الشهيد محمد جعفر يوسف عطية الجمري
بطاقة الشهيد
- العمر: 30 سنة
- المنطقة: بني جمرة
- تاريخ الاستشهاد: 01/04/1995م
- سبب الاستشهاد: إصابته برصاصة في رأسه
هزّ مشاعر الشهيد نداء التكبير الإلهي وأصوات النساء في يوم السبت الأسود وهب مسرعاً بعد ان ارتدى ملابسه. كان الشهيد قد علم بمحاصرة منزل الشيخ عبد الأمير الجمري، ولم يكن يعلم ما حدث لمنزل عمّه الأستاذ عمران، والد زوجته. وحاول والداه عبثاً منعه من الخروج إلا أنه خرج رغم ذلك.
خرج الشهيد متلثماً ومعه اخوه ويداهما مشدودتان ببعضهما، ولم تفترقا إلاّ بعد سماع أصوات الرصاص في كل مكان.. ذهب الشهيد راكضاً مع مجموعة من الشباب إلى ناحية المزارع والنخيل للاختباء من قوات الشغب، إلا أنهم حوصروا وأطلق عليهم الرصاص المطاطي. أصابت رصاصة رأس الشهيد فخر إلى الأرض، ثم استعمل الجلاوزة مزيداً من الرصاص الحي إمعاناً في القتل. وكان من بين الجرحى شاب لم يفقد وعيه كاملاً، فسمع ما دار بين الشهيد وأحد القتلة. كان القاتل يدوس برجله على صدر الشهيد، ولكن الشهيد ابتسم فجأة. فقال القاتل: لماذا تضحك؟! فقال: أضحك منك لأنك جلاّد. ولم يكد الشهيد يتم كلماته حتى أفرغ القاتل رصاص بندقيته في رأسه، فاستشهد على الفور.
ملحمة أخرى يسطرها شهيد من شهداء البحرين، وهو يلقى ربه مبتسماً، غير آسف على شيء من حطام الدنيا الفانية.. ينقل عن زوجته التي تفتخر بأنها زوجة هذا الشهيد البطل: كان يحاسب نفسه في كل عمل يقوم به، حريصاً على رضا الله، وكان يعبدالله حق عبادته، ولكنه كان شارد الفكر دائماً، وعندما أسأله عن سبب ذلك يقول: الدنيا لا تخلو من المتاعب كان يذكر السفر دائما ويعشق النظر إلى السماء. وقد اشتد غضبه علىالنظام الإرهابي في البحرين بعد ان توالى سقوط الشهداء فتعلقت روحه بالشهادة. فعندما سقط الشهيد الأول في بني جمرة، محمد رضا منصور الحجي، كان يقول: ماذا فعل هذا الشهيد من عمل ليفوز ويحظى بهذه المنزلة عند الله؟ وتتساقط دموعه على خديه. وعندما سقط شهيد الدراز، عبد القادر الفتلاوي، بكت زوجته حزناً على حال زوجة الشهيد، فقال لها: لا تبكي بل باركي لها شهادة زوجها”.
كان محمد يوسف عطية شخصاً عصامياً اعتمد على نفسه منذ صغره؛ فقد كان يعمل ليوفر لنفسه متطلبات المدرسة، وحصل على شهادة جامعية من جامعة الأردن في قسم الزراعة.. وكان قد ذهب إليها بعد أن اكمل الثانوية العامة بتفوق “الأول ثروة زراعية حيوانية” في بعثة دراسية وبتشجيع من والده. وقد استطاع خلال فترة دراسته الجامعية تكوين شخصيته الرسالية المستقيمة ونضجه الفكري والثقافي والالتزام الديني.