كتاب سلوة الحزين وتحفة العليل
مقدمة الكتاب
إن الله سبحانه وتعالى خلق الخلائق أجمعين وجعل الإنسان أشرف الموجودات ، وأرسل له أنبیاء ورسلا، مبشرين ومنذرين، وكرمه بكرامات عديدة ، وكلفه بتكاليف عديدة توصله إلى سعادة الدارین .
ومن منن الله الكبرى ورحمته أن جعل بينه وبين الإنسان ارتباطا وجعل الدعاء وسيلة وطريقة يتقرب بها الإنسان إلى ربه.
وإن علاقة الإنسان بالله تعالى علاقة محكمة ذاتية متأصلة في ذات الإنسان، وكلما وقع الإنسان في مشكلة أو ورطة أو نائبة من نوائب الدهر تراه يلتجئ إلى الله تعالى حيث لا أحد يكشف الضر غيره تعالى وهو اللطيف بعباده ، الخبير بما يصلح شأنه وبما يقربه إليه.
وإن لمدح الله وحمده أثر كبير في استجابة الدعاء ، وهكذا الأمر في لزوم الصلاة على محمد وآله، والاستشفاع، وتقديم الوسيلة، وهم أهل بيت النبوة صلوات الله عليهم أجمعين.
وإذا اعترف الإنسان بذنبه وكان مقبلا بقلبه متوجها إلى ربه استجاب الله دعاءه ، ومن جملة شرائط استجابة الدعاء طيب المطعم والمشرب والملبس، للأخبار الواردة في ذلك ، وأن يدفع للعباد مظالمهم، وأن يحسن ظنه بالله تعالى، وأن يطمئن أن ما طلبه من الله تعالی سیتحقق، وإذا كان العبد ملحا في دعائه دخل في محبة الله تعالى فإن الله يحب السائل اللحوح. إلى غير ذلك من الشرائط الدخيلة في هذا الأمر العبادي الخطير .
وكتاب سلوة الحزين وتحفة العليل فيه الكثير من تلك الآداب والوظائف التي توصل الإنسان إلى مقاصده العالية.
- اسم الكتاب: سلوة الحزين وتحفة العليل
- تأليف: الشيخ قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي
- الناشر: مؤسسة دليل ما للنشر
- عدد الصفحات: 523 صفحة