مقالات

سَمِعنا حَدِيثاً وعظِّيَا

نحن المُعتدّى علينا، نحن المَقْهُورون، نحن المُسْتَضْعَفون، سَمِعنا حَدِيثاً وعظِّيَاً، عن الحُبّ والتَسَامُح، عن الرفقْ واللِين، أنَّ الإسلام دين السَّلام، ليس دين العُنف والتَطَرَّف والإرهْاب.

صَدّقتم، نحن نحُبّ أن نعيش حياة الرفقْ، الله يقول “وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ” ويقول: “وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى” ويقول “وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ”. ولكن أن تَصَبّر على هَتَك عرضْك، واحتِلال أُرْضك، أنّ تَعْفُوا عن من سَفَك دّم أخيك، عمن سَلْب حرّيَتّك، أن تَدفع باللتي هي أحْسَن مُقابلَ عَدُوّك الذي لم يَعرْف يوماً مَعْنَى المَحَبَّة! عَدُوّك الذي قابل المَحَبَّة بالبُغْض، والوردة بالسِلاح!

هل أًصْبَحت الدعوة إلى المَحَبَّة والتَسَامُح مُطلَقة؟! ألا يجب أن نفصْل بين الأمور؟!

يا أيها المُعْتَدِلون، نحنُ لم نكن يوماً ميّالينَ للعُنف، ولا رَاغِبينَ به، ولَيْسَ من طّبعِنا الأوَّل ونشأًتَنا المُتَحَضِّرة والمُتنَعَّمة بعض الشيء، لكن أعراضنا قد مسّت، وأرضُنا قد احتُلتْ، ودِمَائُنا قد سُفكتْ، ومساجدنا قد هُدِمتْ، وكرامَتُنا سُحقتْ، كُلّ هذا معناه أن العدّو يفرضْ علينا الحَرْب والْقِتَال. الله يقول “كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ

هُناك جَماعَة من المُتَطَرَّفين، يُحبّون الجِهَاد، يتَفَجَّرون غيرةً على الدين والوطن، أيها المُعْتَدِلون، لا نُريد منكم أن تَكُونوا مُتَطَرَّفين، إذا سميتموهم كذلك، إن هَؤلاء المُتَطَرَّفين يُريدونَ أن يَتوجهوا إلى عدّوكم ليعِيدوا إليكم الكَرَامة والحرّية التي سُلبتْ، لِماذا تتحرَّك كلّ المواقع السياسية والدِينية في بلدنا ضدّ المُجَاهدين، ضدَّ الذين يقفون على الثَّغور من أجلِ أنّ يَمنَعوا العدّو أنّ يتَسلط على الناس؟ قد لا يستَطيعونَ أنّ يجعلوا العدّو يندَّحِر، لكن لِماذا تعطونَ العدّو فرصة أنّ يتسلط على الناسْ؟ لِماذا تُريدون للعدّو أنّ ينظَر إليكم من الأعلى؟ اتركوا المُجاهدين يقتلون مرتزقاً اليوم، ويهْجمون على موقع غداً، ويُنزلون الرَّعب في العدّو، حتى يشعر العدّو بأنَّ هُناك أمةً لا زالتْ تَعِيش.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى