ما هي حقيقة ورشة السلام من أجل الازدهار؟
ورشة السلام من أجل الازدهار أو صفقة القرن، هذه الورشة ليست أمراً جديداً في الساحة الدولية، وإنما هو مشروع قديم ولكن تسمياته تختلف من حقبة إلى حقبة ومن زمن لآخر بحسب التغيرات الحادثة، ولكن الجوهر واحد والحقيقة واحدة.
الحقيقة هي قيام التطبيع التام مع العدو الصهيوني بجعله قوة حقيقية تتحكم بالدول الإسلامية والعربية من خلال خلق واقع مناسب لهذه الغدة السرطانية التي زرعت وسط الأمة الإسلامية.
مسمى صفقة القرن قد سبقها مسمى اتفاقيات السلام ومسمى الشرق الأوسط الجديد الذي بشرت به كونداليزا رايس، الذي عماده – الشرق الأوسط الجديد – خلوه من أي مقاومة ضد العدو الصهيوني وتسويق التطبيع معه على طريقة إسرائيل القوة التي لا تقهر ولا تجابه.
وواقعها -صفقة القرن- إبقاء غزة والضفة الغربية على حالها وإنشاء ميناء لغزة، وتمويل بمقدار 25 مليار دولار على مدار عشر سنوات، وهذا كله يتم تحت إدارة إسرائيلية عربية لرؤوس الأموال وبناء محطات لإنتاج الطاقة منها الكهربائية والغاز وغير ذلك، مقابل بيع صريح للمقدسات في فلسطين، وأن تترك المقاومة سلاحها وأن تخضع للإسرائيلي لتحقيق كل ذلك.
فما يطلبه الأمريكي والإسرائيلي أن تترك المقاومة في فلسطين السلاح ومواجهة العدو الصهيوني والدخول في صفقة خاسرة من جميع الجهات، وأن يخضع للسيطرة الإسرائيلية التامة، في مينائه وبضائعه المستوردة ومطاره خشية تهريب ما هو ممنوع بنظر العدو الصهيوني.
وهذا واقع يرفضه أبناء الأرض من الشعب الفلسطيني والحركات السياسية والفصائل المسلحة، إذ يعتبر ذلك مساس بحق الأرض الفلسطينية من النهر إلى البحر بكامل خطوط عرضها وطولها، ويرفض بيع القدس في قبال دراهم معدودة بخسة لكي يُفتح لهم مطار هنا أو ميناء هناك بشروط صهيونية وإدارة مباشرة منه.
وإذا كان طرف النزاع خارج هذه الورشة فعلى ما قيامها؟ ولماذا تباع القدس من غير إذن أصحابها، وهي حق المسلمين إذ إليها كان مسرى رسول الله محمد (ص)، فمن خول الأمريكي والبحريني والسعودي والإماراتي والأردني وغيرهم لكي يكونوا طرفاً وكيلاً عن الأصيل الفلسطيني؟
وما لم يؤخذ بقوة السلاح والقصف والتدمير والقتل بواسطة الآلة الصهيونية لن يؤخذ بالمؤتمرات والورشات التي يعدها الأمريكي بواسطة أدواته في المنطقة لتهيئة المناخ من أجل التطبيع وسرقة القدس بالأموال الخليجية لغدة سرطانية لا يمكنها العيش وسط البلدان الإسلامية.