ومضات روائية

ومضات: إذا صمت فليصم سمعك وبصرك

الإمام الصادق (ع): إذا صُمتَ فَلْيَصُمْ سَمعُكَ وبَصَرُكَ وشَعرُكَ وجِلدُكَ وعَدَّدَ أشياءَ غَيرَ هذا، ولا تَجعَلْ يَومَ صَومِكَ كَيَومِ فِطرِكَ.


ليس المقصود من الصوم، أن يجيع الإنسان نفسه ويظمئها، ويتحمل مشقة الالتزام، بدون جدوى وفائدة. بل أن الصوم قصد منه أن يكون مدرسة للروح والضمير، ودروة تكميلية للنواقص البشرية، وحملة تطهيرية لتصفية الرواسب التي تتكلس في قرارات الإنسان خلال أحد عشر شهراً. وذلك لا يتأتى للإنسان، إلا إذا ارتفع عن حضيض الشهوات والمغريات، لا بمجرد الكف عن الطعام والشراب. ومن هنا فان الذي يكتفي من الصوم بهذه الصورة السطحية، تتهرب منه الفوائد المترتبة على هذه الفريضة، وسوف لا يجني سوى حرمان نفسه من الأكل والشرب والتلذذ، وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله: رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش.

فالصوم الحقيقي لا يتأتى إلا إذا صام الإنسان بكل فكره وشعوره وجوارحه، فيمنع فكره من التفكير فيما لا يرضي الله، ويحجز شعوره عن حساسية الأنانية، ويكف جوارحه عن التعدي على حقوق الآخرين واستخدامها في المعصية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى