أهل البيت (ع) في موقع الدفاع عن التوحيد و العدل – مسؤولية الإنسان في فعله
وهذه النقطة تتبع النقطة السابقة، فإِنّ الإنسان لو كان هو الّذي يختار (في مرحلة المبادئ) السبيل الّذي يسلكه، يتحمّل بالضرورة نتائج ومسؤوليات كلّ ما يترتّب على فعله من آثار ونتائج قطعية ومتقنة. والمسؤولية هي نتيجة الاختيار، وفي نفس الوقت فإنّ الإحساس الوجداني الواضح عند الإنسان بالمسؤولية هو أمارة الاختيار، والقرآن يعمّق الإحساس بالمسؤولية عند الإنسان، يقول تعالى:
{وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ}[1].
{فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ}[2].
{فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ}[3].
{وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}[4].
{ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}[5].
إذن لوجود عامل الاختيار في سلوك الإنسان تنسب أعمال الإنسان إليه، كما يتحمّل هو مسؤولية نتائج أعماله.
روى الكليني في الكافي والصدوق في التوحيد عن الحسين بن علي الوشّاء، عن أبي الحسن الرضا (ع)، قال سألته: فقلت: الله فوّض الأمر إلى العباد؟
قال (ع): الله أعزّ من ذلك. قلت: فجبرهم على المعاصي؟
قال (ع): الله أعدل وأحكم من ذلك.
ثمّ قال (ع): قال الله عزّوجلّ: ياابن آدم، أنا أولى بحسناتك منك، وأنت أولى بسيئاتك منّي. عملتَ المعاصي بقوتّي التي جعلتها فيك<[6].
أقرأ ايضاً:
- أهل البيت (ع) في موقع الدفاع عن التوحيد و العدل – التفكيك بين إرادة الله التكوينية والتشريعية
- أهل البيت (ع) في موقع الدفاع عن التوحيد و العدل – الهيمنة الإلهية على حركة القضاء والقدر في الكون والتاريخ