بيرق

بنية المجتمع اليهودي

إن أفراد الإنسان كلهم من طينة واحدة، فكلهم من آدم، وآدم من تراب، وكذلك اليهود، فانحرافهم ليس ناشزاً ولا مختلفاً عن انحراف الإنسان بنحو عام، وعناية القرآن الكريم به وتسليط الضوء عليه ليس إلا بوصفه تجربة عميقة وكبيرة، دون أن يعني ذلك تمييزاً في أصل التكوين والجبلّة اليهودية.

والسبب في استمرار الشخصية اليهودية على انحرافها التاريخي، هو أن أصول هذا الانحراف قد تكرّست في الديانة اليهودية المحرّفة التي تربت عليها أجيالهم. ومن هنا نفهم اهتمام القرآن بهم كنموذج عميق ومثل للناس في هذا الجانب، فقد وضّح الصورة القلقة التي يتّسمون بها في سلوكياتهم داخل المجتمع.

إن المستعرض لتاريخ بني إسرائيل ليأخذه العجب من فيض الآلاء التي أفاضها اللَّه عليهم، ومن الجحود المتكرر الذي قابلوها به. فلم يشهد تاريخ أمة ما شهده تاريخ بني إسرائيل من قسوة وجحود واعتداء وتنكر للهداة، حتى قتلوا وذبحوا ونشروا بالمناشير عدداً من أنبيائهم!

 ومع هذا كله فقد كانت لهم دعاوى عجيبة غريبة. كانوا دائماً يدّعون أنهم هم وحدهم المهتدون، وهم وحدهم شعب اللَّه المختار، وهم وحدهم الذين ينالهم ثواب اللَّه، وأن فضل اللَّه لهم وحدهم دون شريك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى