الشهيد الحاج سلمان بن الحاج حسن الماجد
بطاقة الشهيد
- العمر: –
- المنطقة: دمستان
- تاريخ الاستشهاد: : 09/04/2006م
- سبب الاستشهاد: معاناة طويلة مع المرض بسبب الارهاب والظلم الخليفي إذ كان معتقلا في السجون الخليفية لعدة سنوات ولم يطلق صراحة إلا بعد ان تمكن المرض منه فأصبح جليس البيت والفراش لمدة طويلة وهو يصارع الموت والمرض.
نقلا عن جمعية العمل الاسلامي:
رجل سابق لزمانه
قرية دمستان في شتاء 1983 وكعادته الخروج من بيته الكائن في قرية دمستان وقبل أذان الفجر للصلاة في المسجد, اعترضته وحوش العدوان والظلم والجور وخفافيش الليل والظلام وقيدته من يديه لتبدأ المسرحية الأليمة والقصة الحزينة. أخذوه ملبباً مقيداً إلى بيته أملاً في العثور على أي شيء قد يدينه أو يُستخدم ضده أثناء التحقيق, قال لهم إني ذاهب إلى ربي للصلاة فدعوني وشأني, فلم يستجيبوا له وكأن القدر يقول له بأنك ذاهب إلى ربك ولو بعد حين.
وتبدأ فصول الحكاية الأليمة:
أخذوا بتفتيش بيته على مرأى ومسمع من عائلته ولم يراعوا حرمة المنزل ولا صياح الأطفال الصغار, ولما لم يعثروا على أي شيء سوى المصلى التي كان يصلي عليها آناء الليل وأطراف النهار والقرآن الذي طالما كان مداوماً على قراءته بعد صلاة الليل, أخذوا بإهانته أمام عائلته والتلفظ عليه بكلمات بذيئة خادشة للحياء. وكعادتهم عبثوا بمحتويات المنزل وقاموا بتكسير أجزاءاً منه, وأشاعوا الفوضى في أرجاءه وعاثوا فيه خراباً ودماراً. عندها قال لهم بصوت الشجاعة والإباء: ما الذي تريدونه الآن؟ فقال له أحدهم: سنأخذك لمدة ساعتين وسنرجعك فيما بعد. فقال لهم وهو الذي يعرف أساليبهم البوليسية بل الإبليسية: إني لست بأفضل من إمامي الكاظم (ع) حينما سجنه أعتى طاغية في زمانه, وليست هذه السلطة بأسوأ حالاً من سلطة الرشيد في خبثها وظلمها وعدوانها وجورها على العباد.
في سجون الظالمين:
أدخلوه إلى غرف التحقيق والتعذيب في قسم التحقيقات والمخابرات وتناوب على تعذيبه الجلاوزة المجرمون هناك وكلنا نعلم من هو المسئول عن التعذيب في قسم التحقيقات ومن المسئول عن التعذيب في قسم المخابرات. تعرض لأبشع أنواع التعذيب وأفظع أشكال التنكيل بدءاً من الضرب المبرح على كل جزءٍ من أجزاء جسده النحيل وانتهاءاً بالتعليق الذي كان يعرف لدى المساجين باسم (الجحيشة) حيث يعلق السجين من يديه ورجليه ويكون كهيئة الدجاجة التي تشوى على الفحم, فيتناوبون عليه بالضرب المبرح بالهراوات والركل بالأرجل والصفع باليد على الوجه وعلى أي جزء من أجزاء الجسد, والسجين لا حول له ولا قوة إلا بالله العلي العظيم, حتى أن المعذِّب ليتعب من شدة ضربه للسجين فيأتي مُعذِب آخر يستأنف التعذيب والتنكيل بالجسد المُدمَّى, كل ذلك بأوامر مباشرة من قبل المجرمَين آنفي الذكر وهذا هو ديدن المجرمون الديكتاتوريون المحتلون والغزاة الظالمون.
أودع السجن الانفرادي في زنزانة ضيِّقة جداً طولها مترٌ وعرضها متر واحد وذلك لمدة ستة أشهر ذاق خلالها أشد أنواع التعذيب والمرارة والألم ولم يسمحوا لأهله بزيارته في تلك الفترة ولا حتى بالسؤال عنه. كانوا يطعمونه الطعام الفاسد بعد أن يجوعوه عنوةً بدون طعام ولا شراب لعدة ليالٍ وأيام. بدأ المرض يسري في جسده فأصيب بضيق التنفس الذي أثر على رئتيه وأصيب بمرض في معدته من الطعام الفاسد الذي كانوا يطعموه إياه عنوةً, وتكسرت ركبتيه من شدة الضرب بالهراوات وتأثرت مفاصل يديه ورجليه ليخرج من السجن بعد ثلاث سنين عجافٍ قضاها بين القضبان نحيلاً, منهك القوى, متكئاً على عكازه. ذهب للعلاج في الأردن ومصر والهند دون فائدة تذكر, حتى أن الطبيب الذي عالجه في مصر قال له بصريح العبارة: إن هذا المرض لن يبقيك طويلاً.
شهيداً إلى رحمة الله:
اشتد به المرض في بداية الألفية الثانية حيث كان يرقد في المستشفى العسكري متألماً من معدته ورئتيه وضيق التنفس وألم المفاصل في اليدين والرجلين والروماتيزم, إلى أن استشهد بتاريخ 9 أبريل 2006م فرضوان الله عليه يوم ولد ويوم عمل بالدين وخدمة الناس ويوم استشهد ويوم يبعث حياً.