مقالات

البحرين .. طوفان قادم سيتفجر من خمسة مكامن للقوة

مقتضى الوضع الطبيعي أن السجين تغيب عليه كثير من تفاصيل الأحداث خصوصا الأحداث المستجدة، إلا أن فضيلة الأستاذ عبد الوهاب حسين بحكم خبرته وبُعد نظره فإنه رغم تغييبه في السجن لسنوات قادر على تشخيص مواضع القوة الشعبية لا سيما عند شريحة الشباب، وهذا ما يكشف عنه بيانه الأخير.

ما ذكره فضيلة الأستاذ عن الجيل الجديد جدير بتركيز النظر عليه لأجل كشفه وتوضيح حقانيته، بالإضافة إلى تثبيت عقيدة الشباب الثائر بما يمتلكه من قدرات عالية لا ينبغي له أن يسمح للعدو أن يسلبها منه أو يعمل على تخديرها.

النظرة المستقبلية الإيجابية، والاعتقاد بالشباب الثوري البحريني عند فضيلة الأستاذ هي عين النظرة والاعتقاد بالشباب الإيراني عند الإمام القائد الخامنئي، حيث يقول القائد: حين أكرر مراراً بأن شباب اليوم إذا لم يكونوا أفضل من شباب مطلع الثورة وفترة الحرب وأكثر تقدماً فإنهم غير متأخرين عنهم – وأنا أعتقد أنهم متقدمون على شباب مطلع الثورة – فالسبب هو أن الشاب الثوري صامد رغم كل هذه الأدوات الإعلامية والدعائية اليوم وبكل هذه الأساليب المتنوعة لهدم أسس الإيمان.

الطوفان العظيم الذي سيفاجئ الجميع سيتفجر من خمسة مكامن للقوة عند الجيل الجديد من الثورة كما أشار إليها البيان:

الأول: التوقد الذهني وأسلوب التفكير

ساهمت الضربات الأمنية التي تلقتها القوى الثورية في تسريع عجلة تطور العقلية الأمنية عند الثوار والقيادات ليتم تفادي الاختراقات مستقبلاً، وأكسبتها تجارب غنية في فهم طبيعة العقلية الأمنية للعدو وكيفية صياغة خططه وأهدافه.

ولذلك اكتسب العمل المقاوم بعداً تنظيمياً أبعد المقاومين عن أعين النظام والاعتقال، وهذا ما ظهر في السنوات القليلة الماضية من حيث كمية الاعتقالات في صفوف المقاومين.

الثاني: نظام القيم والمعايير

ربما نظر الجيل السابق إلى قضايا البحرين على أنها أزمات داخلية بين الشعب والنظام الجائر، بينما الجيل الجديد لا ينظر إلى البحرين كجزيرة منفصلة وسط البحر، فلقد توسع نظره ليشمل المنطقة والاقليم والعالم، ويقرأ قضية البحرين في سياق النظام الدولي العالمي وتجاذب المصالح، ويعلم بأن مصير البحرين لا ينفك عن مصير الإقليم.

ولذلك كان نظام القيم والمعايير عند الجيل الجديد منطلقا من النظرة الشاملة، فكل ما يصب في مصلحة محور المقاومة في منطقتنا فهو يصب في صالح الثورة البحرينية وإن لم تظهر ثمرته عاجلاً.

الثالث: الثقافة

من الواضح تقدم الجيل الحالي في الثقافة بمختلف أبعادها، الرقمية والتكنولوجية والإعلامية والاجتماعية والسياسية، لم يعد من السهل أن تنطلي ألاعيب النظام على الجيل الجديد، سواء كانت ألاعيب من باب السياسة أم من باب الدورات والبرامج الشبابية.

وكذلك لم يتمكن حلفاء النظام مثل الأمريكان من تحوير الجيل الثوري ليكونوا مثل أصحاب الثورات الملونة.

الرابع: التطلعات والأحلام

شباب الجيل الجديد ليس لأهدافه حدود متواضعة، ويمتلك حماساً واندفاعاً يكسر به المستحيل لتحقيق أهدافه، واشتداد التضييق على الميدان لا يفتُّ من عزيمته بل يولد له تحفيزاً لتغيير التكتيكات، كما حصل مع الصناعة العسكرية الإيرانية فإنه رغم الحصار الخانق اقتصادياً وصناعياً خصوصاً الصناعة العسكرية إلا أن العقول الإيرانية استطاعت صناعة صاروخ تاو الأمريكي مضاد الدبابات، هذا الصاروخ الذي لا يمتلكه في العالم غير الأمريكيين وحكومة أو حكومتين مدللتين من قبل أمريكا.

الخامس: الأساليب

التطور المتسارع في حقول المعرفة خلق فرصاً متعددة أتاحت للجيل المقاوم تغيير تكتيكاته باستمرار أمام العدو الخليفي، وطبق أساليب مبتكرة أثبتت نجاحها على مستوى التطبيق، وقد ألحقت تبعات معينة بالأجهزة الأمنية.

تجدر الإشارة ختاماً إلى كلمة في هذا السياق قالها الإمام القائد الخامنئي في لقاء جمعه بأهالي قم يشيد فيها بالشباب الإيراني من الجيل الجديد، يقول القائد: أطلقوا آلاف الشبكات الافتراضية، وأسسوا عشرات القنوات التلفزيونية، وأطلقوا قنوات فضائية، وأسسوا جماعات إرهابية وأرسلوها إلى داخل الحدود سواء من جنوب شرق البلاد أو من شمال غرب البلاد، وانهالوا على رؤوس الشعب بوابل من الأكاذيب والتهم والشائعات، عسى أن يستطيعوا تغيير أفكار هؤلاء الناس وخصوصا شبابنا اليافعين، شبابنا الأعزاء، هؤلاء الشباب الذين لم يروا الإمام الخميني ولم يشهدوا الثورة ولم يعيشوا فترة الدفاع المقدس، ولم يروا شهداءنا الكبار المشهورين، كل ذلك من أجل التأثير على أذهان هؤلاء الشباب، فماذا كانت النتيجة؟  حججي، الشهيد حججي، هذا الشهيد العزيز من نجف آباد، والشهداء الآخرون الذين استشهدوا خلال هذه الأيام القليلة الماضية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى