خط الولاية

الأخوة الإسلامية في كلمات الإمام الخامنئي

إذا كنا مع بعضنا وكانت قلوب البلدان والشعوب الإسلامية – من سنة وشيعة ومختلف فرق التسنن والتشيع – نقية بعضها اتجاه بعض، ولا تحمل سوء ظن وسوء نية بعضها لبعض، ولا يهين بعضهم بعضاً، لاحظوا أيّ حدث سيقع في العالم، وأية عزة ستحصل للإسلام!  

تسلسل زمني

2006
ولا تنازعوا فتفشلوا
نحن نردد مصطلح الوحدة الإسلامية كثيراً، وجميعنا يتحدث عن الوحدة الإسلامية؛ جميعنا يتحدث عن الأخوة الإسلامية؛ وعملياً نحن مجموعة من نخب العالم الإسلامي، نشعر بإحساس الأخوة الآن في هذا الاجتماع، روح الأخوة تخفق بأمواجها فيما بيننا، جميعنا ننظر للآخر بكونه واحداً منا ولا نعترف بأي مسافة تفصلنا عن بعضنا البعض، هذه هي الحقيقة؛ ولكننا لا نمثل الواقع في العالم الإسلامي ضمن المجال السياسي، وضمن المجال الدولي، وبين شرائح المجتمع المختلفة. يعمل الأعداء على نثر بذور الاختلاف بين أبناء الأمة الإسلامية، السياسيون المشوبون، التعصب الخاطىء، عدم رؤية آفاق العالم الإسلامي الواسعة والتقيد ضمن أطر محدودة وضيقة، كل ذلك يوفر البيئة المناسبة لنمو هذا التعصب…. نحن لا نقصد بالوحدة الإسلامية جعل العقائد والمذاهب الإسلامية عقيدة ومذهباً واحداً. إن ساحة تصادم المذاهب والعقائد الإسلامية والعقائد الكلامية والفقهية- كل فرقة لها عقائدها التي حافظت وستحافظ عليها- ساحة علمية؛ ساحة بحث فقهي وساحة بحث كلامي. إن اختلاف العقائد الفقهية والكلامية بإمكانه أن لا يؤثر على ساحة الحياة الواقعية وساحة العمل السياسي على الإطلاق. ما نبغيه من وحدة العالم الإسلامي هو عدم التنازع: “ولا تنازعوا فتفشلوا” عندما لا يكون هناك تنازع، لن يكون هناك اختلاف.
2007
الوحدة، هدف العالم الإسلامي الأسمى
تمثل وحدة العالم الإسلامي اليوم الهدف الأسمى فعند تحقق هذه الوحدة، سيكون بمقدور العالم الإسلامي بلوغ العزة بشكل كامل والعمل بالأحكام الإسلامية بكل ما للكلمة من معنى؛ وإن العالم الإسلامي قادر على تحقيق هذا الأمر. على الحكومات والشعوب الإسهام في تحقيق هذا الأمر.
2011
الإيمان بتعاليم القرآن سبيل الإتحاد ما بين المسلمين
نحن لدينا غفلتان: الأولى، الغفلة عن أنّ القرآن هو وسيلة لاجتماعنا نحن المسلمين. الثانية، الغفلة عن الاعتقاد بالمفاهيم القرآنية والاعتراف بما وعدنا الله تعالى في القرآن الكريم. فعلينا أن نؤمن بالوعود الإلهية. ولو آمنّا بها فإنّ الطريق نحو العزّة والوحدة والاقتدار سيُفتح أمام الأمّة الإسلامية وستنجو هذه الأمّة من التخلّف.
الجمهورية الإسلامية ومناهضتها للفرقة ما بين المسلمين
الجمهورية الإسلامية من اليوم الأول وقفت في وجه هذه المؤامرة [مؤامرة زرع الفرقة بين الشيعة والسنة] , والسبب أننا لا نجامل أحداً أو نهادن, هذه عقيدتنا. قبل أن يتشكل النظام الإسلامي، كان إخوتنا، أعلام النهضة، قادة النضال الثوري آنذاك – ووقتها لم يكن يلوح في الأفق أي خبر حول الحكومة الإسلامية والجمهورية الإسلامية – يسعون باتجاه وحدة الشيعة والسنة. أنا نفسي تمّ إبعادي إلى بلوتشستان, ومن حينها والى يومنا هذا أنا وعلماء السنة الحنفيون لمدن بلوتشستان – إيرانشهر وتشابهار وسراوان وزاهدان – الذين هم بحمد الله لازالوا أحياء حتى هذه اللحظة، أصدقاء ومقربون وتجمعنا علاقات حميمة. لقد نُفيت إلى هناك، ولم تكن أجهزة السلطة لتدعنا نقوم بأي عمل, لكن في الوقت ذاته أنا قلت تعالوا ولنقم بعمل ما كمظهر يظهر الوحدة بين الشيعة والسنة في هذه المدينة، حيث خطرت بأذهاننا قضية أسبوع الوحدة – ولادة النبي الأكرم – في الثاني عشر من الربيع الأول على رواية أهل السنة، وفي السابع عشر من ربيع الأول على رواية الشيعة-  وعملنا بها في إيرانشهر, أي أننا احتفلنا من الثاني عشر وحتى السابع عشر. فهذا الفكر المتأصل ليس وليد اليوم أو البارحة.
2012
سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية
إيران لا تستهدف نشر التوجّه الإيراني أو الشيعي بين المسلمين. إيران تنهج طريق الدفاع عن القرآن والسنة النبوية الشريفة وإحياء الأمة الإسلامية. الثورة الإسلامية تعتقد أن مساعدة المجاهدين من أهل السنّة في منظمات حماس والجهاد، والمجاهدين الشيعة في حزب الله وأمل واجبًا شرعيًا وتكليفًا إلهيًا دونما تمييز بين هذا وذاك. وحكومة إيران تعلن بصوت مرتفع قاطع أنها تؤمن بنهضة الشعوب (لا بالإرهاب)، وبوحدة المسلمين (لا بالغلبة والتناحر المذهبي)، وبالاخوّة الإسلامية (لا بالتعالي القومي والعنصري)، وبالجهاد الإسلامي (لا بالعنف تجاه الآخر، وهي ملتزمة بذلك إن شاء الله).
فلننزه أنفسنا عن الغيبة والتهمة وسائر الذنوب
فيما يتعلق بالأخلاق … أتمنى عليكم أيها الشبان الأعزاء أن تنزهوا أنفسكم عن الكلام من غير علم، عن الغيبة وعن التهمة، كما تقومون بالاهتمام بالطهارة العملية، كما تهتمون بالصلاة والصيام، كما تقومون باتقاء المواقف الجنسية- عليكم الاهتمام بهذه القضية. لو قمنا بنسب صفة لشخص ما وهذه الصفة ليست موجودة فيه، هذا ما يسمى تهمة. لو لم يكن لدينا علم بصحة ما نقول؛ تسمى شائعة، أحد الأشخاص يقوم بنقل كلام شخص آخر ونحن بدورنا نقوم بتكرار نفس هذا الكلام. إن هذا العمل مساعدة على نشر الشائعة، هذا ما يسمى نشر الشائعات؛ التحدث من دون علم. مجرد التحدث بهذا الحديث له إشكالاته؛ العمل بناءً على هذا الكلام الغير موثوق من دون علم له إشكالاته أيضاً؛ “ولا تقف ما ليس لك به علم”. “لا تقف” يعني لا تتبع الشيء الذي لا علم لك به. تتبع هذا الشيء سواءٌ بالكلام أو بالعمل. عندما تقول شيئاً ما لست على علم به فإنك تقفو ما ليس لك به علم ولذلك يقول جل وعلا في تتمة الآية الشريفة: “إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا”
الوحدة عنصر عظيم
قضية الاتحاد هذه ووحدة الكلمة بين المسلمين والأمة الإسلامية من جهة، وبين الشعوب المسلمة في كل بلد، الاتّحاد فيما بين الشعب نفسه بكل شرائحه، كل هذا أمرٌ مهم. وهذا الأمر يصدق علينا أيضاً، ما ذكرناه مراراً للأجنحة السياسية والمسؤولين المحترمين حول حفظ الوحدة ولأولئك الذين لديهم منابر سواء الجرائد أو مواقع الإنترنت أو المنابر المختلفة للأجهزة التنفيذية وغيرها، وصيّتنا دائماً للأعزاء والأخوة والمسؤولين وأصحاب القلم وأصحاب البيان حول قضية الوحدة هو أنّ هذه الوحدة عنصر عظيم.
أداة العدو

قضيّة أساسيّة أخرى هي قضيّة الوحدة. أقولها لكم اليوم، أيّها الإخوة والأخوات… الأداة التي يمكنها أن تكون فعّالة بيد أعدائنا فيستغلونها أقصى استغلالٍ هي الاختلافات، اختلافات الشيعة والسنّة، والاختلافات القومّية، والاختلافات الوطنيّة، وحالات التباهي الخاطئة. إنّهم يضخّمون قضّية الشيعة والسنّة، ويحاولون أن يخلقوا الخلافات. تلاحظون أنّهم يبثّون الخلافات في البلدان الإسلاميّة وفي هذه البلدان الثائرة نفسها، ويخلقون الخلافات في مناطق أخرى من العالم الإسلامي. الكلّ يجب أن يتحلى باليقظة والوعي, الغرب وأمريكا أعداء العالم الإسلامي.

أداة العدو
قضيّة أساسيّة أخرى هي قضيّة الوحدة. أقولها لكم اليوم، أيّها الإخوة والأخوات… الأداة التي يمكنها أن تكون فعّالة بيد أعدائنا فيستغلونها أقصى استغلالٍ هي الاختلافات، اختلافات الشيعة والسنّة، والاختلافات القومّية، والاختلافات الوطنيّة، وحالات التباهي الخاطئة. إنّهم يضخّمون قضّية الشيعة والسنّة، ويحاولون أن يخلقوا الخلافات. تلاحظون أنّهم يبثّون الخلافات في البلدان الإسلاميّة وفي هذه البلدان الثائرة نفسها، ويخلقون الخلافات في مناطق أخرى من العالم الإسلامي. الكلّ يجب أن يتحلى باليقظة والوعي, الغرب وأمريكا أعداء العالم الإسلامي.
2013
الحركات الخلافية، إعانة للعدو
إنّ كلّ حركة اختلافية بأيّ شكل كانت: بين الشعوب المسلمة، أو بين أبناء أيّة دولة، هي لعبٌ في الملعب الذي حدّده العدوّ وهي إعانة لهذا العدوّ. يجب أن نأخذ قضيّة الوحدة بجدّية, النّخب السياسيّة والدينيّة والجامعيّة والحوزويّة في كلّ مكان بالدرجة الأولى. وعلى الجميع في بلدنا أن يأخذوا قضية الوحدة بجدّيّة. فإيجاد الخلافات المذهبيّة بين الجماعات المسلمة المختلفة هو خطرٌ كبير. لو استطاع الأعداء أن يشعلوا نيران الخلافات المذهبيّة في أيّ مكان فإنّ إخمادها سيكون من أصعب الأعمال. يجب الحؤول دون حصولها, وهذا لا يتحقّق إلا بالمبادرة والمجاهدة والإخلاص من قبل النّخب في أيّ بلدٍ. وعلى العلماء والجامعيين والسياسيّين وكل من له تأثير ونفوذ أن يبيّن للناس خطّة العدوّ وينشر الوعي بين الناس فيما يتعلّق بتفاؤل العدوّ بإيجاد الخلافات بين الناس، وبين الدّول الإسلاميّة، وبين الأجنحة الإسلاميّة، وبين السنّة والشّيعة، وبين التيّارات المختلفة في المذاهب الإسلاميّة المتعدّدة.
الحنجرة الإلهية والحنجرة الشيطانية
كلّ حنجرة تهتف اليوم بالوحدة الإسلاميّ، هي حنجرة إلهيّة، ناطقة عن الله، وكلُّ حنجرة ولسان يُحرّض الشعوب الإسلاميّ، المذاهب والطوائف الإسلاميّ المختلفة لمُعاداة بعضها بعضاً، لإثارة النعرات فيما بينها، هي حنجرة ناطقة عن الشيطان. “من أصغى إلى ناطق فقد عَبَده، فإن كان الناطق عن الله، عَبَدَ الله، وإن كان الناطق ينطق بلسان إبليس، فقد عبد إبليس”.
التفرقة خدمة مجانية للأعداء

إنّ تقوية روح الأخوّة والتآلف هي الدرس الكبير للحجّ. فهنا يُمنع حتّى الجدال وخشونة الكلّام مع الآخرين. الملبس الموحّد، والأعمال الموحّدة، والحركات الموحّدة، والسلوك العطوف يعني هنا المساواة والإخاء بين كلّ المؤمنين بمهد التوحيد هذا والذي تهوي إليه أفئدتهم. هذا ردّ إسلامي صريح على كلّ فكر وعقيدة ودعوة تُخرج جماعة من المسلمين والمؤمنين بالكعبة والتوحيد من دائرة الإسلام. لِتعلَم العناصر التكفيريّة التي هي اليوم ألعوبة ساسة الصهاينة الغادرين ورعاتهم الغربيّين، والتي ترتكب الجرائم المروّعة وتسفك دماء المسلمين والأبرياء، وليعلم بعض أدعياء التديُّن والمتلبسين بزيّ علماء الدين من الذين ينفخون في نار الخلافات بين الشّيعة والسنّة وغيرها، ليعلموا أنّ مناسك الحجّ بذاتها تبطل ما يدّعون وما يزعمون والعجيب أنّ الذين يعتبرون مراسم البراءة من المشركين، والتي لها جذور وأصل في سيرة النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم من الجدال الممنوع، هم أنفسهم من أكثر العوامل تأثيراً في إيجاد النزاعات الذاتيّة بين المسلمين.  وإنّني أعلن مرّة أخرى، وكما هو رأي الكثير من علماء المسلمين والحريصين على الأمّة المسلمة، أنّ كلّ قول أو عمل يؤدّي إلى إشعال نار الاختلاف بين المسلمين، وكلّ إساءة لمقدسات أيّ من الجماعات الإسلاميّة أو تكفير أحد المذاهب الإسلاميّة، هو خدمة لمعسكر الكفر والشرك وخيانة للإسلام، وهو حرام شرعًا.

2014
الوحدة تعني التأكيد على المشتركات
تعني الوحدة التأكيد على المشتركات؛ لدينا الكثير من المشتركات؛ فالمشتركات بين المسلمين أكثر من موارد الاختلاف، يجب التأكيد على المشتركات. ويقع على كاهل النخب القسم الأعظم من هذا التكليف، سواءً النخب السياسيّة، أم العلميّة، أم الدينيّة. وعلى علماء الدين المسلمين أن يحذّروا الشعوب الإسلاميّة من تسعير حدّة الخلافات بين الفرق والمذاهب الإسلاميّة. وعلى علماء الجامعات أن يوجّهوا الطلاب ويُفهموهم أنّ أهمّ مسألة في العالم الإسلاميّ اليوم، هي مسألة الوحدة، والاتحاد لتحقيق الأهداف وهي: الاستقلال السياسي، استقرار سيادة الشعب الدينيّة والعمل بالأحكام الإلهية في المجتمعات الإسلاميّة؛ الإسلام الذي يدعو إلى الحريّة، ويدعو إلى العزّة والشرف؛ هذا هو تكليفنا اليوم وهذا هو واجبنا.
مواجهة عوامل التفرقة، واجب المسلمين
على المسلمين مواجهة أيّ عامل من عوامل الفرقة، وهذا واجبٌ كبيرٌ ملقى على عاتق الجميع؛ على الشيعة والسنّة، بجميع فِرَقهم ونخبهم، أن يتحمّلوا المسؤوليّة وينهضوا بهذا الواجب.
الوحدة تعني التأكيد على المشتركات
تعني الوحدة التأكيد على المشتركات؛ لدينا الكثير من المشتركات؛ فالمشتركات بين المسلمين أكثر من موارد الاختلاف، يجب التأكيد على المشتركات. ويقع على كاهل النخب القسم الأعظم من هذا التكليف، سواءً النخب السياسيّة، أم العلميّة، أم الدينيّة. وعلى علماء الدين المسلمين أن يحذّروا الشعوب الإسلاميّة من تسعير حدّة الخلافات بين الفرق والمذاهب الإسلاميّة. وعلى علماء الجامعات أن يوجّهوا الطلاب ويُفهموهم أنّ أهمّ مسألة في العالم الإسلاميّ اليوم، هي مسألة الوحدة، والاتحاد لتحقيق الأهداف وهي: الاستقلال السياسي، استقرار سيادة الشعب الدينيّة والعمل بالأحكام الإلهية في المجتمعات الإسلاميّة؛ الإسلام الذي يدعو إلى الحريّة، ويدعو إلى العزّة والشرف؛ هذا هو تكليفنا اليوم وهذا هو واجبنا.
الوحدة أساس الفكر الإسلامي
في الإسلام هناك دعوة للألفة والائتلاف والوحدة والتعاون والتراحم. هذا هو أساس الفكر الإسلامي في كل الأنشطة.
سياسة التفرقة هدف العدو
الحجّ مظهر الوحدة والتلاحم وساحة الإخاء والتعاون. وعلى الجميع أن يتلقّوا درس التركيز على المشتركات وإزالة الخلافات. فالسياسات الاستعماريّة وضعت بيدها الآثمة منذ القدم مهمّة التفرقة في قائمة أعمالها لتحقّق مقاصدها الخبيثة. وبعد أن تبيّن للشعوب الإسلاميّة اليوم بوضوح عِداء جبهة الاستكبار والصهيونيّة بفضل الصحوة الإسلاميّة واتّخذت منها الموقف اللازم، قد ازدادت سياسة التفرقة بين المسلمين شدّة وعنفًا. إنّ العدوّ المخادع بإشعاله نيران الحروب الأهليّة بين المسلمين يستهدف جرّ مقاومتهم وجهادهم إلى الانحراف، كي يبقى العدوّ الصهيوني وعملاء الاستكبار وهم الأعداء الحقيقيّون في هامش من الأمن، وإنّ تجهيز المجموعات الإرهابيّة والتكفيريّة وأمثالها في بلدان منطقة غرب آسيا يأتي في سياق هذه السياسة الغادرة. إنّ هذا لهو تحذير لنا جميعاً أن نضع اليوم مسألة اتّحاد المسلمين في رأس قائمة واجباتنا  الوطنيّة والدوليّة.
2015
الوحدة، حاجة ملحّة
الأهم وما هو بالدرجة الأولى من الأولوية للعالم الإسلامي یتمثل في الوحدة. نحن المسلمين ابتعدنا عن بعضنا كثيراً. لقد كان للسياسات في هذا المضمار للأسف مساع موفقة في الفصل بین المسلمين وتفریق قلوب الجماعات المسلمة بعضها عن بعض. نحتاج اليوم إلى الوحدة.
عزة الأمة الإسلامية مرهونة بالوحدة ما بين المسلمين
 إذا كنا مع بعضنا وكانت قلوب البلدان والشعوب الإسلامية – من سنة وشيعة ومختلف فرق التسنن والتشيع – نقية بعضها اتجاه بعض، ولا تحمل سوء ظن وسوء نية بعضها لبعض، ولا يهين بعضهم بعضاً، لاحظوا أيّ حدث سيقع في العالم، وأية عزة ستحصل للإسلام! الوحدة الوحدة.
الوحدة على رأس القضايا الإسلامية
 المساعدة التي قدمتها الجمهورية الإسلامية لأخوانها في العالم الإسلامي لحدّ اليوم، كانت في الغالب مساعدة للإخوة من أهل السنة. لقد وقفنا إلى جانب الفلسطينيين وإلى جانب الجماهير المؤمنة في بلدان المنطقة، لأننا كنا نعلم أن قضية الوحدة هي في الوقت الراهن على رأس القضايا الإسلامية.
الوحدة، السبيل الأمثل لصد الأعداء
على جميع المسلمين اليوم في أقصى أنحاء العالم أن يفكروا بالأمة الإسلامية وبالوحدة الإسلامية. إذا فكرنا بالأمة الإسلامية فسوف تتأمّن مصالح بلداننا أيضاً. مصلحة العدو هي أن يفصلنا بعضنا عن بعض، وأن يهاجم بلداً ويكسب الحلفاء له من بلد آخر، مصلحة العدو تكمن في هذا ويجب علينا أن لا نسمح بذلك.
وصفة العالم الإسلامي
على العالم الإسلامي اليوم العمل بوصفة محددة وهي الحفاظ على الوحدة والتلاحم. ينطبق هذا الأمر على الشأن الداخلي في البلاد أيضا؛ فعلى الشعوب أن ترص صفوفها، وعلى الشعب الإيراني أن يتكاتف فيما بينه.
واعتصموا بحبل الله جميعا
إنّ العالم الإسلامي اليوم يعاني من أزمات كبيرة جداً. فلقد أكّد الإسلام كل هذا التأكيد على التكاتف وتوحيد الصفوف والأخوّة بين المسلمين، بل وحتى في الاعتصام بحبل الله الذي كان بالإمكان أن يتم بصورة فردية، نجد الإسلام لم يوص بذلك بل قال: ﴿وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللهِ جَمیعًا﴾.
الحج، رمز للوحدة الإسلامية
إنّ الحج يمثّل رمزاٌ للوحدة الإسلامية، حيث يجتمع الناس بصنوف ألوانهم وقومياتهم وجنسياتهم ومذاهبهم وميولهم جنبًا إلى جنب من دون أي فارق؛ فيطوفون معًا، ويسعون معًا، ويقفون في عرفات والمشعر معًا، فكم لهذه الوحدة من أهمية كبيرة. ومن هنا، فإنّ التعاطف والانسجام الإسلامي يتجلّى على حقيقته في الحجّ، ليس للشعب الإيراني فحسب، بل لمسلمي العالم كافة، وللأمة الإسلامية جمعاء.
الحج مركز محاربة التفرقة
لعنة الله على الذين يحاولون إقصاء حقيقة الأمة الإسلاميّة وأهميّتها وإبعادها عن الأذهان، والذين يقسّمون المسلمين إلى أصناف متعدّدة، ويحدّدون لهم دوافع مختلفة، ويضخّمون الجانب القومي لتهميش عظمة الأمّة الإسلاميّة، ويعملون على دقّ إسفين الخلاف في الأمة، والحال أنّ الأمة الإسلامية هي التي تتمتّع بالأهميّة، وأنّ العظمة تعود إلى الأمة الإسلاميّة، وأنّ الله سبحانه وتعالى يفيض برحمته على الأمّة الإسلاميّة، وأنّ الحجّ مظهر لتشكيل الأمّة الإسلاميّة، وهذا بالطبع غيض من فيض. حيث يجتمع المسلمون ﴿مِن کُلِّ فَجٍّ عَمیق﴾  ومن كلّ مكان، ومن أقصى البلاد جنبًا إلى جنب، ويا لها من فرصة كبيرة توفّر لهم إمكانية التحادث والتعاطف بعضهم مع بعض، والاستماع إلى آلام وشجون البعض الآخر، والتضامن مع بعضهم بعضاً، وهل يمكن أن تتاح هذه الفرصة في غير الحجّ؟ وهذا هو واحد من جوانب الحجّ الاجتماعية المتمثلة بالوحدة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى