بيرق

نتائج أعمال سلاطين الجور

إنّ أولى النتائج المترتبة على وجود سلاطين الجور ظلم العباد، وهلاك البلاد، وذلك من خلال استبدادهم، وخنقهم حرية الشعوب، وامتهان كرامتها، وابتزاز أموالها، وتسخيرها لمصالحهم الخاصة.

من أجل ذلك كان ظلم الحكام أسوأ أنواع الظلم وأشدّها نُكراً، وأبلغها ضرراً في كيان الأمة ومقدراتها.

عن الإمام الصادق (عليه السلام): إن الله عز وجل أوحى إلى نبي من الأنبياء، في مملكة جبّار من الجبابرة: أن أئتِ هذا الجبار فقل له: إني لم أستعملك على سفك الدماء، واتخاذ الأموال، وإنّما استعملتك لتكفّ عني أصوات المظلومين، فإني لن أدع ظلامتهم وإن كانوا كفاراً“.

وعلى هذا الأساس كانت الوظيفة الأساس لأنبياء الله تعالى رفع الظلم الذي يمارسه الطغاة والجبابرة والسلاطين الجائرين فها هو إبراهيم (عليه السلام) يمضي قدماً متحدياً النمرود الذي إدّعى الربوبية، ودعا الناس إلى عبادته دون الله تعالى، فتحدّاه إبراهيم (عليه السلام) وأثبت عجزه من أن يكون ربّاً، فكانت الكلمة الحق منه في وجه هذا السلطان الجائر أقوى سلاح في المواجهة وذلك عندما خاطبه مبينّاً عجزه أمام قدرة الله تعالى في مقابل قدرته التي دعته إلى ظلم الناس والاعتداء عليهم.

فقال له (عليه السلام): ﴿رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ﴾ فأجابه النمرود: ﴿أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ﴾. فما كان من النمرود إلا أن أحضر سجينين أطلق سراح أحدهما وأمر بقتل الآخر، ليثبت قدرته على الإحياء، وهنا تحداه إبراهيم (عليه السلام) بأمرٍ آخر فقال: ﴿فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ﴾ وكانت نتيجة هذا التحدّي: ﴿فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾.

والحال نفسه مع نبيّ الله موسى (عليه السلام) في دعوته فرعون إلى الحق والكفّ عن استضعاف الناس وتمزيق صفوفهم وذبح أبنائهم واستحياء نسائهم، وعدم الفساد في الأرض.

فكانت مواجهة الأنبياء(عليهم السلام) واحدة من أعظم أنواع جهادهم وتضحياتهم، فسفكت دمائهم، وأبيحت أرزاقهم، ولم يمنعهم ذلك من الاستمرار في قول الحق والدفاع عنه بكل الوسائل.

وعلى هذا النهج استمر أمير المؤمنين (عليه السلام) لإكمال مسيرة الأنبياء والرسل، فوقف في وجه الظالمين والمستبدين.

يقول (عليه السلام) مبنّياً عزمه على اقتلاع رمز الفساد والجور من الأرض معاوية بن أبي سفيان: “وسأجهد في أن أُطهّر الأرض من هذا الشخص المعكوس والجسم المركوس حتى تخرج المدرة من بين حبّ الحصيد”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى