ثقافة

تأثير الإعلام على الأبناء “الجزء الأول”

المحاضرة الثالثة من محرم 1444 هـ

{فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ}

تعريف الإعلام

الإعلام عملية تواصليه يتم من خلالها إدخال مدخلات وهي الأفكار وهي تحرك مشاعر وتغير القناعات وبالتالي تكون المخرجات وهي السلوكيات مختلفة. وكما أن زاد البدن قد يضر وقد ينفع كذلك الأفكار فهي قد تضر بالإنسان وقد تصلحه.

وفي الرواية عن الباقر (ع): “فِي قَوْلِ الله عِزَّ وجِلَّ: {فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ}. قَالَ: قُلْتُ مَا طَعَامُه قَالَ عِلْمُه الَّذِي يأٌخُذُه عَمَّنْ يَأخٌذٌه”.

وعنه (ع): “مَنْ أَصْغَى إِلى نَاطِقِِ فَقَدْ عَبَدَه فَإِن كَانَ النَّاطِقُ يُؤَدَّي عَنِ الله عَزَّ وجلَّ فَقَدْ عَبَدَ الله وإنْ كَانَ النَّاطِقُ يُؤَدَّي عَنٍ الشَّيْطَانَ”.

مكونات الإعلام ومجالات التأثير

مكونات الإعلام:

  1. المرسل: ومدى مصداقيته وكارزميته ولغة جسده لها تأثير في تأثير المتلقي.
  2. متلقي المادة الإعلامية.
  3. الرسالة الإعلامية والمراد توصيلها.
  4. الوسيلة المستخدمة في نقل التأثير.

مجالات التأثير:

  1. تغيير المواقف والاتجاهات.
  2. يمكن أن يحدث تغيير معرفي.
  3. يمكن تغيير القيم.
  4. تغيير السلوك البشري.

العوامل المؤثرة في فاعلية الإعلام

  1. متغيرات البيئة: وهي الظروف المحيطة من ظروف سياسية واجتماعية واقتصادية.
  2. متغيرات الجمهور: الاختلاف في الخبرة والثقافة وقابليتهم للتأثير.
  3. متغيرات التفاعل: أي يكون التفاعل جماعي أو فردي وما هي آلية التفاعل وطريقته.
  4. متغيرات وسيلة الإعلام: تتعلق بوسائل الإعلام من حيث المصداقية والتنوع والشمول.
  5. متغيرات المحتوى: يهتم الإعلام بالمحتوى وقدرته على جذب واستمالة المستمع.

كيف يؤثر الإعلام

تأثير المسلسلات: يقول الدكتور حسن عباسي (أستاذ في العلوم الاستراتيجية المذهبية في إيران): “إن صناعة الحضارات والمجتمعات تتركز على رسم خريطة لها. وفي هذه الأيام فإن العامل الرئيسي لرسم هذه الخرائط يكمن في مضامين المسلسلات وبشكل أخص في الأفلام. لقد مضى ذلك الزمن الذي كان الفلاسفة فيه يكتبون كتباً لإعداد المجتمعات، إذ تحول أسلوب الفلاسفة إلى ما يشبه أسلوب المخرجين أو الممثلين أو كتّاب السناريوهات، ففي الواقع إن الرائدين في مجال إعداد حضارة المجتمع هم الممثلون والفنانون في ساحة التمثيل اليوم”.

كيف تؤثر: يقول الباحث (أليكس أنصاري): “يتم استغباء البشر عبر مشاهدة التلفزيون بصورة أخرى من خلال إلغاء نشاطات الجهات العليا في الدماغ أي القشرة المخية الحديثة وتحفيز الجهات السفلى في الدماغ أي الجهاز الحوفي وهذا المشروع يسمى بدماغ الزواحف لأنه يرتبط بردود الأفعال البدائية للحيوانات الزاحفة كالمواجهة والهروب، لان دماغ الزواحف ليس لديه القدرة على تمييز الصور الحقيقة من الصور المجازية أو المزيفة، ونتيجة لذلك فإننا نعرف بأن ما نشاهده من أفلام هو مجرد أفلام أما في العقل الباطن (اللاواعي) فإننا نؤمن بأن ما نراه حقيقة. وعندما نشاهد إعلاناً ترويجياً عن بضاعة معينة نعرف أن المنتجين يريدون من خلال ذلك تصريف بضاعتهم ولكننا في الوقت نفسه لا نشعر بالراحة حتى نشتري تلك البضاعة، وإلا فإننا سنشعر في أعماقنا بالنقص، لأن تأثير ذلك قوي يعمل على أعمق محطات ردود الأفعال لدى الإنسان، فدماغ الزواحف يجعلنا طيّعين أمام منتجي البرامج، ومن هنا يتأتى لهؤلاء أن يستخدموا قدراتنا العاطفية لأجل السيطرة على عقولنا، وفي العادة لا نسطيع أن نكتشف كيف يسيروننا بواسطة العقل الباطن”.

خطورة أفلام هوليوود على الدين

في دراسة للدكتور حيدر محمد الكعبي باسم (هوليوود تستهدف الدين) والتي فحص فيها أفلام ما بين (2000 – 2015) ذكر مخاطر عشرة:

  1. التركيز على المآسي واتهام الرب بالعبثية واللامبالاة وتثوير روح التمرد على قضاء الله وقدره
  2. تشجيع التحرر الفكري وتمجيد الحرية الشخصية واعتبارها مفتاح النهوض الإنساني، ورفض عبودية الرب ووصفها بالتخلف وتقسيم المراحل للتاريخ البشري عصر الأساطير ثم عصر الإيمان ثم عصر التنوير. وبالتالي لا حاجة للغيب ونكتفي بالعلم
  3. التركيز على نظرية النشوء والارتقاء لداروين، واعتبارها كلمة الفصل لبيان حقيقة وجود الحياة بما ينفي الخالق.
  4. التركيز على معطيات الفيزياء النظرية الحديثة لتفسير وجود الكون، مثل نظرية الانفجار العظيم بما ينفي الخالق.
  5. تجعل هوليوود من الطرف صيغة أساسية للتدين، وتجعل من التسامح مسألة تتناسب عكسياً مع مقدر الالتزام بالتعاليم الدينية.
  6. المادية هي المنبع الأساسي الذي تنتزع منه هوليوود كل تجسيد للظواهر الغيبية التي تحدثت عنها الأديان السماوية، وبخاصة ما يتعلق بتجسيد الملائكة والشياطين، والجنة، والنار، والقيامة.
  7. رفض مفهوم الخير المطلق في هذا الكون والتركيز على كونه مفهوماً نسبياَ، فمن الرب قد يصدر الشر ومن الشيطان قد يصدر الخير.
  8. ترسيخ محورية الدنيا وجعلها الغاية والمقصد من الوجود البشري.
  9. استخدام الكوميديا للسخرية من القضايا الدينية حتى من الرب والملائكة.
  10. الثقافة التوراتية والإنجيلية طاغية في المسائل الدينية التي تتنالها هوليوود في أفلامها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى