فكر الإمام الخميني

كتاب الآداب المعنوية للصلاة

خاتمة الكتاب

كان من المناسب أن نتمم كتاب الآداب المعنوية للصلاة بذكر الموانع المعنوية للصلاة من قبيل الرياء والعجب وأمثالهما ولكن بما أنّا ذكرنا في كتاب الأربعين في شرح بعض الأحاديث شرحا لهذه الموضوعات.

والآن بسب كثرة الاشتغال وتشتت القوى الفكرية نعتذر عن هذه الخدمة، فلذا نختم هذه الأوراق مع الاعتراف بالنقص والتقصير ونطلب من أرباب الأنظار النقية العفو عن الخطأ ونحتاج إلى دعاء الخير منهم والنفس الكريم لهم.

إلهنا أنت الذي ألبستنا نحن العبيد الضعفاء لباس الوجود بالتفضل والعناية ومحض الرحمة والكرامة من دون أن تسبقنا خدمة وطاعة أو نحتاج إلى عبودية وعبادة، وشرّفتنا بأنواع النعم الروحانية والجسمانية وأصناف الرحمات الباطنية والظاهرية من دون أن يتطرق من عدمنا خلل في قدرتك وقوّتك أو أن يزيد بوجودنا شيء على عظمتك وحشمتك، فالآن وقد فاز منبع رحمانيتك وتشعشعت عين شمس جمالك الجميل وأغرقتنا في بحار رحمتك ونوّرتنا بأنوار الجمال فأجبر أيضا نقائصنا وخطيئاتنا وذنوبنا وتقصيراتنا بنور التوفيق الباطني، والمساعدة والهداية السرية وأخلص قلوبنا التي هي كلها تعلّق من التعلقات الدنيوية وزيّنها بالتعلق بعز القدس.

إلهنا إنه لا يحصل من طاعتنا نحن الأقلّين بسط في مملكتك، ولا يعود إليك نفع من عذاب المذنبين وإيلامهم، ولا يحصل من العفو والرحمة للساقطين نقصان في قدرتك فالعين الثابتة للخاطئين طالبة للرحمة وفطرة الناقصين طالبة لتماميتهم، فعاملنا باللطف العميم ولا تنظر إلى سوء استعدادنا..

إلهي إن كنت غير مستأهل لرحمتك فأنت أهل أن تجود علي بفضل سعتك.. إلهي قد سترت عليّ ذنوباّ في الدنيا وأنا أحوج إلى سترها عليّ منك في الآخرة.. إلهي هب لي كمال الانقطاع إليك وأنر أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك حتى تخرق أبصار القلوب حجب النور فتصل إلى معدن العظمة.

ها هنا أختتم كلامنا بتقدير الله حامدا شاكرا على نعمائه مصليّا على محمد وآله الطاهرين في تاريخ يوم الاثنين من ربيع الثاني سنة ألف وثلاثمئـة وإحـدى وستـين 1361 هـ. ق.

هوية الكتاب

تحميل الكتاب PDF

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى