تقارير سياسية

وكالة أنباء البحرين تتحول إلى منصة إعلان ولاءات للملك بسبب “ما خفي أعظم”

استنفرت المنامة كل أجهزتها ووسائل إعلامها للدفاع عن حاكم البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وإعلان الولاء له، وذلك بعد فضيحة استخدامه عناصر تنظيم القاعدة لتصفية معارضيه.

ولم تتوقف البحرين عند تكذيب ما ورد في حلقة “اللاعبون بالنار” من برنامج “ما خفي أعظم”، بل لجأت لإقحام عائلات البحرين لتعلن دفاعها وولاءها لملك البحرين، وتحولت وكالة الأنباء الرسمية “بنا” إلى منصة لإعلانات بيانات العائلات.

وجاءت تلك البيانات بعدما كشف برنامج “ما خفي أعظم” على “الجزيرة”، (14 يوليو)، مخططاً سرياً نسقته المخابرات البحرينية عام 2003 مع قيادات تولت تجنيدها في تنظيم القاعدة بهدف اغتيال معارضين بارزين، بتكليف مباشر من حاكم البحرين.

منصة إعلانات

خلال الأيام القليلة الماضية، وبعد كشف الفيلم الاستقصائي لتلك الشهادات، تحولت وكالة “بنا” إلى وسيلة إعلام تنشر بيانات زعمت أنها لأسر تعلن ولاءها لحاكم البحرين.

وخلال يوم واحد (21 يوليو) نشرت وكالة أنباء البحرين نحو 23 بياناً من عائلات بحرينية، لتتحول من وكالة لنشر الأخبار الحكومية الرسمية، إلى نشر بيانات عائلية تمجد الملك.

وبلغ ما نشرته الوكالة خلال الأيام القليلة الماضية من بيانات عائلية نحو 35 بياناً، جميعها تعلن ولاءها للحاكم وتندد بمحاولات استهدافه.

ومما احتوت عليه جميع البيانات التي نشرتها الوكالة عبارات من مثل:  “جددت عائلة (…) البيعة والولاء، لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة”.

 الولاء للملك والتبري من الشهود!

 وكان لافتاً أن أول ما نشرته وكالة أنباء البحرين بيانات ادعت أنها صادرة عن عائلتي “الجلاهمة” و”البلوشي” وعشيرة “بوفلاسة”، تتبرأ من أبنائها الذين ظهروا في البرنامج الذي بثته قناة “الجزيرة”.

وكان أول بيان ادعت أنه من عائلة الجلاهمة، أعلنت فيه تبرؤها من ابنها ياسر الجلاهمة، وممَّا “قدمه من شهادة ملفقة تضمنت الكثير من التسجيلات المفبركة لمهاجمة البحرين وقيادتها”.

ولم تتوقف البحرين عند ذلك، بل أجبرت عائلة هشام محمد البلوشي على إصدار بيان قالت فيه: إن “هشام توفي في وقت سابق، وهو خائن لوطنه وأهله”.

كما حملت تلك البيانات عبارة “تجديد الولاء لملك البحرين”، وهي عادة ما تُكتب في البيانات الرسمية والأمنية في البحرين.

تحدٍّ من المحبس

وصرح المعارض البارز عبد الوهاب حسين، من داخل محبسه، تعقيباً على برنامج ما خفي أعظم بالقول ” “ليس المهم أن أعيش أو أموت، إنما المهم أن تعيش القضية التي ضحى الشعب من أجلها وأن تنتصر.. وأنا على الدرب باق لخدمة الشعب والقضية والوطن”.

وحسين هو معارض محكوم عليه بالسجن المؤبد، وورد اسمه ضمن اعترافات لأحد عناصر القاعدة في البرنامج الاستقصائي، يؤكد فيها تلقيه تعليمات من جهاز الأمن الوطني البحريني لاغتيال “عبدالوهاب حسين”.

 انتقادات واسعة

وأشعل الفيلم الوثائقي ضمن البرنامج الاستقصائي الذي بثته “الجزيرة” عاصفة من الجدل على شبكات التواصل الاجتماعي، بين من انتقدوا أنظمة الحكم في الخليج وخاصة في البحرين، وبين الذين انبروا للدفاع عنها.

وكتب معد ومقدم البرنامج الاستقصائي تامر المسحال على صفحته في “تويتر” قائلاً: “علمتني الصحافة، وخاصة الاستقصاء منها، أن ألم الحقيقة موجع، وحجم الهجوم والصراخ على قدر الألم، وضمانة الصحفي هي مهنيته شجاعته و #ما_خفي_أعظم”.

وانتقد الإعلامي البحريني عادل مرزوق مهاجمي الفيلم الوثائقي، وقال: إن حلقة “اللاعبون في النار  كشفت جزءاً من الحقيقة احتراماً وإكباراً لأرواح الضحايا منذ 2011، وتؤكد أن الانقلاب على المشروع الإصلاحي كان صناعة السلطة لا غيرها”.

ما حمله “ما خفي أعظم”؟

ولعل ما أرادته وكالة أنباء البحرين من نشر بيانات التضامن والولاء لحاكم البحرين البحرين آل خليفة، يرجع إلى ما كشفه “ما خفي أعظم”، والذي تحدث عن مخطط أشرف عليه ثلاثة من كبار مسؤولي جهاز الأمن الوطني في البحرين.

وبث البرنامج تسجيلات سرية تتضمن شهادات لمنفذي المخطط الذي وُضع بتكليف مباشر من حالكم البحرين حمد بن عيسى آل خليفة.

كما كشف التحقيق عن أن ملك البحرين تدخل شخصياً لدى الرياض للإفراج عن محمد صالح قائد خلية الاغتيال، والذي اعتقلته السعودية أثناء قيامه بمحاولة الحصول على أسلحة لتنفيذ المخطط.

وعرض البرنامج تسجيلات سرية مصورة تبث للمرة الأولى، من بينها تسجيل لهشام البلوشي، قائد جماعة “أنصار الفرقان”، الذي  قال إن المخابرات البحرينية جندته عام 2006 لتنفيذ مهمات تجسس وتنفيذ عمليات داخل إيران، لكن طهران كشفته وقتلته عام 2015.

وأجرى البرنامج مقابلات مع المقدم ياسر الجلاهمة، قائد الكتيبة الأمنية التي فضت اعتصام اللؤلؤة وسط العاصمة البحرينية المنامة في مارس 2011.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى