كتاب بقايا خبز ورماد
مقدمة الكتاب
تغيرت أيامي وسادها صمت حزين، وقلق دفين، وذاكرة لا تموت، كان ذلك يوم ذهبت إلى الجنوب لأزور القرى وأقبّل تراب الأرض التي حرمنا منها سنوات طوال مع أنّها تعيش بين الضلوع.
ورحت أجول بين القرى، لأتعرّف على تلك الأراضي منذ أن سلبها العدوّ من أيدينا غصباً وحتّى اللّحظة المليئة بالعزّ والكرامة وأشياء كثيرة لا توصف.
تعرّفت في إحدى القرى إلى عجوز تدعى “أم سالم” تعيش وحدها وقد أطلق عليها أهل القرية أم سالم لأنّها لم تنجب في حياتها. وكان زوجها قد توفّي، فبقيت وحيدة. وقرّرت البقاء في أرضها رغم كلّ الضّغوط عليها وعلى كل من في القرية.. وبدأت تحدثني عن كل بيت من بيوتها حتى صبّت أنظاري على عائلة تعيش بالقرب منها. ألا وهي عائلة أمينة.
شعرت برغبة في الذّهاب إلى هناك..لا أدري لماذا.. ربّما لأنّي أردت أن أبحث عن طريق للجهاد أو للعظمة أو ربّما للصّبر.. كان قلبي يحمل دقّات غريبة ما عرفت سببها، ولكنّي أحسست بأن شيئاً سيحرك فيّ ماضياً قديماً أو شجناً عتيقاً.. أو حزن تعب فغفا على وسادة ألم.. فقررت المغامرة والذّهاب. تقدّمت قليلاً من ذلك الباب الذي بدت عليه قسوة الزّمن. طرقته وإذ بي أراها وقد قارب عمرها الخمسين ولكن نور وجهها الذي استقبلني، خفف علي وطأة الخوف المسيطر على ملامحي تماماً وكتاب بقايا خبز ورماد اللذي بين يديك يتداول هذه القصة
- اسم الكتاب: بقايا خبز ورماد
- إعداد: مركز نون للتأليف والترجمة
- الناشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
- عدد الصفحات: 37 صفحة