كاريكاتير: عدونا الأول والثاني والثالث

على الرغم من المساعي الحثيثة للنظام البحريني في طمس الهوية المقاومة لدى الشعب البحريني، تعود ذكرى شهادة “مزاحم الشتر” لتعيد القضية إلى الواجهة من جديد، بأن البحرينيين لم يكتفوا فقط بالمسيرات الداعمة والمؤيدة إنما كانوا من أوائل المناضلين إلى جانب الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال الإسرائيلي، وقد قدموا الشهداء وأولهم الشهيد الشتر.

كانت شهادة مزاحم عبد الحميد محمد صالح الشتر في 21 حزيران/ يونيو عام 1982 أثناء مشاركته في عمليّات التّصدّي للغزو الإسرائيليّ لجنوب لبنان؛ إذ كان قد التحقَ بالمقاومة الفلسطينيّة في وقتٍ مبكّر، وتلقّى تدريبات في أحد معسكرات “حركة فتح” في الجنوب، ومع بدء الاحتلال في يونيو/ حزيران من ذلك العام كان الشّهيد يتصدّى للعدوان في قطاع النبطيّة في جنوب لبنان، في قرية كفرتبنيت. ويقول رفاق الشّهيد إنّه “قاتلَ قتال الأبطال، ودمّر عددًا من الدّبابات وناقلات لجنود الاحتلال” حتى استُشهد في ذلك اليوم.

فمن هو الشّهيد “مزاحم الشتر”؟

وُلد الشّهيد “مزاحم الشتر” في عاصمة البحرين “المنامة” في العام 1955. وأكمل دراسته في مدرسة المنامة الثّانويّة. وهو من أبناء الحيّ المعروف باسم “فريق الحطب”، والذي يُعدّ مثالًا على التّعايش والاندماج بين أبناء الطّائفتين الكريمتين السّنيّة والشّيعيّة. وكان الشّهيدُ معروفًا بروحه الوطنيّة، إذ كان يتلاقى مع الجميع بعيدًا عن الطّائفيّة والانتماءات الضّيقة، فكان يشارك في المواكب الحسينيّة التي تشتهر بها العاصمة المنامة، إيمانًا منه بالمعنى الإنسانيّ الكبير والخالد لثورةِ الإمام الحسين بن علي «ع» في كربلاء.

مسيرة المقاومة

امتاز الشهيد بروح وطنيّة وثوريّة منذ صغره، وقد التحقَ في أثناء دراسته الابتدائيّة والثانويّة بكشّافة البحرين، وعُرف بالاجتهاد في الدّراسة، وكان محبوبًا بين أقرانه والمحيطين به.

بعد أن أكملَ دراسته الثّانويّة؛ سارعَ إلى الالتحاق بصفوف الفدائيّين في المقاومة الفلسطينيّة، حيث ارتبط في العام 1978 بحركة التحرّر الوطني الفلسطينيّ (فتح)، وشاركَ في مقاومة الاجتياح الإسرائيليّ الأول للبنان في ذلك العام. في تلك المرحلة، وبعد عودته إلى البحرين، التحقَ بقوّة دفاع البحرين، حيث كان مهتمًّا بتوسيع تدريباته العسكريّة والخبرة القتاليّة لتعزيز دوره المقاوم ضدّ الكيان الاسرائيلي. ولهذا، غادرَ الشّهيدُ البحرين والتحقَ بالجيش الإماراتي في أمارة الشّارقة، واستقرّ هناك حتّى بدأ العدوان الاسرائيلي الثّاني على لبنان، فغادرها إليه للانخراط الأوسع في صفوف المقاومة.

من قطاع النبطيّة في جنوب لبنان؛ استبسل الشّهيد مع رفاقه في المقاومة، إلى أن استُشهد مقاومًا ممتشقًا سلاح الـ “آر بي جي”، في أرض المعركة، ودُفن عند بوابة الجبهة التي صمدَ فيها “النبطيّة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى