مقالات

المقاومة قتلت الشهداء

تابعت ردات الفعل المثارة على تبني المقاومة الإسلامية سرايا وعد الله لشهدائها، ولعل بعض ردات الفعل نابعة عن جهل بواقع الحال أو إرادة الفرقة واستثارة عواطف البسطاء.

فيقول بعضهم: إن المقاومة الإسلامية تسببت في قتل شهداء التكليف، وإن دمهم ذهب هدراً. أقول في الجواب:

أولاً: كامل الاختيار

إن الانتماء للمقاومة -بعد توفر الغطاء الشرعي القاطع- تعطي المقاوم كامل الاختيار في الانضمام للمقاومة من عدمها، ولا تجبر أحداً للدخول فيها أو البقاء فيها أو القيام بعمل ما من دون اختياره.

وهذا نابع من معرفة المقاومة من أن الله تعالى أعطى الإنسان كامل الاختيار، فإن شاء كفر وإن شاء آمن، وهذا الأمر سار في بقية التكاليف.

وشهيدا التكليف أقدما على ما أقدما عليه بكامل وعيهما وبصيرتهما بأن تنهض جماعة مؤمنة من الناس للقيام بمساعدة المظلومين والانتصار لهم، وقد شهدت ساحات البحرين جولاتهما ومساعداتهما وقيامهما لله في الخفاء من غير منّة على أحد، بل قياماً بالتكليف الذي شخصوه.

ثانياً: المقاومة عامل مساعد

المقاومة عامل مساعد، تمد يدها لمن يريد الدخول إليها، ورفع الظلم عن كاهل الناس المستضعفة، فالمقاومة قائمة من الشعب لمساعدة الشعب، وليست هي خارجة عن العقل لما أودع الله عنده من وسائل الدفاع عن نفسه وعن عرضه ودينه، ومن صميم الدين قوله تعالى: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل).

ثالثاً: رواية من التاريخ

كخير شاهد ما ورد أن عمرو بن العاص ذهب إلى معاوية بعد أن قُتل عمار في صفين، وقد روي عن الرسول (ص) أن عمار تقتله الفئة الباغية وقد اضطرب الجيش لذلك، فقال معاوية لعمرو: إنما قتله علي بن أبي طالب لما ألقاه بين رماحنا، فوصل ذلك الكلام أمير المؤمنين (ع) فقال: إذاً رسول الله (ص) هو الذي قتل الحمزة لما ألقاه بين رماح المشركين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى