ماذا لو عاد مشهد شهداء الفجر؟
لا يحتاج الأمر إلى تمعّن، ولا إلى تحليل، ولا إلى تدبّر، فالسلطة الخليفية الغاشمة في البحرين فاجرة في العداوة، ولا تحكمها أيّة أعراف أو قوانين، ولا تلتزم بحد أدنى أو أقصى في طريقة تعاملها مع المواطنين الشيعة، ما يهمها فقط هو كيفية المحافظة على الحكم المغصوب وإذلال الموالين والمعارضين لهذا الحكم ولكن بدرجات مختلفة.
لو عدنا قليلاً لفجر 15 يناير عام 2017، وهو اليوم الذي تم إعدام ثلاثة شبّان شيعة على أيدي نظام العصابة الخليفية المجرمة، وذلك إثر اتهامهم ظلماً في المشاركة في إحدى عملية المقاومة الإسلامية في البحرين، والتي أودت بحياة ثلاثة مرتزقة كانوا يقمعون المتظاهرين العزّل قرب منطقة السنابس في ختام مجلس عزاء أحد الشهداء الذين قضوا في السجون الخليفية.
لقد وقّع حمد بن عيسى على قرار الإعدام الظالم وأعطى الأمر في تنفيذه، وفي المقابل كان قرار الشعب في إعلان رفع السلاح في وجه هذا النظام المتوحّش بجانب الاستمرار في الاحتجاجات والتظاهرات المنادية بضرورة إسقاط العصابة الخليفية ومحاكمتها، لذلك رُفِع شعار “قبضة في الميدان وقبضة على الزناد”، وتفاعلت الجماهير بكافة أطيافها مع هذا الشعار وصار الانضمام لصفوف المقاومة الإسلامية بشكل منقطع النظير.
عام 2017 كان عام المقاومة بامتياز، تكثّفت وتنوّعت فيه العمليات المسلّحة ضد المرتزقة بمختلف رُتَبهم، ودُشّنت عمليات الاغتيال، وبذلك نشطت المقاومة وفقدت العصابة الخليفية زمام المبادرة، وشُلّت أياديها الخبيثة المتمثلة في أجهزتها الإرهابية ومقدمتها ما يسمى بجهاز الأمن الوطني.
واصل الجهاز القضائي المرهون للعصابة الخليفية إصدار أحكام إعدام باطلة، وآخرها لشابين في حادثة تفجير باص كان يقلّ مرتزقة على شارع القدم، وأُرسِل على إثره أحد المرتزقة لنار جهنم. قائمة الإعدام تتمدّد طولاً وعرضاً، وقد يتكرّر مشهد إعدام شهداء الفجر الثلاثة، ما هو الموقف؟ وما المطلوب من النخب والجماهير أن يستعدوا له؟
* هذا المقال يعبر عن رأي صاحبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع