تقارير اقتصادية

بعد دعوة نصر الله للجهاد الزراعي .. أسطح المنازل في لبنان تتحول لمزارع

اعتادت المدن أن تحمل إسمنتها بصفة أساسية، وتتجمل ببعض من الحديد والزجاج والحجر والبلاط في مبانيها. ورغم جمالية فنون العمارة القديمة والحديثة التي تجعل الحجر ينطق فنا، فإنه لا شيء يضاهي الطبيعة وهي تأخذ مكانها بين البيوت وتتسلق الشرفات والسطوح.

وقد اعتاد الناس على أن يزينوا بيوتهم وشرفاتهم بنباتات الزينة دائمة الخضرة لإضفاء حياة على الجدران المغلقة، ويدخلون نفحة من الطبيعة إلى منازلهم.

الخضار إلى الشرفات والأسطح

قلما زرع سكان المدينة الخضار حديثا في بيروت، إلا أولئك الذين يملكون الحدائق أمام منازلهم. ولكن مع دعوة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لخوض معركة إحياء قطاعي الزراعة والصناعة لمواجهة الجوع والبقاء على قيد الحياة بكرامة”

وفي ظل انمكاش وتضاءل المساحات الخضراء، وغزو الإسمنت للمدن بشكل كبير. ومع أزمة الحجر المنزلي والتدهور الاقتصادي في لبنان، نزح كثير من الناس إلى القرى وبدؤوا يزرعون كل شبر متوفر لديهم بالنباتات الموسمية.

وبعد دعوة السيد حسن نصر الله للجهاد الزراعي بدأت تتحول الشرفات وأسطح المباني في المدن إلى أحواض لزراعة الخضار التي تسد الرمق وتوفر بعض المال، إضافة إلى تناول خضار عضوية ونظيفة.

دعوة نصر الله والثورة الزراعية

يقول علي نور الدين، الذي يقطن في بيروت، إن دعوة السيد حسن نصر الله شكلت ما يشبه ثورة زراعية في لبنان.

ويعتبر نور الدين أن من يزرع لمنزله يزرع “صحن السلطة الخاص بالعائلة. فالناس غالبا يزرعون الخيار والبندورة والحشائش، وبعض الخضار للطبخ كالكوسا واللوبياء”، مشيرا إلى أن “الأكل العضوي لا يسبب الأمراض”.

ويشجع نور الدين على زراعة الخضار متسائلا “لماذا نبتة زهرة الغاردينيا مثلا جميلة على الشرفة وأشتال الفلفل والبندورة لا؟!”، ويعتبر أن دعوة السيد حسن نصر الله جعلت الناس يفكرون مواجهة الأزمة الإقتصادية حتى تحقيق الأمن الغذائي الذي بات أكثر أهمية من الزينة على شرفات المنازل.

وعن أحواض الزرع، يقول إن البعض استخدموا الأحواض المخصصة للزراعة، وآخرون استخدموا أوعية البلاستيك والغالونات والقناني (الزجاجات الفارغة)، فالحاجة أم الاختراع.

ويقترح علي نور الدين الري كل يومين في الصيف، والتنبه إلى الحشرات ومعالجتها منزليا من دون إدخال السموم واستعمال “ملعقة ونصف المعلقة من الصابون السائل وتركه يذوب في ليتر ماء ويرش على الحشرات الضارة”.

الأمن الغذائي

المهندس محمد طهماز يعتبر أن الاهتمام بزرع الأسطح والشرفات يأتي بعد دعوة السيد حسن لنصر الله للوصول للأمن الغذائي، إذ يستطيع الشخص إنتاج طعامه اليومي، وهو ما توصل إليه شخصيا بعد أن بدأ بمشروعه على سطح منزله بعد دعوة السيد حسن نصر الله.

ويقول إنه خلال فترة بسيطة سيكون لديه اكتفاء ذاتيا بعد أن زرع مساحة 20 مترا مربعا. والمزروعات هي الخيار والكوسا واللوبياء والفجل والروكا (الجرجير) والسبانخ والسلق والبطيخ والبروكولي والحبق (الريحان) وأنواع النعناع والبقدونس والبندورة بثلاثة أنواع وشجرة ليمون. علاوة على أشجار المانغا والحمضيات والأفوكادو الموجودة في حديقة المنزل.

يقر طهماز بأنه من الأشخاص الذين لا يحتملون البقاء بين أربعة حيطان، وتتعب نفسيته إذا كان في مكان لا يطل على مشهد ما، ويجد في الطبيعة العلاج.

ويبين طهماز أن كل الأسطح يمكن استخدامها ضمن السلامة العامة هندسيا عبر توزيع الأوزان على الأعمدة والجسور. وتتجه معظم دول العالم لاستثمار الأسطح لتنقية الجو لأن النباتات تزيد الأكسجين في الجو وتخفف التلوث، ولأن الأسمنت يسخن بقوة فالنباتات تخفف وطأة الحر، حتى إن حرارة المدن قد تنخفض حوالي 3 درجات، بالإضافة إلى الاستفادة من النباتات بتناولها أو بيعها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى