الشهيد عبدعلي جاسم عيسى

بطاقة الشهيد
- العمر: 45 سنة
- المنطقة: النعيم
- تاريخ الاستشهاد: : 08/08/1997م
- سبب الاستشهاد: نتيجة تدهور حالته الصحية أثناء اعتقاله قرابة العام وكان قد نقل إلى المستشفى اثر اصابته بمرض الكبد الوبائي بسبب سوء المعاملة والأوضاع في السجون إلى أن فارق الحياة.
أن المصائب هي محك الأمم , فهي تزيد الأمة قوة وضاء , كما لاتحيا إلا بالشدائد , وخير الشعوب أقدرها على مجابهة المصائب والنوازل , ولن تبلغ الأمم مآربها ولن تصل إلى مثلها العليا إلا بالوقوف في وجه أعدائها , هكذا كان الشهيد مع أسرته فهنيئاَ لهذه الأسرة بعطائها.
الشهيد عبدعلي جاسم عيسى يوسف من مواليد 1952م من منطقة النعيم أكبر أولاده محمد (المتهم بقضية حيازة الأسلحة والتفجيرات في إنتفاضة 1994م والمحكوم عليه بالمؤبد).
كان الشهيد يجيد اللغات رغم أنه لم يحصل على الشهادة الثانوية , وهذا دليل على الطموح والمثابرة حيث كان شغله الشاغل تشجيع أبائه على الدراسة والعطاء.
كان محافظا على صلة الرحم ومرتبطاً بالإمام الحسين عليه السلام من خلال مشاركته في أعمال الخير وإستمراره للتبرع بالدم كما له مساهمات كثيرة في الصندوق الخيري لمنطقة عالي حيث سكنها مع عائلته فترة من الزمن.
بدأ قصة نضال الشهيد عبدعلي منذا العام 1981م حين اعتقل من مكان عمله في ميناء سلمان بتهم كثيرة منها زعزعة الأمن , وإشعال الحرائق وحيازة الأسلحة.
وتتعرض زوجته وأخته للتعذيب , ويغادر السجن بدون جواز ولاعمل حيث طُرد من عمله , ويمر أبو محمد بظروف قاسية حيث يضطر للهجرة للعمل في قطر مع شركة أحمد بن ناس. ونتيجة العمل الشاق وجفاف الجو في الصحراء, يصاب عبدعلي بمرض (ألتهاب الرئة (فيعود للبحرين في قلب أحداث 1994م وتدخل الأسرة دوامة الإعتقال بسبب مطارة الإبن الأكبر محمد , الذي أتهم لاحقاً بحيازة الأسلحة والتفجيرات.
يعتقل عبدعلي وزوجته وزوجة إبنه مع رضيعها (عمار) ليكون أصغر سجين في تلك الفترة, ويبقوا كرهائن حتى يسلم محمد نفسه. يتم القبض على محمد ويفرج عنهم عام 1996م. ومع معاناة المرض وألم الفراق وإنتظار الحكم على الإبن الأكبر لم يتوقف أبو محمد عن المطالبة بأبسط الحقوق , وهي سيارة إبنه التي تم الإستيلاء عليها , لقد كان جريئاً في مطالبته ومحاورته مع وزارة الداخلية.
ويأتي المشهد النهائي من حياة الكفاح عندما يتعرض عبدعلي للنوبة ويذهب إلى المستشفى العسكري , ومن هناك يبدأ السيناريو بالمشاجرة بين الشهيد والحارس بسبب منعه من الدخول لتلقي العلاج المستعجل.
وعلى أثر المشادة , يقبض عليه ويرحَل إلى سجن المنامة حيث يتم التعرف عليه بأنه معتقل سياسي 1981م ووالد المتهم بالأسلحة محمد.
وعرف محمد أن والده ذلك السجين المريض الموجود بالسجن الإنفرادي في غرفة رقم (1) التي تشبه الفرن في حرارتها وضيقها , ليطلب مقابلة الضابط ويشرح له حالة والده التي تستدعي العلاج الدوري. يطلب محمد لأبيه المساعدة , فتجاب دعوته بتقديم (البندول والبروفين) , العلاج المتعارف عليه في السجن
ويعرف محمد التهم الموجهة لوالده , وهاجمة الحارس من أجل أخذ السلاح وكذلك إنضمامه لخلية الأسلحة الممتدة لإبنه.تتدهور حالة عبدعلي لعدم السماح له بأخذ العلاج إضافة للظرف المناخية والأوضاع المتردية في السجن, يغمى عليه وينقل في بداية الحدث للمستشفى العسكري ليأخذ العلاج الذي حرم منه , وتحت الحراسة المشددة, يسمح لأهله بزيارته ويصرح الطبيب بأن حالته منتهية لعدم أخذ العلاج وأوضاع السجن , ويطلب الأهل نقل عبدعلي إلى مستشفى السلمانية.
وهناك يفارق الحياة بتاريخ 8/8/1997م, ويشيع جثمان أبي محمد وسط جماهير غاضبة , تطوق مقبرة النعيم بقوات الشغب ويهدد الأهل بعدم التصريح لأي جهة بقضيته يدفن في مقبرة النعيم بعد جهاد مرير , ويلقى عيسى ربه ويلقى ربه وتخفى الحقيقة خوفاً على حياة إبنه محمد الذي حكم عليه بالسجن المؤبد.