بيرق

علاقة الصيام بالتقوى

يُساهم الصيام في صناعة التقوى بِمعناها المُتقدِّم، سواء أكان على المستوى الفرديّ أو المجتمعيّ، ونَخُصّ بالذِكْر النقاطَ الآتية:

  1. السيطرة على الأهواء في شهر رمضان، إذ الأجواء أكثر إتاحةً، والراحل إلى الله أقرب مسافة، والانتصار في معركة الجهاد الأكبر أكبر أملاً وفُرصةً، في لحظةٍ غُلَّتْ فيها أيْدي الشياطين وغُلِّقَتْ فيها أبواب النيران. فالصوم يُساهم في فَوْزِ هذه المعركة التي هي حقيقة التقوى.
  2. الربط بين أهوال يوم القيامة والجوع والعطش، وإلّا فبِماذا ينتفع الصائم من صومه ما لمْ يتذكّر أهوال يوم القيامة، وما لمْ يَكُنْ هذا التذكُّر مَعبراً إلى فِعل الخيرات والإحجام عن الأفعال التي نهى الله عنها؟

والجوع والعطش، كما تشير الروايات، لَيْسا سِوى حالةٍ ظاهريّةٍ تقودُك إلى ما هو أبعد مِن ذلك؛ إلى الحالتَيْن النفسيّة والروحيّة.

  1. إنّ الأداء الجَماعيّ لهذه الفريضة يترك أثراً بالغاً في النفس، فَكَما أنّ الجوّ الجماعيّ للمعصية يُشجّع المرء على استسهال ارتكابها ويُخفّف في نفسه الورَع والاجتناب عنها، فإنّ الجوّ الجماعيّ للعبادة يُساهم أيضاً في تقوية أدائها بأفضل صُوَرِها. فالإنسان بِطَبْعِه لا يَأنَس بِفعلٍ يَنفرد به أو لا يتّفق مع الآخرين عليه، أمّا في الصوم فالجميع مُتساوُون في هذا الجوع والعطش، بالتالي فإنّ سعيَ الإنسان لاغتنام فرصة أداء هذه الفريضة سيتضاعف على مستواه الباطنيّ من دون الاقتصار على الظاهر فقط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى