مقالات

لماذا أعلنت سرايا وعد الله عن شهدائها؟

من ضمن الأمور تحدث عن البعض في دائرة تبني المقاومة الإسلامية -سرايا وعد الله- لشهدائها، حيث رفض هؤلاء تبني الشهداء، وتحت دعاوى متعددة، منها: تأطير الشهداء تحت مسميات معينة. فلماذا أعلنت سرايا وعد الله عن شهدائها؟

أولاً: المقاومة الإسلامية في البحرين ملتزمة بالضوابط الشرعية، وتدرس مواقفها بدقة وفق الموازين العقلية، وتدرس الموضوعات دراسة تقيس فيها الإيجابيات والسلبيات في مواقفها وبياناتها وعمل مقاوميها، ويعلم بذلك العدو أكثر من الصديق لما ظهر له من وقائع على الأرض.

ثانياً: أخذت المقاومة الإسلامية في تبنيها لشهدائها بعين الاعتبار عدم وجود خطر حقيقي وجدي على مقاوميها وعوائلهم، فلم تصرح المقاومة بتبنيها لهما إلا بعد ارتحالهما عن الدنيا شهداء صابرين محتسبين ومظلومين.

ثالثاً: كل المقاومات الإسلامية وغير الإسلامية، بل الجيوش النظامية، يبرزون أفرادهم الذين يمثلون القدوة الحسنة والكبيرة، وهذان الشهيدان من أعظم المجاهدين في البحرين، قد عملا في الخفاء في سرية تامة، ولهما فضل كبير على تطور المقاومة الإسلامية، وفضلهما يعم أمور كثيرة قد يبينها مسير التاريخ، مما تحتفظ به المقاومة الإسلامية من أسرار عظيمة عن جهادهما.

فيعتبران أسوة وقدوة حسنة عظيمة وناصعة في تاريخ البحرين في ماضيها وحاضرها ومستقبلها. وليس بدعاً -في التاريخ- تبني المقاومة لشهيديها بعد ارتحالهما لبيان شيء يسير مما كانا يحملان من هم وجد وعمل لرفع الظلم عن كاهل الناس المحرومة.

وقال الولي الفقيه الإمام الخامنئي دام ظله الوارف بتاريخ (1 يونيو 2023): وصايا الشهداء درس لنا، وهؤلاء يغدون قدوة … لكن لا بد أن نجعل هؤلاء قدوة. كما قال: القوى المستكبرة اليوم لا تقبل أن ترى ذكرى شهدائنا … إحياء ذكرى الشهداء عمل ضد هذه الحركة الشيطانية الخبيثة.

رابعاً: ينكشف من تاريخ هذين الشهيدين، أن المقاومة الإسلامية ملتزمة بالخط الشرعي، فلم يكونا بعيدين عن أجواء الإيمان ومعرفة مفاهيم الإسلام، ولكن عرفا حقاً فتبعاه، وتيسرت لهما الأمور في ذلك بقناعة وافية. فهي أدرى من غيرها بمقاوميها المنتسبين إليها، وإعلانها جاء في هذا السياق.

خامساً: من حق الأمة على نفسها أن تعرف شهداءها، من أجلها لا من أجل الشهداء، فهؤلاء الشهداء حظوا بالحسنى، جنة عرضها السماوات والأرض، مضوا على بصيرة من أمرهم مظلومين، ولكن ماذا أنت وهو فاعلون بعد ذلك؟

سادساً وأخيراً: المقاومة الإسلامية ليست جهة تتحزب تحت عناوين معينة أو حدود معينة، هي مقاومة إسلامية بحرانية تعمل على رفع الظلم عن كل إنسان مظلوم ما دامت تستطيع لذلك سبيلاً، وإن كانت لا تستطيع فهي تعمل على رفع الموانع، وإن لم تستطع رفع الموانع فقد أقامت الحجة بينها وبين الله.

فعندما ننسب بعض الشهداء لنا فليس من باب التأطير، بل من باب إعطاء وبيان حال هؤلاء الشهداء، وإلا هذا الإشكال سار في كثير من تسميات الشهداء بعناوين معينة، فتأمل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى