خيبة إسرائيلية لفشل خطة جذب السياح البحرينيين
3336 إسرائيلي زاروا البحرين مقابل أقل من مئة بحريني

يبدو أن خطط الكيان الصهيوني لجذب السياح البحرينيين إليها بعد اتفاقيات التطبيع مع البحرين في العام 2020، فشلت في تحقيق أهدافها، بسبب الرفض الشعبي لفكرة نسج علاقات مع الكيان الصهيوني.
وأبرمت البحرين مع الكيان الصهيوني عدة اتفاقيات لتشجيع السياحة المتبادلة وتعزيز التعاون الثنائي في هذا القطاع الاقتصادي الحساس.
وعلى الرغم من زيارة 3336 إسرائيلي للبحرين وفق أرقام وزارة السياحة البحرينية، لم يتجاوز عدد السياح البحرينيين للكيان الصهيوني المئة، وهي أعداد ضئيلة للغاية رغم الحملات الإسرائيلية لترويج السياحة في الأراضي المحتلة، خاصة مدينة القدس والمسجد الأقصى.
وفي وقت سابق نقلت وكالة “بلومبيرغ” الاقتصادية الأمريكية في 3 يناير 2023 عن مسؤولين إسرائيليين أن “السياحة الخليجية إلى إسرائيل جزء مفقود، من شأنه أن يحوّل الاتفاقات الإبراهيمية إلى ما هو أبعد من العلاقات الأمنية والدبلوماسية”.
وذكر التقرير أن مسؤولي السياحة الإسرائيليين سافروا إلى الإمارات في شهر ديسمبر 2022، في حملة تسويقية لنشر فكرة أن “إسرائيل وجهة آمنة وجذابة”، ولكن يبدو أن الحملة لن تحقق أهدافها على الأقل حتى الآن.
ويقول وكلاء السياحة إن الرهان على القدس أدى إلى نتائج عكسية حتى الآن، فقد أدت الاضطرابات في المدينة إلى إبعاد الإماراتيين والبحرينيين، كما أنهم يخشون من رد فعل الفلسطينيين بالمدينة الذين يرون التطبيع خيانة للقضية الفلسطينية وللمسجد الأقصى المقدس لدى جميع المسلمين، حسب “بلومبيرغ”.
وعندما زارت مجموعة من المؤثرين الإماراتيين والبحرينيين على وسائل التواصل الاجتماعي عام 2020، المسجد الأقصى تعرضوا للرشق بالأحذية في البلدة القديمة بالقدس من الفلسطينيين الذين يعتبرون التطبيع خيانة.
وحسب تقرير نشرته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” في 4 يناير 2023، فإن معظم الإماراتيين والبحرينيين الذين يزورون دولة الاحتلال، يتخلَّون عن اللباس التقليدي الخليجي؛ حتى لا يجذبوا الانتباه.
وحسب مسح لمعهد “Middle East Policy” الأمريكي فإن شعبية اتفاقيات التطبيع قد تراجعت في الإمارات والبحرين.
ووقعت البحرين مع الكيان الصهيوني مذكرة تفاهم في مجال السياحة خلال زيارة أجراها وزير الصناعة والتجارة والسياحة البحريني زايد من راشد الزياني للكيان الصهيوني.
وحسب بيان لوزارة السياحة الإسرائيلية، آنذاك، “تضم المذكرة عدداً من الأقسام حول التعاون الثنائي بين الحكومات، والقطاع الخاص في مجال السياحة، ودعوات لتطوير مختلف أنواع السفر: للعائلات، والصحة، والأعمال التجارية، وغيرها”.
ويرى المحلل الاقتصادي أحمد أبو قمر، أن الكيان الصهيوني “فشل في جذب السياح من الإمارات والبحرين وبقية الدول العربية التي تطبّع العلاقات رسمياً معها، رغم الاتفاقيات الثنائية لتطوير هذا الجانب”.
وقال أبو قمر إن الكيان الصهيوني “بذل جهوداً كبيرة لجذب السياح من الدول التي طبَّعت حديثاً معها، خاصةً الدول الخليجية؛ لعلمها بإقبال الخليجيين على السياحة وإنفاقهم الكبير عليها”.
وأضاف مستدركاً: “لكن فطرة الشعوب العربية ونظرتهم إلى الكيان الصهيوني كدولة احتلال ترتكب جرائم ضد أشقائهم الفلسطينيين، تجعلانهم يرفضون قضاء عطلاتهم فيها”.
وأشار إلى أنه حتى من يتقبلون التطبيع لن يأتوا لقضاء عطلاتهم في الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ نظراً إلى نظرة المجتمع الدونية إلى من يفعل ذلك.
وبشكل عام، يوضح المحلل الاقتصادي، أن الأراضي المحتلة تعد بيئة غير آمنة للسياحة نتيجة للتوتر المستمر مع الفصائل الفلسطينية من جهة ومع الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948 من جهة أخرى.