مسألة الخلود في الحياة الآخرة
أهمية المسألة
إنّ لبحث مسألة الخلود في القرآن الكريم الأثر المهم في تربية الإنسان وصياغة سلوكه سلوكاً إيمانياً هادفاً، على غرار ما يفعله الاعتقاد بأصل المعاد ويوم القيامة، فالمعتقد بالمعاد يرى نفسه مسؤولاً عن كل نفس من أنفاس حياته، ويرى لوجوده قيمة مهمة لا يحق له تضييعها؛ فلا يهدرها إلا بأمر الله تعالى وفي مرضاته، ولا يرى الموت نهاية لوجـوده فلذلك لا يسعى إليه هرباً من ضغط الواقع، وأمّا المعتقد بالخلود فإنّ سلوكه سيتخذ طابعاً آخر، وسيكون احترازه آكد ونظره أبعد، فإنّه يعتقد بأنّ المعاد أيضاً لا يعني نهاية الطريق، فليس المعاد هو التنعيم المحدود أو المعاقبة المقتصرة على الإحراق وإنهاء حكاية الإنسان، بل هو خلود وبقاء.
معنى الخلود
ذكر الراغب الأصفهاني في توضيح معنى الخلود تحت باب (خلد): الخلود هو تبري الشيء من اعتراض الفساد وبقاؤه على الحالة التي هو عليها، وكل ما يتباطأ عنه التغيير والفساد تصفه العرب بالخلود كقولهم للأثافي خوالد، وذلك لطول مكثها لا لدوام بقائها. يقال خلد يخلد خلوداً، قال تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ} والخلد اسم للجزء الذي يبقى من الإنسان على حالته فلا يستحيل ما دام الإنسان حياً استحالة سائر أجزائه، وأصل المخلد الذي يبقى مدة طويلة ومنه قيل: رجل مخلد لمن أبطأ عنه الشيب، ودابة مخلدة هي التي تبقى ثناياها حتى تخرج رباعيتها، ثم استعير للمبقى دائماً. والخلود في الجنة بقاء الأشياء على الحالة التي عليها من غير اعتراض الفساد عليها، قال تعالى: {أُولَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}، {أُولَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}، {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا}، وقوله تعالى: {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ}، قيل مبقون بحالتهم لا يعتريهم استحالة، وقيل مقرطون بخلدة، والخلدة ضرب من القرطة، وإخلاد الشيء جعله مبقى والحكم عليه بكونه مبقى، وعلى هذا قوله سبحانه: {وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ} أي ركن إليها ظانّاً أنّه يخلد فيها(1).
الخلود في النصوص الشريفة
ورد بالإضافة إلى ما تقدم من الآيات آيات أخرى وأحاديث تدل على أن الخلود أمر واقعي، فكرم الله (سبحانه وتعالى) يقتضي أن لا ينقطع فيضه في آن من الآنات، فهو الذي لا تنفد خزائنه ولا تزيده كثرة العطاء إلا جوداً وكرماً، غاية الأمر أنّ طبيعة هذه المخلوقات المخلدة في الحياة الآخرة -أي طبيعة أعمالها ونتائجها التي طبعتها بطابع ما- تقتضي نوعاً ما من أنواع الخلود، ونحن في هذا المقام نذكر بعض ما روي في أصل مسألة الخلود في يوم القيامة، فقد ورد عن النبي الأعظم (صلّى الله عليه وآله) أنه قال: «ما خلقتم للفناء بل خلقتم للبقاء، وإنما تنقلون من دار إلى دار»(2). من خلال أمثال هذه الرواية يمكننا أن نتعقل ما ورد في روايات أخرى من اعتبار الموت قنطرة يعبر منها من دار الدنيا إلى دار الآخرة، وأن حقيقة الموت لا تعني العدم والبطلان.
من ضمن الروايات الواردة في هذا الشأن أيضاً الروايات التي أطلقت على الدنيا اسم دار الغرور، وعلى الآخرة اسم دار الخلود، روي عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أنه قال: «ألا وإن من علامات العقل التجافي عن دار الغرور، والإنابة إلى دار الخلود، والتزود لسكنى القبور، والتأهب ليوم النشور»(3). وهو عين ما نجده في عبارات الصحيفة السجادية لزين العابدين (عليه السلام):
عن زيد بن علي (عليه السلام) قال: سمعت أبي علي بن الحسين (عليهما السلام) ليلة سبع وعشرين من شهر رمضان يقول من أول الليل إلى آخره: «اللهم ارزقني التجافي عن دار الغرور، والإنابة إلى دار الخلود، والاستعداد للموت قبل حلول الفوت»(4).
إشكال على مسألة الخلود
ذكر العلامة الطباطبائي (رحمه الله) إشكالاً مقدراً حاصله أن بعض الآيات القرآنية تنص على أن الخلود والدوام في الحياة الآخرة مسألة حتمية أبدية، بينما تنص آيات أخرى على أن الخلود يكون مؤقتاً بوقت ما، وعند انتهاء هذا الوقت وهذه الفترة فإن كل ما زعمنا كونه خالداً فإنه يفنى ويزول ويضمحل، يقول (رحمه الله): “وقوله: {مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ}(5) نوع من التقييد يفيد تأكيد الخلود والمعنى دائمين فيها دوام السماوات والأرض، لكن الآيات القرآنية ناصة على أن السماوات والأرض لا تدوم دوام الأبد وهي مع ذلك ناصة على بقاء الجنة والنار بقاء لا إلى فناء وزوال. ومن الآيات الناصة على الأول قوله تعالى: {مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى} الأحقاف: 3، وقوله: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} الأنبياء: 104، وقوله: {وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} الزمر: 67، وقوله: {إِذَا رُجَّتِ الأَرْضُ رَجّاً وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسّاً فَكَانَتْ هَبَاء مُّنبَثّاً}(6) الواقعة: 6. ومنها في النص على الثاني قوله تعالى: {جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً} التغابن: 9، وقوله: {وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً لا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً}(7) الأحزاب: 65″(8).
وعلى ما تقدم يرى العلامة الطباطبائي (رحمه الله) أنه يتولد من هذه الآيات إشكالان، يرتبط أحدهما بتحديد الخلود المؤبد بمدة دوام السماوات والأرض، ويرتبط الآخر بتحديد الأمر الخالد(9)، والحاصل أن هنا نوعاً من التنافي المتصور بين نصي هاتين الطائفتين من الآيات الشريفة، فهل أن الإنسان إذا بعث إلى الدار الآخرة يكون مخلداً بمعنى البقاء الأبدي، أو بمعنى طول البقاء لكنه غير أبدي؟
جواب هذا الإشكال
يجيب العلامة (رحمه الله) قائلاً: “والذي يحسم الإشكال أنه تعالى يذكر في كلامه أن في الآخرة أرضاً وسماوات وإن كانت غير ما في الدنيا بوجه، قال تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} إبراهيم: 48، وقال حاكياً عن أهل الجنة: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء} الزمر: 74، وقال يعد المؤمنين ويصفهم: {أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ} الرعد: 22. فللآخرة سماوات وأرض كما أن فيها جنة وناراً ولهما أهلاً، وقد وصف الله سبحانه الجميع بأنها عنده، وقال: {مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ} النحل: 96 فحكم بأنها باقية غير فانية.
وتحديد بقاء الجنة والنار وأهلهما بمدة دوام السماوات والأرض إنما هو من جهة أن السماوات والأرض مطلقاً ومن حيث إنهما سماوات وأرض مؤبدة غير فانية، وإنما تفنى هذه السماوات والأرض التي في هذه الدنيا على النظام المشهود، وأما السماوات التي تظل الجنة مثلاً والأرض التي تقلها وقد أشرقت بنور ربها فهي ثابتة غير زائلة فالعالم لا تخلو منها قط، وبذلك يندفع الإشكالان جميعاً”(10).
وخلاصة ما أراده العلامة (رحمه الله) أن الآيات القرآنية التي تحدثت عن زوال السماوات والأرض، فهي وإن كانت تنص نصاً على ذلك إلا أنها تتحدث عن فرد من أفراد السماوات، وهو النوع الدنيوي، أي أن الفناء والزوال هو لهذه السماوات الدنيوية، وأما السماوات الأخروية فإنها سماوات خالدة لا زوال لها ولا اضمحلال، وبذلك نستكشف أن حياة أهل الآخرة هي حياة خالدة لا زوال لها ولا اضمحلال، وأن الآيات القرآنية التي ربطت مسألة الخلود ببقاء السماوات والأرض فإنها كانت تتحدث عن جميع أفراد السماوات والأرض، فما دام يوجد فرد من أفراد السماوات والأرض وهو الفرد الأخروي فإن أهل الآخرة كذلك موجودون وباقون.
إشكال آخر على المسألة
يذكر العلامة الطباطبائي (رحمه الله) إشكالاً آخر مفاده أن الآية: {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ}(11) وكذلك الآية اللاحقة: {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ}(12) قد يفهم منها عدم الخلود بمعنى الدوام الذي تقدمت الإشارة إليه، ولكنه (رحمه الله) يجيب على هذا الإشكال بأن الآية لا تنافي ما تقدم من معنى الخلود الدائم، فالآية إنما تشير إلى قدرة الله (سبحانه وتعالى) وأنه على كل شيء قدير، فإن كون هؤلاء خالدين لا يعني أن خلودهم مفروض على إرادة الله وأنهم خالدون بالرغم منه لا بالرضى، بل المراد أنه بملء إرادته خلدهم وجعلهم من أهل الجنة أو من أهل النار.
كذلك فإنه من المحتمل أن يكون المراد هو الإشارة إلى ما ورد في بعض الروايات الشريفة من أن الإنسان المذنب يعذب في النار مدة ما ثم إذا نالته الشفاعة نقل إلى الجنة، فهذا المعنى من النقل لا ينافي الخلود لهذا الإنسان في الحياة الآخرة، غاية الأمر أن نحو خلود هذا الشخص هو الانتقال من النار إلى الجنة وعدم فنائه أو زواله(13).
أنحاء الخلود في الحياة الآخرة
من خلال ما تقدم ثبت لنا أساس مسألة الخلود؛ وأن الإنسان بعد هذه الحياة الدنيا لا يفنى ولا يعدم، بل ينتقل إلى حياة أخرى هي الحياة الحقيقية: {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}(14)، ولكن بعد تنقيح أصل مسألة الخلود والبقاء والدوام عرفنا أن هناك أكثر من نحو وكيفية للخلود، فهناك خلود أهل الجنة، وهناك خلود أهل النار، وهناك خلود لأهل الجنة في الجنة بعد أن يطهروا في النار، فيمكنك أن تعتبر هذا نوعا خاصاً من أنواع الخلود وهو عدم زوال وبطلان الإنسان وإن احترق بنار جهنم، وبطبيعة الحال لا يعني هذا عدم إحساسه بالنار أو عدم تألمه بالعذاب، بل حتى يذوق العذاب بالنحو الأكمل والأليق بمقدار ذنوبه كان عليه أن لا يموت بل أن يبقى ليذوق العذاب، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً}(15)، وكذلك يمكننا أيضاً أن نعتبر بقية أنحاء الخلود في الجنة كلاً منها نوعا مستقلاً، وإن كان الأنسب أن تجعل أنحاء لنوع واحد من الخلود هو خلود أهل الجنة، في مقابل نوع آخر من الخلود وهو خلود أهل النار.
وبطبيعة الحال فإن هذا الخلود ليس منفصلاً عن عمل الإنسان، بل هو عين الجزاء، لا أن جزاء العمل هو الجنة أو النار ثم يكون الخلود أمرا مغايراً، بل إن الجزاء عينه هو إما الجنة بنحو من أنحاء الخلود التي نذكرها فيها، وإما النار بنحو من أنحاء الخلود فيها، فلذلك كان لا بد من التركيز على عمل الإنسان وأن أي عمل يوصله إلى أي نحو من أنحاء الخلود، فبملء إرادته واختياره وعزمه يقدم على العمل ويتحمل مشقته لينال الجزاء المرجو عنده. ورد في الرواية الشريفة عن الإمام الصادق (عليه السلام): «إنما خُلِّد أهل النار في النار لأن نياتهم كانت في الدنيا أن لو خلدوا فيها أن يعصوا الله أبداً، وإنما خُلِّد أهل الجنة في الجنة لأن نياتهم كانت في الدنيا أن لو بقوا فيها أن يطيعوا الله أبداً، فبالنيات خلد هؤلاء وهؤلاء، ثم تلا قوله تعالى: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ}(16) قال: على نيته»(17).
بناء على ما تقدم يمكن لنا القول بأن للخلود في الآخرة عدة أنحاء:
النوع الأول خلود أهل النار:
1- الخلود في النار أبد الآبدين، أعاذنا الله منها بحق شفعاء تلك الدار.
2- الخلود في النار إلى أن يطهر ثم يخلد في الجنة.
النوع الثاني خلود أهل الجنة:
3- رزقنا الله ذلك بحق محمد وآله سفن النجاة، وقد تكون له عدة أنحاء كخلود النبي الأعظم (صلّى الله عليه وآله) والأئمة الطاهرين (عليهم السلام)، وخلود الأنبياء والمرسلين (عليهم السلام)، وخلود الصديقين، وخلود الشهداء، وخلود المقربين، وخلود الصالحين، وخلود الأبرار.
4- إلى ما هنالك من عناوين تثبت نحوا من التمايز والتفاضل بين أهل الجنة، ولعل بعض هذه الأقسام تشير إلى مرتبة واحدة، أو تكون ملحقة بدرجة من درجات أهل الجنة وإن لم تصل إلى مقدارها في الفضيلة والمنزلة، فهناك مجموعة من الروايات تتحدث عن جزاء بعض هذه الأصناف نرى أنها تلحق هذه الأصناف بدرجة النبي (صلّى الله عليه وآله) وأنهم يسكنون معه وفي درجته في الجنة، ولكن مع هذا لا يعني ذلك تساويها في الفضل والدرجة الواقعية لدى الله تعالى، لذلك لا تخلو المراتب العالية من خصوصيات اختصها الله بها دون غيرها من الأصناف. وفي الواقع فإن هذا العنوان (أنحاء الخلود في الجنة) يحتاج إلى استئناف بحث خاص لنرى من خلاله ما ورد في الآيات وفي الروايات من جزاء هؤلاء، وأن خلودهم بأي نحو من الأنحاء، وأن القسمة إلى هذه العناوين المتقدمة هل تصح بلحاظ الدليل القرآني، أو أن القرآن يعتبر جملة منها مشيرة إلى مرتبة واحدة لا إلى مراتب متعددة، ولا بأس أن نشير بنحو إجمالي إلى ما جاء من خصوصيات بعض هذه العناوين.
خلود الأبرار
هناك أكثر من وصف لخلود الأبرار في القرآن الكريم، وبطبيعة الحال فإنا -وكما تقدم- لا نفرق بين أصل الجزاء لكل صنف وبين الخلود، فإنه بعد إثبات أصل مسألة الخلود في الحياة الآخرة لكل من المؤمن والكافر، يبقى البحث منصباً على نحو الخلود؛ وهو ما نشير إليه من الخصوصيات وكيفية جزاء كل صنف من الأصناف، فمن الخصوصيات المذكورة لخلود الأبرار:
1- الخلود في النعيم: {إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ}(18).
2- الشرب من كأس مزاجه مزاج الكافور: {إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً}(19).
3- أن كتابهم في العليين: {كَلا إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ}(20)، ولعل لفظ الأبرار يشير إلى مقام المقربين، فالأبرار هم المقربون بقرينة الآيات اللاحقة: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ كِتَابٌ مَّرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ}(21)، وإن كان لفظ الأبرار يستعمل في مرتبة هي أدنى من مرتبة المقربين في مواضع أخرى، ولذلك قيل: (حسنات الأبرار سيئات المقربين).
خلود المقربين
وأما خصوصيات خلود المقربين فيمكن الإشارة إلى بعضها كما ورد في الآيات الشريفة:
1- الروح والريحان والجنة: {فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ}(22).
2- الشرب من عين تسنيم: {وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ}(23).
والحق أن هذا البحث يستحق جهداً آخر للتفصيل الدقيق بين المراتب والأصناف وبيان مواضع الاشتراك ومواضع الافتراق، فنكتفي بهذا القدر لعدم الجدوى الكثيرة في العموميات، إلى أن تتاح الفرصة للتدقيق في هذه المواضع بشكل أوسع.
خلود أهل النار
من كل ما تقدم ثبت لنا أن هناك أكثر من نحو من أنحاء الخلود، فمن الناس من يخلد في النار وفي العذاب المقيم ولا يجاب إلا زجراً: {وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ * أَلَمْ تَكُنْ آَيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ * قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ * رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ * قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ}(24)، بل كلما أراد أن يتخلص من تلك الحقيقة المظلمة المؤلمة نادى بأعلى صوته طالباً الموت فلا هو يموت ولا هو يُسمع ولا هو يستجاب إليه: {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ}(25).
فيتبين من كل ذلك أن عالم الآخرة هو عالم البقاء لا عالم الفناء، وهي الحقيقة التي أشارت إليها الرواية المتقدمة عن النبي الأعظم (صلّى الله عليه وآله)، فلا موت ولا هلاك ولا فناء ولا بطلان، وليته كان موت للكافر ليستريح من سيئات ما اقترفته يداه، لكن هيهات هيهات: {إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيى}(26)، وفي بعض الآيات الأخرى ترى صورة العذاب المرعبة، فلا هو موت ولا هو حياة، ولا هو راحة من الموت، بل هو حالة تجمع بين ألم الموت وعدم الخلاص عن آلام الواقع فهو أشبه بالحياة من هذه الجهة، لكن الحياة السوداء، تقول الآية الشريفة في وصفها الدقيق لذلك: {وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ}(27)، ومعنى ذلك-أعاذنا الله من نار لا ترحم من استعطفها(28)- أن الإنسان يمد بسبب البقاء ليزداد ألما فوق ألم الموت، يقول تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً}(29)، فعزة الله تقتضي تعذيب العصاة وحكمته تقتضي أن يضع كل شيء في موضعه المناسب، وأن يوصل كل شيء إلى كماله المنشود، وكمال العاصي الجاهل أن يعلم أنه ليس له حول ولا قدرة ولا يقدر على شيء إلا بالله تعالى، فحينما يعذب في النار يدرك ذلك ويزداد رفعة بعد أن كان وضيعاً، ويصبح كاملاً لأن أعلى أسباب الكمال هي العلم بحقائق الأمور، وأما بدنه فلا يحق له أن يحتج على كرم الله، فضلاً عن أن يحتج على عدله، فإن كرم الله يقتضي أن يوصل هذا الجلد إلى كماله، وكمال هذا الجلد هو أن يحترق إذا ما تعرض لعوامل الإحراق، وإلا لكان أشبه بالحديد الذي يحاول المقاومة، ولا مقاومة أمام قدرة الله، ولو كان الجلد كذلك لما كان سببا للإحساس والشعور، وذلك نقص لا كمال، فكماله هو أن يكون ليّناً رقيقاً حساساً قابلاً للاشتعال والاحتراق والتألم بنار جهنم.
ما معنى الفناء والهلاك؟
قد يطرح تساؤل أو إشكال على مسألة الخلود في الحياة الآخرة، وأن الكافر لا يخلد، فالخلود هو نوع تكريم، ولا معنى لتكريم غير المؤمنين، ويدل على ذلك أنه قد وردت آيات من القرآن تدل على الفناء والهلاك، وهو معنى البطلان والزوال، وبعبارة أخرى هو معنى عدم الخلود في الآخرة لغير المؤمنين، فما هو الجواب على ذلك؟
الجواب على ذلك هو أنه يمكن التفريق بين معنى الفناء والهلاك من جهة، وبين معنى العدم والبطلان من جهة أخرى، فإن الفناء والهلاك لا يعنيان البطلان وعدم الوجود، وهذا ما يدل عليه المعنى اللغوي والاستعمالات العرفية، أما في المعنى اللغوي فإن الفناء هو نقيض البقاء، والفعل فني يفنى فناء فهو فان(30). ويقال للشيخ الكبير: فان، والفانية: المسنة من الإبل وغيرها(31)، فإن بعضهم استظهر من هذه المعاني اللغوية أن الفناء لا يعني العدم، بل هو منسجم مع الاستعمالات العرفية التي تشير إلى نحو من البقاء لدى الفاني، فإنك تقول: فلان فان في الله، فليس المراد أن فلانا قد مات(32) أو زال وانتهى، بل هو موجود بنحو من الوجود، وهو أن يكون مندكّاً في الله ولا يرى لوجوده وجوداً بمعزل عن الله تعالى.
ولكن ومع هذا فقد يقال أن في هذا نحو من التكلف، وتطويع للمعنى اللغوي، ولا نمانع من هذه المناقشة.
وأما لفظة الهلاك فهي كذلك لا تشير إلى العدم، بل تشير إلى نحو من البقاء، فنحن نقول في استعمالاتنا العرفية: (يجوز للصائم ابتلاع الدم المستهلك في الريق)، (البول المستهلك في الماء الكثير لا ينجسه) وهكذا، ولا تعني هذه الاستعمالات أن الدم والبول غير موجودين فعلاً، بل هما موجودان، ولكن مع أن الدم موجود في الفم إلا أنه لا يضر ابتلاعه، لماذا؟ لأنه غير متميز، لأنه مستهلك، فالهلاك لا يعني العدم، بل يعني الانتشار وعدم التميز، وكذلك البول فهو لم يخرج من الحوض ذي الماء الكثير مهما قلنا أنه هالك أو مستهلك، فهو لا زال في الحوض ولم يخرج منه، فهو غير معدوم في الحوض، ولكنه منتشر بنحو يزول أثره ولا تتضح جهته، ولذلك فإن المعنى اللغوي للهلاك هو الموت، قال ابن منظور: هلك يهلك هلكاً وهلكاً وهلاكاً: أي مات(33). والموت لا يعني البطلان بل هو انتقال من دار إلى دار. ومع هذا يمكن أن يناقش معنى الهلاك والاستهلاك في اللغة، ولا مانع من ذلك.
حينها نأتي إلى الآيات القرآنية الواردة في هذا الشأن، فإنه قد ورد في الآيات الشريفة: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ}(34)، وقوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ}(35).
وهذه الآيات الشريفة لا تنافي مسألة الخلود، وذلك لأحد تصويرين:
التصوير الأول: هو أن نتمسك بما تقدم من الاستعمالات اللغوية التي تفرق بين معنى البطلان والعدم، وبين معنى الفناء والهلاك، فإن الفناء في الله هو عين البقاء، وليس هو العدم والبطلان.
التصوير الثاني: هو أن لا نقبل بما تقدم، ونتمسك بكون الفناء والهلاك بمعنى العدم والزوال، لكن أقصى ما يثبته هذا المعنى بملاحظة جميع ما ورد من الآيات والروايات في شأن المعاد والحياة الآخرة، وبملاحظة هذه الآيات الخاصة المذكورة في المقام، أقصى ما يثبته هو أن كل شيء يعدم من هذه الحياة الدنيا، ولا يبقى شيء اسمه دنيا فهي تزول وتعدم، وهذا لا يعني أنه لا توجد أخرى، فهناك حياة أخرى بالقطع والضرورة الدينية وحكم العقل، بل حتى لو قلنا ببطلان وانعدام كل الأشياء في الحياة الآخرة، فالانعدام والبطلان قد يعني البطلان لهذه الذوات بما هي ذوات مستقلة لها شأن وتقرر خاص، وهذا لا ينافي أن تبقى بنحو الاندكاك والرجوع إلى الله تعالى، ولا تنافي أن تبقى بنحو يهيمن عليها نور الله ووجه الله، فلا تبقى في قبال وجه الله، بل البقاء لله ولوجهه.
إذن فكل المخلوقات والموجودات تفنى في الله وتستهلك في الله ولا يبقى لها يوم القيامة وجود في قبال وجه الله، ولا يبقى إلا وجه الله، ووجه الله يشير إلى ذات الله، نعم كل المخلوقات هي وجوه لله، لأنها تعكس نحواً من قدرة الله وعلم الله وكرم الله، ولكن مع هذا فإن كل هذه المخلوقات وبحسب التعابير القرآنية تفنى وتهلك ولا يبقى إلا وجه الله، وهو وجهه التام الذي لا تعتريه شائبة نقص، فهو من كل جهاته وجه لله ومظهر لله، وهو المستجار به في الأدعية الشريفة: «أين وجه الله الذي إليه يتوجه الأولياء»، والسر في كونه وجهاً تامّاً لله هو أنه لم يكن يرى لوجوده أية حقيقة في قبال الله تعالى، وإنما ينفصل عن الله من يتصور القدرة والعلم والذات المستقلة، أما الذي يعتقد بأنه: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى}36) فهو لا يرى لوجوده إلا الفقر والارتباط والتعلق المحض بالله، كما أن الفقير لا يرى لوجوده وجوداً مستقلاً، فلا تراه إلا على عتبات الأغنياء، ولذلك فأينما وجدت الغني قلت أن الفقير هنا، وأينما وجدت الفقير علمت أن الغني موجود، وأينما وجدت الصغير الذي لا استقلال له عن أبيه علمت أن الأب موجود، نقرأ في الرواية الشريفة عن الحسن الصيقل قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام) يقول: «مرت امرأة بذية برسول الله صلّى الله عليه وآله) وهو يأكل وهو جالس على الحضيض فقالت: يا محمد إنك لتأكل أكل العبد وتجلس جلوسه، فقال لها رسول الله صلّى الله عليه وآله): إني عبد، وأي عبد أعبد مني، فقالت: فناولني لقمة من طعامك فناولها فقالت: لا والله إلا الذي في فيك، فأخرج رسول الله صلّى الله عليه وآله) اللقمة من فيه فناولها فأكلتها، قال أبو عبد الله عليه السلام): فما أصابها بذاء حتى فارقت الدنيا»37). ولكن بمجرد أن يرى الإنسان أن له شأناً يغنيه فلا سبيل له إلا الزوال والاضمحلال، وبمجرد أن يتقمص قميص الكبرياء فإنه يقع في وادي الهلاك والزوال، ورد في الرواية عن رسول الله صلّى الله عليه وآله): «يقول الله%: الكبرياء ردائي والعظمة إزاري، فمن نازعني واحداً منهما ألقيته في النار»38).
إذن فالمحصلة والخلاصة أن جميع الناس هالكون فانون زائلون، بالنحو الذي ينسجم مع الآيات الشريفة المصرحة بالخلود لا سيما في حق أهل النار: {وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ}39)، وهناك أناس لأنهم لم يكونوا يرون لأنفسهم إلا أنهم مظاهر لعلم الله وحلم الله وعظمة الله وجلال الله، ولم يكونوا منفصلين عن الله تعالى، وبعبارة الأدعية الشريفة: «لا فرق بينك وبينها، إلا أنهم عبادك وخلقك فتقها ورتقها بيدك، بدؤها منك وعودها إليك»40) فإنهم قد كانوا منذ أول الأمر فانين وهالكين في الله، ولا يرون لأنفسهم إلا العبودية المحضة لله، فلذلك أينما تشير إليهم فإنك لا تشير إلا إلى الله، وعدم الفرق بينهم وبين الله من هذه الناحية أي أن لا ذات لهم في قبال ذات الله، لا أن الله لا ذات له وراء ذواتهم، بل خلقهم وفتقهم ورتقهم وإيجادهم وإحياؤهم وإماتتهم كلها بيد الله، وهم العبيد المخلصين إلى الله.
فتحصل أن الخلود خلودان، خلود بمعنى الفناء والهلاك والاندكاك والرجوع إلى ساحة الله، وله أنواعه المتعددة المشار إليها سابقاً، وخلود آخر هو بمعنى البقاء ببقاء الله الذي يكون في أولئك الفانين في الله قبل يوم القيامة.
والله تعالى العالم بحقائق الأمور، والحمد لله رب العالمين.
المصادر والهوامش
- 1) مفردات غريب القرآن، الراغب الأصفهاني، ص154.
- 2) الاعتقادات في دين الإمامية، الشيخ الصدوق، ص47.
- 3) ميزان الحكمة، ج3، ص2052.
- 4) الصحيفة السجادية أبطحي)، الإمام زين العابدين عليه السلام)، ص277.5) هود: 107.
- 6) الواقعة: 4- 6.
- 7) الأحزاب: 64- 65.
- 8) الميزان في تفسير القرآن، ج11، العلامة الطباطبائي، ص23.
- 9) ن. م، ص23- 24.
- 10) ن. م، ص24.
- 11) هود: 107.
- 12) هود: 108.
- 13) راجع هذا المعنى في الميزان في تفسير القرآن) ج11، ص28- 29.
- 14) العنكبوت: 64.
- 15) النساء: 56.
- 16) الإسراء: 84.
- 17) ميزان الحكمة، ج1، الريشهري، ص475- 476.
- 18) الانفطار: 13.
- 19) الإنسان: 5.
- 20) المطففين: 18.
- 21) المطففين: 19- 21.
- 22) الواقعة: 88- 89.
- 23) المطففين: 27- 28.
- 24) المؤمنون: 103- 108.
- 25) الزخرف: 77- 78.
- 26) طه: 74.
- 27) إبراهيم: 17.
- 28) ورد في الصحيفة السجادية في دعاء الإمام السجاد عليه السلام) في صلاة الليل: «اللهم إني أعوذ بك من نار تغلظت بها على من عصاك، وتوعدت بها من صدف عن رضاك، ومن نار نورها ظلمة، وهينها أليم، وبعيدها قريب، ومن نار يأكل بعضها بعض، ويصول بعضها على بعض، ومن نار تذر العظام رميما، وتسقي أهلها حميما، ومن نار لا تبقي على من تضرع إليها، ولا ترحم من استعطفها، ولا تقدر على التخفيف عمن خشع لها واستسلم إليها، تلقي سكانها بأحر ما لديها من أليم النكال و شديد الوبال، وأعوذ بك من عقاربها الفاغرة أفواهها، وحياتها الصالقة بأنيابها، وشرابها الذي يقطع أمعاء وأفئدة سكانها، وينزع قلوبهم وأستهديك لما باعد منها، وأخر عنها».
- 29) النساء: 56.
- 30) كتاب العين، الخليل الفراهيدي، ج8، ص376.
- 31) لسان العرب، ج15، ابن منظور، ص165.
- 32) العبارة هذه لتقريب الصورة للأنس بها لدى العرف، وإلا فإن الموت لا يعني البطلان، بل هو حياة أخرى.
- 33) لسان العرب، ج10، ابن منظور، ص503.
- 34) القصص: 88.
- 35) الرحمن: 26- 27.
- 36) الأنفال: 17.
- 37) الكافي، ج6، الشيخ الكليني، ص271، ح2.
- 38) ميزان الحكمة، ج3، الريشهري، ص2652.
- 39) إبراهيم: 17.