في ضيافة الله
مسلوبة الأردان لا تتجهّمي *** أومي بطرفك للسماء و تمتمي
و استمطري خلف الدموع شكاية *** لا زلت أملأها صراخا من فمي
بثي شجونك فالجراح غزيرة *** نضاحة بين الحطيم و زمزم
و لتشعلي وجدا يطول أواره *** مذ صار بيت الله غير محرّم
ماذا جنينا و الفؤاد متيّم *** و بغير بيت الله لم يتنعّم ؟
ماذا جنينا و الجوانح لهفة *** في الكعبة الغراء شوقا ترتمي
حتى يباغتنا الدعيّ بجوره *** فننوء من ذلّ السياط المؤلم
نحن ضيوف الله بل وفاده *** أيكون رفد الله سبي الدّيلم ؟؟
مسلوبة الأردان لا تتجهمي *** و على بقاع الطهر طوفي و احرمي
حتى إذا وصلت خطاك لروضة *** مجروحة في غربة و تيتّم
فلتندبي حالا ينوء بثقله *** صمّ الحجارة من صخور يلملم
في كل شوق للضريح تأثم *** و بكل نجوى تهمة المتأثم
وإذا تضرعت الكفوف فإنها *** للشرك و الإلحاد باتت تنتمي
و توجهي نحو البقيع و رددي *** “هل غادر الشعراء من متردّم ؟
أم هل عرفت الدار بعد توهم ” *** و قبور أهل الدار بعد تهدّم ؟
فإذا نظرت لحالها فتحسري *** و على القبور توجعي و تألمي
فهي القريبة في القلوب مزارها *** و هي البعيدة مثل بعد الأنجم