حينها سيجد المجتمع الإسلامي طريقه.
الإمام الخامنئي
فلتعلموا أيّها الإخوة الأعزّاء أنّ النظام الإسلامي والمجتمع الإسلامي يُظهران، من خلال الأنس المتزايد بالقرآن، استحكامًا ومتانة داخليّة؛ وهذه المتانة الداخلية هي التي تمكّن المجتمعات من التقدم في سبلها وحركتها المنشودة وتمنحها القوة في مواجهة التحدّيات.
الإمام الخامنئي
يقوّي الأنس بالقرآن [عرى] الإيمان، ويضاعف التوكّل على الله، ويزيد من الثقة بالوعد الإلهي ويقلّل من الخوف من المشاكل الماديّة عند الإنسان، وإن الأنس بالقرآن يقوي الناس روحيًّا ومعنويًّا، ويقوي الثقة بالنفس؛ ويبيّن أمام الإنسان سبل التقرّب إلى الله.
الإمام الخامنئي
يعتبر الإسلام أنّ مساعدة أعداء الدين وموافقتهم وولايتهم وولاية المستكبرين هي من الأشياء التي يجب على المؤمنين رفضها و تجنبها: ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ﴾ إذا كنتم تتحرّكون في سبيل الطاغوت بإسم الإسلام، اعلموا أنّ هذا الإسلام ليس هو الإسلام المنشود والمطلوب، ليس هو الإسلام الحقيقي، فيوجد في القضية خطأٌ وعيبٌ ما؛ واليوم الأمر هكذا. بالطبع يمكن للإنسان أن يلاحظ أيادي العدو؛ وليكن على ثقة أنّ اليد الخبيثة للأجهزة المخابراتيّة والتجسّسيّة التابعة للأنظمة المعادية للإسلام لها دور مؤكّد – مباشر أو غير مباشر- في إيجاد هذا النوع من القضايا والمصائب التي تحل بالمسلمين. هؤلاء هم الذين يعدّون الساحة والمجال – مثلما نلاحظ- وإنّ دلائل ذلك وشواهده واضحة وظاهرة أيضًا. إذا ما أنست الأمّة الإسلاميّة بمعارف القرآن، ورفعت من مستوى معرفتها، فسوف يقلّ هذا النوع من الحوادث. إنّ اتّصال القلوب وارتباطها بالله تعالى يمنع هذه القلوب من أن ترتكب الخيانة لطريق الله.
الإمام الخامنئي