سرايا وعد الله

سرايا وعد الله: نزف نبأ استشهاد الشهيد القائد جعفر محمد سلطان؛ ورفيق دربه المجاهد صادق مجيد ثامر

بسم الله الرحمن الرحيم

{‏وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنينَ إِنْ يَمْسَسْكُمْ‏ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمين}‏ آل عمران (139-140)

السلام على الشهداء الذين استقوا من اريج فاطمة عطر الشهادة.

السلام على من كبلوا بالسلاسل إلى أن ضرجوا بدمائهم.

السلام على من واسوا في قتلهم سيد الشهداء، ورحمة الله وبركاته.

بكل فخر واعتزاز بنصر الله وفرَجه وبشموخ المجاهدين تزفُّ المقاومة الإسلامية – سرايا وعد الله – الشهيد القائد جعفر محمد سلطان “محمد”؛ ورفيق دربه المجاهد صادق مجيد ثامر “سجاد”، الذين ركبوا الطريق اللاحب ومضوا على الحق، حيث تعاقدوا على المنية، ودعوا للجهاد فأجابوا دعوة التكليف بكل ما يملكون من الغالي والنفيس، فجادوا بأنفسهم وأرواحهم في سبيل الله.

إننا نعاهد أرواحكم الطيبة والزكية على مواصلة الطريق الذي شققتموه بجهادكم وتضحياتكم ودمائكم؛ فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به، وذلك هو الفوز العظيم. ونسأل الله أن يرزقنا ما رزقكم من وسام الشهادة الرفيع وأن يحشرنا معكم.

أيها القابضون على الزناد؛ إن هذه الدماء الطاهرة التي سفكت لنا تبعث فينا البأس والعزم على مواصلة طريق ذات الشوكة، والعض على جرحنا الذي سالت منه دماءنا بيد قتلة الأولياء والصالحين، لنواصل على النهج القويم، متسلحين بالإيمان، والثقة بوعد الله.

أهلنا في شبه الجزيرة العربية؛ هذان الشهيدان العظيمان استشهدا في سبيل قضيتكم ومن أجلكم، فلم توقفهم أو تحدهم حدود الجغرافيا والحدود المصطنعة، بل رأيا أن الجرح في الحجاز جرحنا في البحرين، والقضية واحدة، والنصرة واجبة، لذا لبوا نداء التكليف، ولم يخافوا في الله لومة لائم.

وليعلم العالم أن الشجرة الملعونة التي يسقط على يديها الملوثتين دماء الأبرياء والأولياء الصالحين، ستتهاوى وستطيح بها دماء الشهداء. ولن يخلف الله وعده، والعاقبة للمتقين.

وأما تاج رؤوسنا آباء وأمهات المقاومين؛ الصابرين المواسين لأهل البيت، إن لحمكم لحمنا ودمكم دمنا وجرحكم جرحنا، وإن تصبركم وتجلدكم على الشهيدين يورثكم الله عزاً بهما؛ ويلبسكم بشهادتهما فخراً، حيث نظر إلى عائلتكما واتخذ منها شهيدين ذا عزم وغيرة.

ورد عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع قَالَ: الصَّبْرُ والرِّضَا عَنِ اللَّهِ رَأْسُ طَاعَةِ اللَّهِ ومَنْ صَبَرَ ورَضِيَ عَنِ اللَّهِ فِيمَا قَضَى عَلَيْهِ فِيمَا أَحَبَّ أَوْ كَرِهَ لَمْ يَقْضِ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ لَهُ فِيمَا أَحَبَّ أَوْ كَرِهَ إِلَّا مَا هُوَ خَيْرٌ لَهُ. حيث سكنت أرواح أخوينا الشهيدين الخلد والجنان، وبلغت أرواحهم أقصى ما يتمنون ويأملون، فإن خير الموت الشهادة في سبيل الله وسبيل إعلاء كلمة الله، ستبقى دمائهم تغلي في عروقنا، وثأرهم ثأرنا، والله على ما نقول شهيد وحسيب.

صادر عن:

  • سرايا وعد الله – المقاومة الإسلامية في البحرين­
  • الأثنين 9 ذو العقدة 1444 هـ
  • الموافق 29 مايو/آيار 2023

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى