أدب المقاومة

يا زهراء ثورة نحن من الأضلاع

يا زهراء يا زهراء

ثورة نحن من الأضلاع

سلام أيها الذكرى سلام *** من القلب الذي ذاق الفراقا
سلام من حزين قد تمادى *** و رام الموت حبا و اشتياقا
أذاب الصبر في الدنيا قرونا *** و أين الصبر لما أن تلاقا
رآى ضلعا كسيرا في دماء *** تغطي الكون عزما و احتراقا
رآى سقطا و أما منه تدنو *** كأن الابن قد شاء العناقا
ألا تجري عيوني فيك سيلا *** و هذي الأرض تبكيك انشقاقا

عيوني..صبت الأدمع من نافذة الولاية *** عيوني..عانقت أحزانها ملحمة الشكاية
عيوني ودعت فاطمة الزهراء في الرعاية *** عيوني..أغمضت أجفانها تنتظر الحكاية

مالي أرى جرحا هنا يتوارى *** نزفا أرى من فيه كي يتجارى
ذا نعشها في ليله حيث سارا *** في موكب ما مثله قط صارا
و النعش يسري خيفة و جهارا *** يحوي علي يا حوله و الصغارا
يا أرض ما لي لا أرا ك دمارا *** و النور ما بين الثرى فيك غارا

أين من يصرخ يا زهراء فالقلب انفطر *** و عيون الدمع جفت في مآقيها صور
انني دمع مع دم البتول انفجر *** لم أزل أذكر ما كان ففي الدرب أثر
فعلى القلب جراح و على الخط عبر *** و مع الآهة نزف و وعيد و خطر
كلما أججه الظلم على الظلم جهر *** كاشفا عنه رماد ألف عام و سير

أيا نعش الأم و يا وعد الدم *** أنا آت يوما من ذكراك الحرة
و يغلي بركاني بعزم الايمان *** و صبري يستوحى من ميلاد الثورة
فأضلاع نزفي أجابت بالطف *** و جاءت تحكيها ما زالت كالجمرة
و أجراح الصدر تناجت بالثأر *** هبوها أن تحيا فلنحيا بالنصرة

يا زهراء يا زهراء

ثورة نحن من الأضلاع

سقاني غيثها حبا غريبا *** فتاه القلب في الدنيا طروبا
أنا ما عشت الا من لقاها *** و لولاها لما كنت الحبيبا
سأستوحي حروف الشعر منها *** لأبقى من معانيها قريبا
هي السحر الذي أعطى وجودي *** و أعطاني من الدنيا نصيبا
أخالوا الطرف في الأكوان شمسا *** و ان غطت حسبناها غروبا
و لكن دمعة الآلام سالت *** تشق العمر ايمانا رهيبا
و قلب قاوم الأحداث صبرا *** و هل يعطي الجوا الا لهيبا
تمادى في أذاك الليل ظلما *** فقومي و اطلبي حقا سليبا

حسين..صاح ياأماه صبرا نحوك خذيني *** حسين..و على الخد دموع من دم الحنين
حسين..إنني قتل بالطف فأرشديني *** حسين..يا صغيري قالت الزهراء بالأنين

أضلاعك في كربلا تتكسر *** أوداجك في كربلا تتفجر
آمالك في كربلا تتعفر *** و الشمر من مأساتك يتبلور
لولاك ما عدنا هنا نتحرر *** لولاك ما جئنا لكي نتكرر
فالدم دم واحد يتصدر *** و العزم عزم ثائر يتصور

قصة الطف أتتنا منذ كسر الأضلع *** منذ أن سال دم الزهراء من فعل الدعي
و جرى يملأ وجه الأرض ملأ المترع *** و هو في أعماقنا منفجر لم ينزع
خرجت تطلب بالحق فقالوا تدعي *** و قفت تخطب بالقوم أفيهم من يعي
تشتكي قائلة ربي الهي مرجعي *** لك شكواي بقلبي قد جرت من أدمعي

اذا ما عذبت و ظلما أصبحت *** أقاسي من ليل في الدنيا آذاني
و أسواط الكفر تلوت بالظهر *** و داسوا بالنعل في حقد انساني
فدمي لن يهدأ و جرحي لن يبرأ *** سأبقى بركانا يغلي من أحزاني
و هذا انذاري بوجه الأشرار *** ووعدي يا هذا يبدو بالنيران

يا زهراء يا زهراء

ثورة نحن من الأضلاع

أطلي من رداء الصبر يا ذي *** وفود الشعب قد جاءتك تترا
شبابا طلق الدنيا ثلاثا *** و أجرى الدم فوق الأرض نهرا
فلما خر هاني قال هاني *** له لبيك أنت الآن أدرى
و عبد القادر الحر يلبي *** و ذا الصافي حسين طار سحرا
و حين اشتاق للقيا حميد *** أبا الاذلال حتى حاز نصرا
فثارت في العشيري دماء *** تنادي يا حسين عشت قهرا
خذوني حينها نادى نضال *** رفاق الدرب حيث الموت يشرى
فلاح الشوق في دنيا سعيد *** فأدمى تلكم القضبان سرا

شهيد ..عانق الحورودم النصر في اتقاده *** شهيد..رسم الدرب من المنحر و الارادة
شهيد..لم تزل حيا فطوبى لك بالشهادة *** شهيد..أنت في كل الشعور لم تزل قيادة

ها قد أتت زهراؤنا بالشهيد *** أكفانه قد مزقت بالحديد
و الدم من أحلامه كالنشيد *** عيناه في رضوانها و القيود
يدعو أهل عدنا لهم من جديد *** فالشوق قد نادى بنا كالرعود
و الطف قد خطت على كل جيد *** و النحر مفتوح لسيل الصمود

صاحت الزهراء و القلب شجون و ألم *** ان ابني لم يمت أقسمت بالله قسم
ثأره لن يهدأ اليوم و هل قد جف دم *** هو بالضلع قرين يتحدى من ظلم
يرفض الذل لهذا صار فيهم متهم *** يوم عاشوراء لما لؤلؤ المجد انتظم
و بيان الحر دوام البرايا و ارتسم *** قائلا كلا و كلا لم يقل يوما نعم

هو النصر القادم بأجيال القائم *** أتى اذن الله يا أسياف النصب
و ثار الاعصار و قام الاصرار *** يغذينا عزما من آلام القلب
فأكفان تبدو و آهات تحدو *** و ما منا الا مجروح في الحب
خذوا لحن الثائر بأوتار العابر *** فمنها يأتينا موعود للدرب

يا زهراء يا زهراء

ثورة نحن من الأضلاع

تقدم أيها الشيخ المفدى *** فهذا الشعب بالآمال قاما
و نادى اننا نفديك روحا *** و دما حبنا و الكل هاما
ألا يا صاحبي هل كنت تدري *** بمن في سجنه ذاق الحماما
و ما نامت له عين بليل *** كأن النوم قد أمسى حراما
أهل تغفو له و الناس تشكوا *** من الأغلال ظلما أو ظلاما
أبى الاذلال و الدنيا بنار *** فثار الليث لا يبغي انهزاما
أتدري من أنا أعني بقولي *** و من لا يعرف البدر المراما
هو الكف التي مدت الينا *** هو الجمري فابلغه السلاما

حبيب..قلبه صوت حسين بل حكاه قصة *** حبيب..حينما ألقى خطابا هل سمعت نصه
حبيب..ويحيي الناس حباوهو في المنصة *** حبيب..عشق الزهراء أما و الحياة غصة

قري به عين الهدى بالسلامه *** و ألقي له من قلبك بالزعامة
ذا صابر من أجلك بالتهامة *** قد ضل في درب الجوى و الامامة
مستلهما من كربلاء علامة *** لا بد لي من زفرة و قيامة
أو أنحني في غفوة بالظلامة *** أو أنحني في غفوة بالظلامة

قد تعلمت من الطف بأن لا أنحني *** و تعلمت من الدم عطاء المحن
فأنا ابن حسين من قديم الزمن *** قد تقلدت سلاحي و أنا في كفني
صرختي هيهات دوت بهتاف المذعن *** يا حسين قد أتيناك بشوق الوطن
فانظر السوط امامي قد سطى في بدني *** يتحدى و أنا المحروم عند الوهن

فاني شيعي و هذا ميعادي *** سأبقى ما تبقى في أشلائي عزة
و دمي لا يهدر فحبي من حيدر *** تمنى أن يبقى مجنونا في الهزة
اذا ضاق الأمر اذا مات الصبر *** سأمحو من دربي آلامي كالحمزة
حياتي شيعية و روحي مدمية *** بدم ثوري من نفس معتزة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى