محور المقاومة

قوى عراقية تدين التطبيع الإماراتي الإسرائيلي وتعتبره خيانة للمسلمين والفلسطينيين

نددت قوى سياسية عراقية عديدة باتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل، معتبرةً أنه “خيانة” للمسلمين والفلسطينيين.

وقال زعيم ائتلاف دولة القانون (26 مقعدا في البرلمان من أصل 329) نوري المالكي -في بيان- “إن مسار التقارب السياسي والاقتصادي مع الصهاينة يعد خيانة للأمانة ولله والمسلمين”.

وأردف المالكي (وهو رئيس سابق للوزراء) “الاتفاق عبور على تضحيات الأمة في مواجهة غطرسة التطرف الصهيوني واعتداءاته المستمرة وتآمره على العرب والمسلمين”.

واعتبر أن بروتوكول التعاون بين الإمارات و”الكيان الغاصب” بمباركة أميركية، حلقة من حلقات العودة إلى تثبيت مخطط الذل والهوان وتضييع الحقوق المشروعة التي اعترفت بها الشرعية الدولية.

وأضاف أن الخطوة الإماراتية تعد انتهاكا صريحا لمقررات الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومنظمة عدم الانحياز والمنظمات الدولية الأخرى، التي اعترفت بحقوق شعب فلسطين على أرضه وعاصمته القدس الشريف.

من جانبه، أدان تحالف الفتح (47 مقعدا في البرلمان) بزعامة هادي العامري -في بيان- الاتفاق بين أبو ظبي وتل أبيب، واصفا إياه “بالخطوة المشينة”.

ودعا التحالف الشعوب والدول العربية والإسلامية إلى “مقاطعة حكام الإمارات، وكل من تمتد يده لمصافحة الأيادي القذرة للصهاينة المحتلين”.

وأضاف البيان أن “التطبيع مع إسرائيل يمد هذا الكيان بالحياة والشرعية والاعتراف بوجوده السرطاني القائم بالقتل والاستهداف وقضم الأراضي الفلسطينية منذ 70 عاما”.

بدوره، هاجم الأمين العام لحركة “عصائب أهل الحق” قيس الخزعلي اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي، وقال إن “الموقف المذل للعائلة الحاكمة بالإمارات اللاعربية يشكل حلقة من مسلسل الخيانة والعمالة”.

وأكد أن “هناك أنظمة أخرى تقوم بتهيئة المناخ لانبطاحات جديدة، وعلى رأسها آل سعود”.

وتابع في كلمة متلفزة في هذا الصدد “آل سعود بدؤوا بث ثقافة الانفتاح على الصهيونية ليقدموا حلقات أخرى في التطبيع”.

وختم بالقول “نعاهد أحرار العالم أن العراق والعراقيين سيكونون الصخرة الصامدة أمام مشروع التطبيع الفاشل”.

من جهتها، استنكرت هيئة علماء المسلمين في العراق التطبيع مع إسرائيل، ودعت للوقوف مع الشعب الفلسطيني.

واعتبرت الهيئة -في بيان- أن خطوة إعلان اتفاق بين الإمارات و”الكيان الصهيوني” بترتيب أميركي غير مبررة وغير مقبولة، ولا تخدم سوى المحتل وحده، ولا تصب في صالح القضية الفلسطينية أو البلاد العربية والشعوب المسلمة؛ بل ستؤدي إلى الإساءة إليهم والإضرار بحاضرهم ومستقبلهم ومصالحهم، لأنها تشجع (الكيان الصهيوني) على الاستمرار في قتل وتعذيب وحصار الفلسطينيين، والتمكين له للنيل من المسجد الأقصى.

وطالب البيان الإمارات بإعادة النظر في هذا القرار والتراجع عنه، من منطلق واجب رعاية مصالح الأمة وحماية الشعب الفلسطيني من ويلات الاحتلال.

وتساءل النائب أحمد الأسدي (وهو المتحدث السابق باسم الحشد الشعبي) مستنكرا: “ما الذي دفع الإمارات إلى التطبيع الشامل مع الكيان الصهيوني؟” هل لديها حدود مغتصبة وسيادة مبتورة وحقوق تاريخية حتى تهرول للتطبيع مقابل قيام إسرائيل بتجميد ضم أراضي الضفة الغربية؟ إنها الخيانة والإذلال الذي تعيشه هذه الأنظمة منذ تأسست. ستبقى فلسطين خالدة في ضمير الأمة ولن تتخلى عنها.

من جهتها، دعت جبهة الإنقاذ والتنمية (11 مقعدا في البرلمان) إلى وقفة عربية وعدم التفريط في الحقوق الفلسطينية.

واعتبر بيان للجبهة أن الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل -برعاية أميركية- يأتي لتأكيد تمزق الصف العربي وعدم التزامه بمقررات الاتفاقات العربية، ويعيد مسلسل كامب ديفيد وأوسلو ومخرجاتهما المخيبة للآمال.

وتابع أن الجبهة تدين هذا الاتفاق، وتدعو إلى وقفة عربية قوامها عدم التفريط في الحقوق العربية الفلسطينية، معتبرة يوم الاتفاق يوما حزينا، يثير ذاكرة عربية متخمة بالألم لما فعلته إسرائيل عبر أكثر من 70 عاما.

والخميس الماضي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب توصل الإمارات وإسرائيل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات، واصفا إياه “بالتاريخي”.

وعقب إعلان ترامب الاتفاق، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن حكومته متمسكة بمخطط الضم، رغم أن بيانا مشتركا صدر عن الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات أشار إلى أن تل أبيب “ستتوقف عن خطة ضم أراض فلسطينية”.

وقوبل الاتفاق بتنديد فلسطيني واسع من القيادة وفصائل بارزة، مثل حماس وفتح والجهاد الإسلامي، في حين عدته قيادة السلطة الفلسطينية -عبر بيان- “خيانة من الإمارات للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية”.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى