محور المقاومة

الإمام الخامنئي: الشعب الإيراني قوي وسيواصل دعم جبهة المقاومة

أكّد الإمام السيد علي الخامنئي، في خطاب اليوم الثلاثاء، أنّ “الحديث عن مشاركتنا في الحرب الأوكرانية ادعاء كاذب، ننفيه بشكل واضح وصريح”، مشدداً على أنّ “الولايات المتحدة أشعلت الحرب، وهي أكبر المستفيدين من استمرارها، ولذلك “تعطل جميع الوساطات، لأنها تستفيد من هذا الوضع القائم”.

وفي خطاب العام الشمسي الجديد الذي ألقاه الإمام الخامنئي في حرم الإمام الرضا بمدينة مشهد، بمناسبة الاحتفال بالعام الإيراني الجديد “النوروز”، تطرّق الإمام الخامنئي إلى أبرز القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تشكل الخطوط العريضة للسياسات العامة في البلاد.

إيران نحو علاقات قوية مع أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية

وأوضح الإمام الخامنئي أنّ تقدّم العلاقات بين إيران ودول المنطقة “أفشل مخططات الدول الغربية لفرض عزلة على طهران”، موضحاً أنّ خطة إيران الثابتة هي تحقيق “علاقات قوية مع أفريقيا وأميركا اللاتينية”.

وأضاف، في خطاب، هو الأول بعد غياب ثلاث سنوات بسبب إجراءات “كورونا”، بأنّ إيران “ستواصل علاقاتها السياسية والاقتصادية والعلمية والتقنية مع الجزء المهم من آسيا”، مؤكداً أنّ “خطتنا الثابتة هي تحقيق علاقات قوية مع أفريقيا وأميركا اللاتينية”.

وبشأن العلاقات الإيرانية الأوروبية، قال الإمام الخامنئي: “لسنا غاضبين من أوروبا، نحن مستعدون للعمل مع أي شخص لا يتبع السياسات الأميركية بشكل أعمى”، مؤكداً أنّ الأميركيين لديهم “أطماع في أفغانستان وسوريا والعراق”.

كما شدّد الإمام الخامنئي على أنّ إيران “قوية”، وستستمرّ بدعم جبهة المقاومة، قائلاً: “أقولها بشكل قاطع، إنّ الشعب الإيراني قوي، وسيواصل دعم جبهة المقاومة”.

الشعب الإيراني وقف باقتدار أمام المؤامرات الخارجية

وتطرّق الإمام الخامنئي إلى أعمال الشغب التي شهدتها إيران قبل عدة أشهر، وأشار إلى أنّ الدول التي دعمت أعمال الشغب “لم تدعمها كلامياً فقط، بل دعمتها في الصعد  كافة الأمنية والتسليحية والمالية”، موضحاً أنّها “كانت تهدف بالحدّ الأدنى إلى إضعاف إيران”.

وأكّد أنّ الشعب الإيراني تمكن “من الوقوف باقتدار”، في مقابل سلسلة طويلة من المؤامرات والحيل التي “حاكها العدو”، لافتاً إلى أنّ الرئيس الأميركي ورؤساء العديد من الدول في العالم “دعموا أعمال الشغب التي اندلعت في إيران”.

التغيير قضية إيجابية، والعدو يحاول استغلاله

وأوضح في خطاب “النوروز” أنّ “العدو يهدف إلى تغيير الديمقراطية الإسلامية في إيران، وإبدالها بحكومة تخدم تطلعات الاستكبار”، مؤكداً أنّه تحت مسمى التغيير “يهدف الأعداء إلى تغيير هوية الجمهورية الإسلامية”.

وأكّد المرشد الأعلى في إيران أنّ “التغيير بحدّ ذاته هو قضية إيجابية، وهو أمر مطلوب، ولكن لا بد من معرفة دقيقة لمعناه، ومعرفة ما الذي نحتاج إلى تغييره”.

وأضاف: “نحن نحتاج التغيير، الذي يتمّ فيه التعامل مع نواقصنا، ونقاط الضعف داخل النظام والمجتمع في إيران”.

الاعتماد على النفط والدولار أمر معيب

وفي سياق الحديث عن الوضع الداخلي، أفرد الإمام الخامنئي جزءاً مهماً من خطابه للحديث عن الوضع الاقتصادي في إيران واستراتيجياته العامة وآفاقه، كاشفاً أنّ “أهم مشكلاتنا الاقتصادية في إيران هي التدخل الحكومي المفرط في العمل الاقتصادي”.

وتابع، مؤكداً أنه “من المعيب أن يكون اعتمادنا على تصدير النفط الخام، وأن يُعتمد الدولار الأميركي كمعيار للعملة الوطنية”، ولفت إلى أنّ العديد من الدول التي كانت تحت العقوبات الغربية “وجدت أن وضعها كان أفضل، بالتخلي عن اعتماد الدولار”.

وقال الإمام الخامنئي، متوجهاً إلى الحكومة والبرلمان: “نحتاج إلى نمو اقتصادي سريع ومستمر”، مضيفاً بأنه “يجب على ممثلي الشعب في البرلمان، تشجيع الناس على لعب دور منتج في الاقتصاد”.

وتابع: “أنصح السلطات بإيجاد سبل لمشاركة الناس في الاقتصاد”، مؤكداً أنّه إذا تمّ استخدام قدرة الشعب في مسألة الاقتصاد، “فسوف يتحسّن الوضع المعيشي والاقتصادي”.

كذلك، كذّب الإمام الخامنئي الادعاءات الأميركية بشأن تبعات عقوباتهم الاقتصادية على طهران، ومدى تحقيقها لأهدافها، مشدداً على أنّ “الحقيقة الوحيدة بين كلّ أكاذيب الأميركيين هي ما يقولونه بأن الضغط الاقتصادي على إيران غير مسبوق”.

وفي كلمة في وقت سابق اليوم، مع حلول العام الإيراني الجديد 1402، أعلن الإمام الخامنئي أنّ هذا العام سيكون “عام كبح التضخّم، نموّ الإنتاج”، وهو إعلان سنويّ يعبّر عن التوجّه الرئيسي للسياسات العامة للحكومة الإيرانية خلال العام المقبل.

وأوضح الإمام الخامنئي أنّ “قضية إيران الرئيسية هذا العام هي قضية الاقتصاد، كما كانت العام الماضي”، وقال: “لا بدّ لجميع المسؤولين والناشطين من أن تتركّز جهودهم على محاولة إزالة مشكلات البلاد والناس عبر الأنشطة الاقتصاديّة والإنسانيّة”. 

وأضاف أنّ “التضخّم مشكلة أساسيّة، والإنتاج المحلّي هو حتماً أحد مفاتيح الإنقاذ للبلاد من المشكلات الاقتصاديّة، مؤكداً أنّ “إيران دعمت العام الماضي الإنتاج من خلال إعادة تشغيل آلاف المصانع المُتوقّفة ونصف المتوقّفة عن العمل، فيما ازداد عدد الشركات القائمة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى