بيرق

الدعم المالي

إن المجاهدين أصناف، فمنهم من كان مهندساً وطبيباً، ومنهم من كان تاجراً وثرياً، والآخر طالباً ومدرساً أو عاملاً.. لقد تركوا وظائفهم ومهنهم بمحض إرادتهم واستجابوا لربهم والتحقوا بمسيرة الجهاد من أجل تحقيق الهدف الإسلامي المنشود.

وقد كان باستطاعتهم أن لا يلتحقوا بركب المجاهدين، ويوفروا لأنفسهم المال ويتحولوا إلى أثرياء.

ألم يكن باستطاعة المجاهدين ـ كغيرهم من الناس ـ أن يلتحقوا بالمهن والوظائف التي تدرّ عليهم الأرباح.. فيتجه بعضهم لدراسة الطب والآخر لدراسة الهندسة والآخر يصبح تاجراً وهكذا…؟؟

إنهم لم يفعلوا ذلك.. لأن مسؤولياتهم الرسالية، وحاجة الثورة الإسلامية للمتفرغين، ومتطلبات المرحلة دفعتهم نحو طريق الجهاد والتضحية بالمال والنفس وترك المهن والوظائف.. بل وترك الأوطان أيضاً.. إذا استدعت الظروف.

إن مسؤولية المجتمع وشرائحه المختلفةـ وبالذات الأثرياء والمتمكنين ـ إيصال المال والوسائل المادية إلى المجاهدين، باعتبار أن جهادهم هم من أجلهم، ومن أجل الإسلام والأمة الإسلامية.

إن المجاهدين حينما يأخذون المال ليس من أجل تحسين أوضاعهم المعيشية، وإنما من أجل أن يسدوا حاجياتهم الضرورية في عملية الجهاد.

فإذا لم ينفق التاجر من ماله شيئاً، ولم يعط المتمكن، ويبرر غيرهم.. فمن أين إذن يصرف على المجاهدين، ومن أين تؤمن لهم المصاريف. مع علمنا بعدم وجود مداخيل وموارد تدرّ عليهم المال.

يقول الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: “من أعان غازياً بدرهم فله أجر سبعين درة من درر الجنة وياقوتها ليست منها حبة إلا وهي أفضل من الدنيا”.

والتبرع للمجاهدين لا يقتصر على التاجر الكبير وحسب.. إذ ليس التبرع الكبير بديلاً عن التبرع الصغير.

فالواجب هو تقديم الدعم المالي كل حسب ما يملك ويستطيع، ومثال على ذلك، لو تحمل إنسان تاجر كبير تكاليف سفر مجموعة من المجاهدين، وآخر تحمل إعانة ذويهم، والثالث قام بتغطية مصاريفهم الشخصية، والرابع تكفل بدفع راتب شهري لقسم منهم، والخامس فعل أمراً آخر، فإنهم لو فعلوا ذلك لتم سد احتياجات المجاهدين، ولوفروا قسطاً كبيراً من الجهد الذي يذهب في توفير المال للعمل الجهادي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى