دراسات أمنية

استطلاع رأي الخبراء: خيارات حكومة نتنياهو

يواجه الكيان المؤقت في السنوات الأخيرة موجات تصعيد في عمليات المقاومة، والتي اتخذت أشكال عدة من رمي حجارة إلى عمليات دهس ثم قتل بالأسلحة المتوفرة إلى عبوات مزروعة إلى ضربات السكين، والتي قتلت العشرات من الإسرائيليين سواء كانوا مستوطنين أو جنود أو حتى ضباط. وأمام هذا الواقع المتدهور تقف المؤسسة الامنية عاجزةـ أمام واقع جديد على مستوى العمليات الفردية غير التابعة لأي من الفصائل الفلسطينية والتي تتخذ القرار بالمواجهة والمبادرة من ذاتها، ما يصعّب عملية تعقّبها أو حتى معرفة مخططاتها وتوقع ردّات فعلها. فمن الصعب جدًا الحصول على معلومات مسبقة يمكن أن تساعد على إحباط هذه العمليات قبل تنفيذها، بخلاف العمليات التي تنفذها خلايا تنتمي إلى فصائل معروفة.

وكان الكابينت الإسرائيلي الجديد قد اتخذ مجموعة من القرارات لمواجهة هذه العمليات، التي من شأنها أن تؤجج الوضع القائم في فلسطين لا سيما الضفة الغربية، القدس وغزة، وقد تسمح بانفجار مواجهة شاملة في جميع ساحات الوجود الفلسطيني. ومن بين هذه القرارات:

  1. إغلاق وتدمير منازل منفذي العمليات واعتقال عائلاتهم.
  2. زيادة وتيرة البناء في المستوطنات اليهودية في القدس والضفة وتشريع البؤر الاستيطانية التي دشنها المستوطنون من دون إذن حكومة الاحتلال وجيشه.
  3. تمكين المزيد من المستوطنين من حمل السلاح.
  4. التضييق على الاسرى الفلسطينيين لا سيما الأمنيين منهم.
  5. سن قانون يسمح بمصادرة حقوق المواطنة والإقامة من كل فلسطيني من سكان القدس والداخل الفلسطيني في حال شارك في عملية للمقاومة.
  6. البحث عن توفير مخارج قانونية تسمح بطرد عائلات منفذي العمليات من الضفة الغربية إلى قطاع غزة.
  7. استهداف فلسطينيي 48 من خلال اقتطاع مساحات واسعة من أراضي النقب عبر التشجير، والعمل على إلغاء الاعتراف بالشهادات الجامعية الصادرة عن الجامعات الفلسطينية في الضفة الغربية.

إلا أن العدو الإسرائيلي، أمام مثل هذه الخطوات التي من شأنها أن تضاعف عمليات القمع والجرائم التي يرتكبها الاحتلال، يساهم في تعاظم الدافعية لدى الشباب الفلسطيني لا سيّما أولئك الموجودين في مناطق ذات موقع جغرافي حساس وثقل ديمغرافي كبير، للانضمام إلى دائرة الفعل المقاوم، وتنفيذ عمليات بشكل يغيّر واقع المواجهة. وعليه، سيناريوهات عدة يتوّقع أن ينتهجها الكيان المؤقت لمواجهة مثل هذه العمليات.

الفصل الأول: السيناريوهات المتوقعة

هناك سيناريوهات أربعة يتوقع على حكومة نتنياهو انتهاجها لمواجهة عمليات المقاومة، ألا وهي:

  1. السيطرة على الضفة.
  2. استعادة دور السلطة الفلسطينية.
  3. المواجهة في غزة.
  4. تفكيك الحكومة الحالية والذهاب نحو حكومة توافقية.

السيناريو الأول: السيطرة على الضفة

في ظل حكومة متطرفة تنتهج سياسة القضم والتوسع، وتتبنى نهج أكثر صرامة تجاه الحقوق الفلسطينية، وفي البرنامج السياسي لحكومة نتنياهو الذي تم الإشارة فيه إلى حقوق اليهود الحصرية في جميع الأراضي الفلسطينية، لا سيما الضفة الغربية، تصبح السيطرة على الأخيرة من الخطوات المتوقع على الاحتلال تطبيقها، ما سيمهّد لضمها في نهاية المطاف، في ظل تركيبة حكومية إسرائيلية تعتبر الأكثر وحشية وغطرسة وعنصرية وفاشية ضد الشعب الفلسطيني، ومخططاتها لتجفيف البنية التحتية لشباب الضفة المقاومين.

الدوافع:

  • الأزمة التي تسيطر على الصهيونية الدينية حول الرؤية والطبيعة النهائية لوجود الكيان المؤقت في المنطقة.
  • الفشل في وضع حد لعمليات المقاومة.
  • الانقسامات والصراعات الداخلية غير المسبوقة. وبالتالي، توحيد الموقف الإسرائيلي والجبهة الداخلية الإسرائيلية وزيادة حالة العداء مع الشعب الفلسطيني.
  • عقلية أعضاء الحكومة المتطرفين الذين يطمحون لتكريس الضم وتوسيع الاستيطان أمثال سموتريتش وبن غفير، والذين تم منحهم صلاحيات واسعة، والاتفاقات الائتلافية التي تشكلت الحكومة الإسرائيلية على أساسها، يدفع لاختيار مثل هذا السيناريو منعًا لتدهور وضع الحكومة (زعزعة علاقة نتنياهو مع شركائه).
  • تمسك الحكومة بـ “الحق الحصري الذي لا جدال فيه في جميع مناطق أرض إسرائيل”، أي تطبيق قانون الاحتلال في الضفة الغربية، ونقل صلاحيات إدارتها من وزارة الحرب إلى وزارة مدنية يفضي إلى حصول الضم الفعلي.

الأهداف:

  • القضاء على البنية التحتية للمقاومة في الضفة الغربية.
  • وفاء نتنياهو بوعوده للائتلاف خشية من انزلاق الحكومة وتفككها.
  • تعجيل أو تسريع حالة حسم الصراع في الضفة الغربية.

العوامل المساعدة:

  • طموح المستوطنين وزعمائهم بدولة من النيل إلى الفرات وحكم الهالاخاه، فلا تعني لهم القوانين الموجودة التي يرونها علمانية وتتنافى مع أوامر التوراة.
  • منح بن غفير وسموتريتش صلاحيات واسعة في الضفة تعزز عملية الاستيطان والضم.
  • وجود حكومة يمينية الأكثر تطرفًا، تسعى نحو مزيد من التصعيد لإشباع رغباتها الاستيطانية والاحتلالية.

العوامل الكابحة:

  • استنزاف القوات الإسرائيلية في الضفة نتيجة “كاسر الأمواج”.
  • المقاومة الفلسطينية لن تقف غزة مكتوفة الايدي وقد تدخل في مواجهة، إلى جانب احتمال حصول حركة احتجاجية واسعة في مناطق 1948، خصوصاً مع التضييق على فلسطينيي الداخل.
  • الضغط الأميركي والغربي كذلك الدول المطبعة الذي من شأنه أن يعقّد عملية التطبيع التي يسعى نتنياهو لتوسيعها.
  • تأزم العلاقة الأميركية -الإسرائيلية.
  • سهولة وصول الفلسطيني إلى الكثير من المستوطنات وسهولة تنفيذ العمليات.
  • عدم حاجة المقاومة الفردية لتنظيم فعلي أو وجود تخطيط طويل المدى، ما يعقّد المسألة على الإسرائيلي.
  • ترسّخ واقع لدى الفلسطينيين في الضفة أن المواجهة لا تكون إلا بالقوة.
  • مواجهة جيل جديد لا يخاف الموت.
  • الوساطة والضغط المصري لعدم الذهاب إلى تصعيد، كذلك ضغط أردني.

التكاليف:

  • تصعيد مستمر دون عودة للهدوء.
  • ارتفاع حدّة المواجهات وبالتالي مزيد من الاستنزاف للقوات والحاجة لتعزيز قوّات الشرطة وللأسلحة.
  • خسائر بشرية من جرحى وقتلى نتيجة الاعتداء على المستوطنين والجنود.
  • الحاجة لأموال تستوعب عملية التوسع والضم في ظل أزمة إقتصادية صعبة يعيشها الكيان المؤقت لا سيما بعد أزمة كورونا كما ووصول الحكومة الجديدة بإصلاحاتها القضائية.
  • مواجهات على مختلف الجبهات وبمختلف الطرق والوسائل تضاعف تكاليف الاحتلال، على مختلف المستويات.

المخاطر:

  • مواجهة مفتوحة بين الطرفين.
  • زعزعة العلاقة مع الولايات المتحدة الاميركية وخسارة دعمها في الموضوع الإيراني.
  • تصاعد عمليات الطعن والدهس.
  • اتّساع نطاق أعمال العنف ووتيرتها، وتداعياتها الوخيمة على أمن واستقرار المنطقة كلّها، في حال تدحرج المواجهة.

الإمكانية والترجيح

الضفة الغربية ليست كما يحلم بن غفير ونتنياهو ولا غيرهم من الشخصيات، فالحالة في الضفة الغربية تشير إلى انتشار كبير في الفكر المقاوم، وحاضنة فكرية مهمة، هذه الحاضنة باتت تفرّخ حالة من المقاومة خارج إطار المتوقع إسرائيليًا. وإن كان هناك حالة من الضغط على الفلسطيني ومن التهويد والمصادرة المستمرة، لكن له إيجابية في وضع الفلسطيني في السياق الصحيح، الذي يمهّد لمواجهة مفتوحة. ومن يقوم بالعمليات هم ليسوا ممن يقوم الشاباك بمتابعتهم والكيان يحاول حصر الحالة في مناطق معينة إلا أن الواقع ان الحالة موزعة من شمال الضفة إلى جنوبها، ما يزيد المعضلات في وجهها للتوجه نحو هكذا سيناريو.

وكان معدل الترجيح لهذا السيناريو، في استطلاع للرأي، ضمّ مجموعة من الخبراء والمختصين في الشأن الإسرائيلي، على الشكل التالي:

 الخبراءالترجيحات المئوية
1أ. علي العامودي، عضو قيادة إقليم قطاع غزة في حركة حماس20%
2أ. ماجد نمر الزبدة، مختص بالشأن الفلسطيني والإسرائيلي10%
3سعيد بشارات، د. في الدراسات الاسرائيلية والإقليمية2%
4أ. رجا إغبارية، عضو المكتب السياسي لحركة أبناء البلد45%
5أ. محمد السيد، مختص بالشأن الفلسطيني والإسرائيلي0%
6أ. محمد إبراهيم حماده، الناطق باسم حركة حماس عن مدينة القدس50%
7أ. مؤمن مقداد، باحث في الشأن الإسرائيلي30%
8أ. نائل عبد الهادي، باحث في الشأن السياسي الإسرائيلي50%
9 الباحث أمين أحمد خلف الله، مدير شبكة غزة برس الإعلامية ومهتم بالشأن الصهيوني30%
10أ. محمود مرداوي، كاتب ومحلل سياسي مختص بالشأن الصهيوني0%
11الصحفي الفلسطيني عبد العزيز صالحه75%
12أ. رمضان النبيه، مختص بالشأن الإسرائيلي15%
13أ. جبريل إسماعيل جبريل جبريل، مختص بالشأن الإسرائيلي60%
14أ. محمد علان دراغمة، مختص بالشأن الإسرائيلي20%
15أ. عادل شديد، باحث ومختص في الشأن الإسرائيلي90%
16أ. عماد أبو عواد، محلل سياسي ومختص في الشأن الإسرائيلي30%
17أ. نهرو جمهور، المحلل السياسي المختص بالشأن الإسرائيلي10%
18أ. طارق الحليسي، المختص بالشأن الإسرائيلي10%
19أ. عبد الناصر عيسى، باحث ومختص بالشأن الإسرائيلي10%
20د. مأمون عامر أبو عامر، أستاذ جامعي ومتخصص بالشأن الإسرائيلي40%
المعدّل: 30%

السيناريو الثاني: استعادة دور السلطة الفلسطينية

تشكّل قرارات الحكومة الإسرائيلية الدافع نحو انهيار السلطة الفلسطينية في ظل زيادة وتيرة العمليات الفردية، والتي يمكن مع الوقت أن تتوسع لتشمل المزيد من المناطق التي قد تخرج من تحت سيطرة السلطة الفلسطينية، ما سيوقع العدو تحت مسؤوليات أكبر تضعه أمام تبعات اقتصادية وأمنية خطيرة. وبالتالي، من مصلحة العدو الحفاظ على سيطرة السلطة الفلسطينية وتعزيز دورها كما وإعادة التنسيق معها، وهذا ما يحفّزه الحليف الأميركي ويدعو لترسيخه، حيث طلب وزير خارجيتها من محمود عباس بتطبيق خطة أمنية تهدف إلى تجفيف بيئة المقاومة في جنين ونابلس باستخدام القوة.

الدوافع:

  • الضغط الاميركي لتعزيز التنسيق مع السلطة، في المقابل تعزز بدورها من عملية التطبيع مع باقي الدول العربية لا سيما السعودية.
  • ضغط خارجي عربي وغربي للحفاظ على الوضع الراهن في المسجد الاقصى كما والهدوء في الضفة الغربية والقدس.
  • تأثير غيابها في المشهد الأمني في الضفة الغربية.
  • زيادة تكلفة العمل الأمني وإمكان زيادة العمل المقاوم في الضفة.

الأهداف:

  • تعزيز التنسيق الذي من شأنه استهداف بيئات المقاومة.
  • تخفيف الأعباء عن الحكومة الإسرائيلية لا سيما الاقتصادية منها.
  • تقليص الأعباء على الجيش الإسرائيلي مما يسمح له بالتفرغ لإجراء المناورات والتدريبات.
  • تعزيز الانقسام بين الجبهات الفلسطينية الداخلية، عبر التمييز فيما بينها.
  • تحسين قدرة حكومة اليمين المتطرف على تنفيذ برنامجها في أقل مستوى من الممانعة الفلسطينية.
  • تحسين البيئة الأمنية في الضفة الغربية بشكل كبير، وضمن ذلك البيئة الأمنية للمستوطنات.
  • تمكين إسرائيل من الاستعداد لمواجهة على جبهات أخرى وضمن ذلك نقل القوات إليها.

العوامل المساعدة:

  • خطة فينزل الأمنية لاستعادة السيطرة الأمنية على جنين ونابلس.
  • ضعف السلطة الفلسطينية، وغياب الدعم الداخلي لعباس، ما يدفعها للعودة إلى التنسيق مع العدو والتمسك بدورها.

العوامل الكابحة:

  • فشل السلطة في المراحل السابقة في منع حصول العمليات ضد المستوطنين وجنود العدو.
  • عمل أطراف الحكومة الجديدة على وضع هدف أساسي قائم على عدم وجود كيان فلسطيني سياسي ممثّل للفلسطينيين، بالإضافة إلى عزلهم والتعامل معهم كتجمّعات بشرية بلا حقوق وبلا أرض.
  • خطوات اليمين المتطرف لضم الضفة الغربية.
  • العقوبات التي فرضتها الحكومة والتي طالت بعض قيادات السلطة الفلسطينية.
  • الدفع نحو تحجيم السلطة ومنعها من أيّ تحركات على المستوى الدولي ضد دولة الاحتلال، وسحب المزايا الشخصية لقادة السلطة، وخصوصاً تصاريح (VIP)، واقتطاع الأموال، وإدخالها في أزمات متتالية.
  • تراجع في مكانة السلطة الشعبية داخل الضفة الغربية.
  • تحرك السلطة في المحاكم الدولية، والتوجه للتقدم بقرار ضد الكيان المؤقت في مجلس الأمن.

التكاليف:

  • مزيد من المساعدات الاقتصادية والتسهيلات والأعباء المالية التي سوف يدفعها الكيان لتعزيز دور السلطة وتقويتها.
  • يمكن أن تساهم الدول الغربية ودول التطبيع في تغطية التكاليف.

الإمكانية والترجيح:

هناك حاجة لدى الكيان المؤقت لتعزيز التنسيق مع السلطة الفلسطينية، إلا أن التوجه العام يقود نحو الاصطدام ومزيد من العنف والدموية، فالحكومة تتجه نحو مسارات غير منطقية وغير عقلانية، وبالتالي لا يشكل التنسيق لمثل هذه التركيبة الحكومية أهمية كبيرة فهي تتوجه نحو المزيد من العنف في الداخل الإسرائيلي والمزيد من الاصطدام مع الفلسطينيين.

بلغ معدّل ترجيحات هذا السيناريو وفق استطلاع الرأي:

 الخبراءالترجيحات المئوية
1أ. علي العامودي20%
2أ. ماجد نمر الزبدة20%
3د. سعيد بشارات50%
4أ. رجا غبارية62%
5أ. محمد السيد60%
6أ. محمد إبراهيم حماده60%
7أ. مؤمن مقداد50%
8أ. نائل عبد الهادي30%
9أ. أمين أحمد خلف الله50%
10أ. محمود مرداوي20%
11أ. عبد العزيز صالحه20%
12أ. رمضان النبيه50%
13أ. جبريل إسماعيل جبريل جبريل20%
14أ. محمد علان دراغمة0%
15أ. عادل شديد30%
16أ. عماد ابو عواد50%
17أ. نهرو جمهور10%
18أ. طارق الحليسي10%
19أ. عبد الناصر عيسى15%
20د. مأمون عامر أبو عامر35%
المعدّل: 33%

السيناريو الثالث: المواجهة في غزة

تصاعدت في الفترة الأخيرة التقديرات التي تشير إلى احتمالية اندلاع المواجهات على عدة جبهات لا سيما في قطاع غزة، خاصة في الأسبوع الثالث من شهر رمضان الذي سيتزامن معه عيد الفصح اليهودي، الذي عادة ما يقوم خلاله آلاف المستوطنين باقتحام المسجد الأقصى، والتي قد تحمل في طياتها فتيل المواجهة.

وفي ظل حكومة نتنياهو المتطرفة التي تضم أمثال إيتمار بن غفير، الذي لم يتوقف عن التعهّد بارتكاب خطوات استفزازية للفلسطينيين، وخصوصًا فيما يتعلّق بالمسجد الأقصى أو بالأسرى الفلسطينيين، كما ومطالباته بالرد على العمليات الفلسطينية والصواريخ بالتصعيد، يمكن أن يدفع وشركاؤه بنتنياهو للانزلاق نحو خيارات تصعيدية. وتكثر التصريحات الإسرائيلية التي تروّج إلى حجم التطور الذي وصلت إليه المقاومة في غزة وحجم الأسلحة التي حصلت عليها، بالإضافة إلى اعتماد سياسة التحريض ضد القطاع، إذ يمكن أن يلجأ الاحتلال إلى تأجيج الوضع على الجبهة الفلسطينية في قطاع غزة من خلال جولات تصعيدية، كلما شعر الكيان المؤقت بحاجته إلى تبريد الأجواء في الداخل وتنفيس الضغط.

ومع تثبيت معادلة وحدة الساحات، من المتوقع أن تلقي الأحداث والتوترات والعمليات في الضفة الغربية لا سيما جنين ونابلس كما القدس بظلالها على قطاع غزة، في حال ارتكب الاحتلال المزيد من المجازر أو ما يمسّ بالوضع الراهن في المسجد الأقصى، أو تطبيق سياسات التهجير والضم والتوسع الاستيطاني، الأمر الذي سيدفع قطاع غزة للخروج عن صمته.

الدوافع:

  • الفشل الأمني في التصدي لعمليات المقاومة الفردية.
  • تصاعد العمليات الفردية وارتفاع حجم الخسائر البشرية الإسرائيلية.
  • الصواريخ الفلسطينية التي تطلق من غزة.
  • الحاجة لكبح اندفاعة الفصائل في غزة عن مناصرة الضفة الغربية في حال بدء مشروع السيطرة عليها.
  • إيجاد بديل عن المواجهة في الضفة والتي قد تؤدي إلى زيادة الجدال مع الولايات المتحدة ودول التطبيع.

الأهداف:

  • هروب نتنياهو من مآزقه الداخلية، وتصديره للأزمات الداخلية عبر التصعيد العسكري.
  • حرف الأنظار عن الأزمات الداخلية.
  • توجيه ضربات قاسية للمقاومة لا سيما مواقعها العسكرية ومراكز تصنيع الأسلحة.
  • تغيير قواعد الاشتباك، ومنع استقرار معادلة وحدة الساحات.

العوامل المساعدة:

  • انشغال دولي في أوكرانيا ما يرجح موافقة الولايات المتحدة على خوض أيام قتالية في غزة قبل الدخول في مواجهة الضفة الغربية أو كبديل عنها.
  • تصاعد عمليات المقاومة في الضفة.
  • إطلاق الصواريخ من غزة.
  • وجود توجه يميني متطرف غير عقلاني.

العوامل الكابحة:

  • تطور قدرات المقاومة الفلسطينية لا سيما في غزة.
  • افتقار العدو لمعلومات حول القدرات الحقيقية للمقاومة في غزة ومفاجآت المقاومة غير المتوقعة.
  • ضغط دولي لمنع التصعيد في ظل الانشغال بالحرب الأوكرانية.
  • معارضة داخلية عنيفة والخروج إلى الشارع (مظاهرات) في المناطق الداخلية التي قد تتعرض للقصف.

التكاليف:

  • المزيد من الخسائر المادية والاقتصادية والبشرية والعسكرية.

المخاطر:

  • احتمال امتداد المعركة لجبهات أخرى في حال استمرارها لمدة طويلة وتوسعها وارتكاب المجازر.
  • وحدة الساحات الفلسطينية واحتمال حصول عمليات متتابعة في الضفة بالتزامن مع العدوان على غزة.
  • احتمال حصول حركة احتجاجية واسعة في مناطق 1948 كما حصل في معركة سيف القدس.
  • ضرب الاستقرار والامن الاسرائيلي عبر استهداف المستوطنات والمدن الإسرائيلية بمئات الصواريخ، فالمقاومة ستكون بالمرصاد للتصدي للعدوان على غزة.

الإمكانية والترجيح:

في ظل تصاعد العمليات، ووجود حكومة متطرفة تعاني من انقسامات داخلية، وتواجه مظاهرات واحتجاجات في الشارع الإسرائيلي بتصريحات تحمل عناوين “حرب أهلية” و”اقتتال داخلي”، وفي ظل سياسات التنكيل والتهويد والضم التي يسعى الكيان لانتهاجها بالإضافة إلى الاستمرار في سفك الدماء الفلسطينية، هناك احتمال عالٍ للجوء الكيان لمثل هذا السيناريو خاصة في الفترة المقبلة مع اقتراب شهر رمضان وفي ظل السياسات المتطرفة والضغط على نتنياهو، فتكون غزة هي الساحة التي يلجأ الأخير للتصعيد فيها من أجل توحيد الداخل ولردع عمليات المقاومة وبالتالي، تصدير الازمة، ووضع الساحة الفلسطينية أمام أيام قاسية وساخنة جدًا، في ظل عجز الكيان عن المواجهة على الساحة الشمالية كما الساحات الأخرى.

وكانت ترجيحات الاستطلاع على الشكل التالي:

 الخبراءالترجيحات المئوية
1أ. علي العامودي20%
2أ. ماجد نمر الزبدة60%
3د. سعيد بشارات80%
4أ. رجا غبارية90%
5أ. محمد السيد50%
6أ. محمد إبراهيم حماده40%
7أ. مؤمن مقداد75%
8أ. نائل عبد الهادي70%
9أ. أمين أحمد خلف الله70%
10أ. محمود مرداوي50%
11أ. عبد العزيز صالحه75%
12أ. رمضان النبيه20%
13أ. جبريل إسماعيل جبريل جبريل80%
14أ. محمد علان دراغمة50%
15أ. عادل شديد70%
16أ. عماد أبو عواد50%
17أ. نهرو جمهور40%
18أ. طارق الحليسي40%
19أ. عبد الناصر عيسى25%
20د. مأمون عامر أبو عامر30%
المعدّل: 54%

السيناريو الرابع: تفكيك الحكومة الحالية والذهاب نحو حكومة توافقية

إسرائيل على عتبة انهيار قانوني وانفجار، وفق ما وصف به الرئيس الإسرائيلي المشهد السياسي في الكيان المؤقت. فالتحذيرات من حرب أهلية يهودية تتزايد وتعززها حالات التمرد التي تزداد وتيرتها ومستوياتها وآخرها دعوات أطلقها مسؤولون عسكريون إلى عدم الالتحاق بالخدمة العسكرية. وبالتالي، يواجه الكيان المؤقت، بالإضافة إلى موجة العمليات الفردية، غضب وانقسام داخلي وصدع مجتمعي، وخاصة فيما يتعلق بالإصلاحات القانونية التي رسمها ليفين، ما سيدفع بالعديد من الجهات للضغط نحو إسقاط هذه الحكومة لا سيما تلك الخارجية، الأمر الذي قد يدفع نحو إعادة انتخاب حكومة إسرائيلية توافقية جديدة.

الدوافع:

  • حدّة الانقسام الداخلي الإسرائيلي وتزايد حدة التراشق الإعلامي.
  • سيطرة المتدينين المتطرفين على الحكومة والقرارات السياسية.
  • اتخاذ الحكومة قرارات من شأنها تأجيج الوضع وزعزعة الامن القومي الإسرائيلي.
  • تولي شخصيات، يوجد في سجلاتها جرائم وتهم، مواقع مهمة في الحكومة الجديدة كـ “بن غفير” و”سموتريتش”.
  • الإصلاحات القضائية التي تمسّ بـ “ديمقراطية” الكيان المؤقت.
  • زعزعة مكانة المحكمة العليا الأمر الذي يشير إلى اهتزاز البنية السياسية للكيان.
  • لجوء شركات كبيرة لتحويل أموالها إلى خارج الكيان المؤقت.

الأهداف:

  • حماية “الديمقراطية” الإسرائيلية.
  • الحفاظ على وحدة الجيش وقوته.
  • الحفاظ على وضع مستقر للبنية السياسية.
  • تعزيز مسار التطبيع من خلال تهدئة التوتر الداخلي وتخفيف الضغط على الفلسطينيين.

العوامل المساعدة:

  • ارتفاع حدة الاحتجاجات الداخلية، وخروج المظاهرات التي تطالب بإسقاط الحكومة ومحاكمة الفاشيين.
  • وجود شريحة كبيرة من اليهود ممن يشعرون حقيقة بأن ما حدث في الانتخابات الاخيرة هو فوز لليمين لكن لم يكن خسارة للمعارضة بل خسارة لكل الدولة.
  • وجود شعور بانزلاق الدولة بحكومتها الحالية نحو الأزمات المتلاحقة.
  • تراجع الأمان الاستثماري في الكيان بالتزامن مع أزمة شركات الهاي تك.
  • تراجع مستوى الدعم الدولي مقارنة بالحكومات السابقة.
  • رغبة أميركية في تهدئة الاوضاع وفي التعامل مع حكومة أكثر “ديمقراطية” في ظل معارضتها لوجود شخصيات متطرفة في الحكومة.
  • الخشية من إراقة الدماء اليهودية.
  • استغلال الفلسطينيين الانقسام الداخلي لتعزيز عمليات المقاومة.
  • استثمار محور المقاومة الانقسامات الداخلية لتوجيه ضربات موجعة للعدو.
  • الخلاف بين بين غفير والأجهزة الأمنية حول كيفية اتخاذ القرارات، وقلق الأجهزة من توريط بن غفير لها في مسارات حرجة.

العوامل الكابحة:

  • ضرب الثقة بنتائج الانتخابات والتشكيك بصحة العملية الانتخابية.
  • امتلاك نتنياهو أوراق التصعيد السياسي والعسكري، ومحاولته تخفيف الضغط الخارجي على الحكومة.
  • خوف نتنياهو من حصول مواجهات مع اليمين المتطرف في حال إخراج ممثليه من الحكومة.

التكاليف:

  • اضطرار نتنياهو إلى إرضاء اليمين المتطرف بتقديمات وتسهيلات مالية وقانونية.

المخاطر:

  • احتمال عدم قدرة نتنياهو على تشكيل حكومة جديدة.
  • احتمال تشكيل حكومة جديدة لكنها مترنحة وقابلة للتفكك في أي لحظة.
  • العودة إلى الحالة الـ”الديمقراطية” قد تتطلب إراقة الدماء، وكبح التطرف اليميني في الشارع.
  • تعزيز الانقسام الداخلي ووصوله لحافة عدم قدرة أي من الطرفين على التواصل مع الآخر، وكل طرف يمكنه الاعتداء على الطرف الآخر.

الإمكانية والترجيح:

إن استعداد ليفين للتفاوض على بعض الإصلاحات القضائية، تشير إلى محاولة نتنياهو لتخفيف الضغط الخارجي على حكومته. والخلافات في داخل الحكومة هي خلافات في وجهات النظر، لكن لن يجازف الوزراء المتطرفون أمثال بن غفير وسموتريتش باتجاه إسقاط الحكومة او تغيير الاتجاه كون الائتلاف حلماً سعوا لسنوات من اجل تحقيقه، وربما لن يتكرر، وهم عمليًا على الأرض يحققون بعض المكاسب خاصة فيما يتعلق باتجاه شرعنة المستوطنات وباتجاه السيطرة على المزيد من الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية. وبالتالي، وبحسب القراءات وآراء المتخصصين وبناءً على ما تقدم، الاحتمال الأعلى هو لاستمرار هذه الحكومة في ظل قوانين وإصلاحات تعزز بقائها.

وجاءت الترجيحات على الشكل التالي:

 الخبراءالترجيحات المئوية
1أ. علي العامودي5%
2أ. ماجد نمر الزبدة10%
3د. سعيد بشارات1%
4أ. رجا غبارية40%
5أ. محمد السيد10%
6أ. محمد إبراهيم حماده40%
7أ. مؤمن مقداد70%
8أ. نائل عبد الهادي20%
9أ. أمين أحمد خلف الله5%
10أ. محمود مرداوي40%
11أ. عبد العزيز صالحه40%
12أ. رمضان النبيه15%
13أ. جبريل إسماعيل جبريل جبريل20%
14أ. محمد علان دراغمة25%
15أ. عادل شديد30%
16أ. عماد أبو عواد30%
17أ. نهرو جمهور
18أ. طارق الحليسي
19أ. عبد الناصر عيسى10%
20د. مأمون عامر أبو عامر30%
المعدّل: 24%

وعليه، تأتي المواجهة في غزة، السيناريو الأكثر توقّعًا يليه استعادة دور السلطة الفلسطينية، ثم السيطرة على الضفة وليكون تفكّك الحكومة الحالية الحالية هو السيناريو الاقل ترجيحًا.

 السيناريوهاتالترجيحات المئوية
1السيطرة على الضفة30%
2استعادة دور السلطة الفلسطينية33%
3المواجهة في غزة54%
4تفكيك الحكومة الحالية والذهاب نحو حكومة توافقية24%

الفصل الثاني: تحليل استطلاع الرأي حول سيناريو “خيارات حكومة نتنياهو”

جاءت نتائج استطلاع الرأي الذي ضمّ مجموعة من الخبراء والمختصين بالشأن الإسرائيلي، حول السيناريوهات المتوقع على حكومة نتنياهو المتطرفة انتهاجها لمواجهة تصاعد وتيرة العمليات المقاومة، متنوعة في الاتجاهات وفي توزيع الترجيحات على السيناريوهات عبر النسب المئوية، ويعود ذلك للزاوية التي يدرس فيها المختص أو الباحث إمكانية حصول السيناريو، آخذًا بعين الاعتبار مجموعة من العوامل المساعدة والأخرى الكابحة. وتمثّلت “خيارات حكومة نتنياهو” المتوقعة في أربعة سيناريوهات:

  1. السيناريو الأول: السيطرة على الضفة.
  2. السيناريو الثاني: استعادة دور السلطة الفلسطينية.
  3. السيناريو الثالث: المواجهة في غزة.
  4. السيناريو الرابع: تفكيك الحكومة الحالية والذهاب نحو حكومة توافقية.

وبالتالي، تمّ استخلاص مجموعة من الملاحظات في تحليلنا لخيار كل من الباحثين الذين تم استهدافهم في هذا الاستبيان على الشكل التالي:

اسم الخبيرالسيناريو (1) السيطرة على الضفةالسيناريو (2) استعادة دور السلطة الفلسطينيةالسيناريو (3) المواجهة في غزةالسيناريو (4) تفكيك الحكومة الحالية وتشكيل حكومة توافقية
أ. علي العامودي:  20%20%20%5%

لم يرجّح أ. على العامودي، عضو قيادة إقليم قطاع غزة في حركة حماس، أي من السيناريوهات الأربعة كالأكثر توقعًا، إنما عمد لتوزيع النسب نفسها على السيناريوهات الثلاث الأولى بالتساوي بدرجة 20%، وذلك في العناوين المتعلقة بالسيطرة على الضفة واستعادة دور السلطة الفلسطينية كما المواجهة في غزة، باعتبار أن هذه السيناريوهات الثلاث هي الأكثر واقعية للتحقيق وبشكل متساوٍ، كون الحكومة الجديدة هي حكومة مواجهة وبالتالي، أمام هكذا تشكيلة لا بد أن تكون الخيارات التصعيدية هي الأكثر ترجيحًا في ظل الحفاظ على تنسيق أمني مع السلطة الفلسطينية لتجنب التوتر مع الولايات المتحدة. إلا أن النسبة مقارنة بغيرها من الترجيحات هي منخفضة، بالإضافة إلى أنه أعطى الترجيح الأقل (5%) لتفكك الحكومة كون هذه التركيبة متماسكة بنظره وقادرة على الصمود على ما يظهر.

أمّا الخبراء والباحثون الآخرون، فقد تمّ تقسيمهم على عدّة مجموعات بناءً على النسب الأعلى التي منحوها للسيناريوهات الأكثر ترجيحًا، وذلك على الشكل التالي:

المجموعة الأولى: ترجيح السيناريو الثالث (المواجهة في غزة):

اسم الخبيرالسيناريو (1) السيطرة على الضفةالسيناريو (2) استعادة دور السلطة الفلسطينيةالسيناريو (3) المواجهة في غزةالسيناريو (4) تفكيك الحكومة الحالية وتشكيل حكومة توافقية
أ. نهرو جمهور10%0%50%
أ. طارق الحليسي10%10%40%
أ. محمد علان دراغمة20%10%40%25%
أ. ماجد نمر الزبدة10%20%60%10%
أ. عبد الناصر عيسى10%15%25%10%

لجأت هذه المجموعة من الباحثين إلى ترجيح سيناريو المواجهة في غزة بالنسبة الأعلى مقارنة مع السيناريوهات الأخرى التي حصلت على معدل يترواح بين 10 و20%، في ظل مؤشرات عدّة تشير إلى أن التصعيد سيكون حتمياً على الأرجح نتيجة تصاعد عمليات المقاومة والازمات الداخلية في الكيان المؤقت، الأمر الذي يمكن أن يصل إلى ذروته مع اقتراب شهر رمضان، في الوقت الذي يلجأ العدو إلى شتى أشكال الانتهاكات التي يمارسها بحق الشعب الفلسطيني من اعتداءات وتنكيل واعتقالات وقتل، بالإضافة إلى ان الحكومة الجديدة تستعدّ لتنفيذ أكثر السياسات تطرّفًا دون أي اعتبار “للمبادئ والقوانين”، ما يشير إلى انفجار يكاد يكون وشيكًا. وتدنّت نسبة الترجيح للسيناريوهات الأخرى بناءً على حاجة نتنياهو والأجهزة الأمنية للهروب إلى الأمام للخروج من نفق النزاع اليهودي الداخلي، أما فيما يخص السيطرة على الضفة، فهي تشكل إحدى بؤر النزاع لناحية كيفية التعامل مع التهديدات التي تمثلها للكيان.

المجموعة الثانية: ترجيح السيناريو الثاني (استعادة دور السلطة الفلسطينية) والثالث (المواجهة في غزة):

اسم الخبيرالسيناريو (1) السيطرة على الضفةالسيناريو (2) استعادة دور السلطة الفلسطينيةالسيناريو (3) المواجهة في غزةالسيناريو (4) تفكيك الحكومة الحالية وتشكيل حكومة توافقية
أ. سعيد بشارات2%50%80%1%
أ. رجا إغبارية45%62%90%40%
أ. أمين أحمد خلف الله30%50%70%4%
أ. عماد أبو عواد30%50%50%30%
أ. محمد السيد0%60%50%10%

احتل سيناريو المواجهة مع غزة النسبة الأعلى من الترجيحات، يليه سيناريو استعادة دور السلطة الفلسطينية في ترجيحات هذه المجموعة من الخبراء، مع استبعاد خيار السيطرة على الضفة وتفكيك الحكومة، نظرًا لصعوبة تحقيق أي من الخيارين، باعتبار أن التصعيد هو أكثر الخيارات الممكنة مع تزايد وتيرة عمليات المقاومة، كما وحكومة نتنياهو بتركيبتها المتطرفة التي سوف توحّد داخلها، في ظل تصريحات تتحدّث عن احتراب أهلي وانهيار ممكن أن يولّد عنف داخلي، من خلال اللجوء إلى المواجهة في غزة لتصدير الأزمة.

يأتي السعي لاستعادة دور السلطة بالدرجة الثانية، لتجفيف البنية التحتية للمقاومة في الضفة الغربية، في ظل ضغط أميركي لاستعادة التنسيق، كون الأمور والظروف تقود نحو الاصطدام، مع وجود وزراء ينقادون خلف جمهورهم، في ظل توجههم نحو الأيدويوجيا اليمينية المتطرفة. بالإضافة إلى أن إعطاء النسبة المنخفضة للسيطرة على الضفة قد يكون بناءً على الضغط الدولي لا سيما الأميركي في هذا الموضوع ولدور مثل هكذا سيناريو في تأجيج العمل المقاوم ومضاعفته، كما وأن تفكيك الحكومة هو أمر مستبعد كونها تمثّل حالة متماسكة نسبيًا وقادرة على الصمود.

المجموعة الثالثة: ترجيح السيناريوهين الأول (السيطرة على الضفة) والثالث (المواجهة في غزة):

اسم الخبيرالسيناريو (1) السيطرة على الضفةالسيناريو (2) استعادة دور السلطة الفلسطينيةالسيناريو (3) المواجهة في غزةالسيناريو (4) تفكيك الحكومة الحالية وتشكيل حكومة توافقية
أ. عادل شديد90%30%70%30%
أ. جبريل إسماعيل60%20%80%20%
أ. عبد العزيز صالحه75%20%75%40%
أ. نائل عبد الهادي50%30%70%20%

اختارت هذه المجموعة النسب الأعلى أيضًا لسيناريو المواجهة في غزة، بالتوافق مع المجموعات الأخرى. لكن هذه المجموعة كان اللافت فيها إعطاء السيناريو الأول المتعلق بالسيطرة على الضفة نسب عالية تراوحت بين الـ 50 و90%، في ظل حكومة هي الأكثر تطرّفًا والتي لا تعطي أهمية أو اعتبار لأي من السياسات القائمة وهدفها الأول والأساسي تكريس العنصرية، وتوسيع سيطرتها على كامل الأراضي والمزيد من التنكيل والاضطهاد للشعب الفلسطيني بغية طرده وضم أراضيه. ويتكرّس هذا السيناريو من خلال الصلاحيات الممنوحة لكل من بن غفير وسموتريتش، وغيرهم من الوزراء المتطرفين، والتي بدأت معالمها تظهر من خلال اقتحام المسجد الاقصى والسعي لتغيير معالمه، كما والتضييق على الاسرى وهدم المنازل والإسراع إلى شرعنة وبناء المزيد من المستوطنات بالإضافة إلى سلب المزيد من الاراضي الفلسطينية، وصياغة “إصلاحات قضائية” تتناسب مع قراراتها. وبالتالي، هذه الحكومة هي حكومة دينية يمينية متطرفة هدفها التوسع وبناء دولة لليهود وفق تعاليم التوراة، فتصبح السيطرة على الضفة قرارًا لا يحتاج الكثير للتنفيذ.

المجموعة الرابعة: ترجيح السيناريو الثاني:

اسم الخبيرالسيناريو (1) السيطرة على الضفةالسيناريو (2) استعادة دور السلطة الفلسطينيةالسيناريو (3) المواجهة في غزةالسيناريو (4) تفكيك الحكومة الحالية وتشكيل حكومة توافقية
أ. محمد إبراهيم حماده50%60%40%40%
أ. رمضان النبيه15%50%20%15%

تضم هذه المجموعة كل من الأستاذ محمد حماده والأستاذ رمضان النبيه، اللذين رجّحا السيناريو الثاني المعني باستعادة دور السلطة الفلسطينية، على السيناريوهات الثلاث الأخرى وتراوحت النسب بين الـ 45 و60%، بينما السيناريوهات الأخرى حصلت على نسب أقل ومتقاربة. وجاءت النسب المرتفعة لاستعادة دور السلطة الفلسطينية، في ظل التحركات الأميركية الأخيرة التي أثمرت خطة “فينزل” والتي تُعنى بإنشاء قوة خاصة من عدة آلاف (12 ألف) من أفراد الأمن التابعين للسلطة الفلسطينية، والتي ستخضع للتدريب في الأردن، وتعود إلى الضفة الغربية، وتتمركز في منطقتي نابلس وجنين؛ لمحاربة الجماعات المسلحة، والسماح للسلطة الفلسطينية لاستعادة سيطرتها الأمنية في المنطقة، والتي حظيت بتأييد رئيس وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز، ودعم مصر والأردن، وموافقة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، كما والتحركات الدولية الأخرى والوساطات التي تعمل على عودة الهدوء إلى الساحة الدولية مع اقتراب شهر رمضان المبارك، الذي يتوقع أن يشهد تصعيدًا غير مسبوق في المواجهة، ويدعم هذه الفرضية كذلك تدني مستوى المخاطر في حال انكفاء الاحتلال وتولي السلطة دورها المباشر في الميدان.

المجموعة الخامسة: ترجيح السيناريو الأول والثاني:

اسم الخبيرالسيناريو (1) السيطرة على الضفةالسيناريو (2) استعادة دور السلطة الفلسطينيةالسيناريو (3) المواجهة في غزةالسيناريو (4) تفكيك الحكومة الحالية وتشكيل حكومة توافقية
د. مأمون عامر أبو عامر40%35%30%30%

وكان الدكتور مأمون عامر، قد اعتبر السيناريو الأول، السيطرة على الضفة، هو الأكثر ترجيحًا يليه استعادة دور السلطة، انطلاقًا من أيديولوجية هذه الحكومة اليمينية المتطرفة وعقليتها التوسعية والتي تسعى إلى إلغاء الآخر (الفلسطيني)، بالإضافة إلى السعي الدولي للحفاظ على التنسيق مع السلطة الفلسطينية وتعزيز دورها من أجل تخفيف الأعباء عن الحكومة الإسرائيلية كما والاستعانة بها في ملاحقة المقاومين واستهدافهم. ومنح السيناريوهين الباقيين نسبة 30% باعتبارهما الأقل ترجيحًا.

المجموعة السادسة: ترجيح السيناريو الثالث (المواجهة في غزة) والرابع (تفكيك الحكومة الحالية):

اسم الخبيرالسيناريو (1) السيطرة على الضفةالسيناريو (2) استعادة دور السلطة الفلسطينيةالسيناريو (3) المواجهة في غزةالسيناريو (4) تفكيك الحكومة الحالية وتشكيل حكومة توافقية
أ. مؤمن مقداد30%50%75%70%
أ. محمود مرداوي0%20%50%40%

خصّصت هذه المجموعة النسب الأعلى لكل من السيناريوهين الأخيرين، سيناريو المواجهة في غزة وسيناريو تفكيك الحكومة الحالية والذهاب نحو حكومة توافقية. اختار الباحث، مؤمن مقداد، ترجيح المواجهة بنسبة 75% وتفكيك الحكومة بنسبة 70%، كان الأستاذ محمود مرداوي قد خصّص نسبة 50% للمواجهة و40% لتفكيك الحكومة، واختار الطرفان النسب الأدنى للسيطرة على الضفة واستعادة دور السلطة مقارنة مع السيناريوهين الآخرَين. وعليه، تأتي نتيجة هذه المجموعة متوازية مع غيرها من المجموعات التي رجّحت المواجهة في غزة انطلاقًا من الأسباب والمؤشرات التي تم الإشارة إليها سابقًا. إلا أن الخيار المغاير هو في ترجيح تفكك الحكومة، باعتبار أن هذه الحكومة تواجه معارضة من قبل الغرب والولايات المتحدة لبعض قراراتها وسياساتها كما وبعض وزرائها المتطرفين. بالإضافة إلى الانقسام الداخلي الذي ضاعفته هذه الحكومة، الذي برز من خلال حرب التصريحات بين معسكرين: مع نتنياهو وضد نتنياهو، وكثرة الحديث عن الحرب الأهلية والاقتتال الداخلي، بعد أن عمّت المظاهرات في الشوارع، بسبب ما تدّعيه هذه الحكومة من “إصلاحات قضائية”، ما سينعكس سلبًا على الكيان المؤقت إن كان لجهة تعزيز الانقسام كما الأزمات مع الخارج وأزمات اقتصادية وغيرها، الأمر الذي يمكن أن يودي بحكومة نتنياهو إلى الهاوية، وبالتالي الذهاب نحو حكومة أخرى توافقية تعزز الاستقرار الداخلي داخل الكيان في ظل ما يواجهه من تحديات خارجية. فهكذا حكومة متطرفة قد لا تصمد كثيرًا لما تثيره من مناهضة بين أطراف عديدة ومتنوعة، وستواجه ضغوط أوروبية أو أمريكية يمكن أن تدفع الكنيست إلى حل الحكومة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى