تقارير اقتصادية
ترند

اقتصاد البحرين نحو المجهول بعد تفجيرات أرامكو

بابكو تغلق وحدتي تكرير .. وتأثيرات كبيرة على بني غاز ومصنع البتروكيماويات

تقارير – (الأبدال): سلمت البحرين مصيرها للمجهول بعد تحولها إلى منطقة خاضعة للنفوذ السعودي المطلق بالشؤون الداخلية والخارجية وحتى الاقتصادية والعسكرية.

وتعود الهيمنة السعودية على البحرين إلى عام 1963، حينما اكتُشف حقل “أبو سعفة” النفطي على الحدود البحرية المشتركة بين البلدين، وقرّرت الرياض آنذاك السيطرة على الحقل ومنح جزء من أرباحه السنوية للبحرين، على الرغم من أن القسم الأكبر من الحقل يقع في الجزء البحريني من المنطقة الحدودية.

وفي ثمانينيات القرن الماضي أصرّت السعودية على رسم حدودها مع البحرين وفق مصالحها، مستغلّة ضعف حكومتها، لتضع يدها على جزيرتي “البينة” البحرينيتين، لتمنع بعد ذلك مواطني البحرين من الوصول إليها.

وازداد اعتماد المنامة بشكل كبير على البضائع والخدمات والسياح السعوديين بعد إنشاء جسر الملك فهد عام 1986، الذي يربط البحرين مع السعودية.

وتعزّزت هيمنة الرياض على أركان دولة البحرين بعد مساهمتها القوية في قمع احتجاجات اندلعت في فبراير/شباط 2011 ضدّ نظام حكم عيسى آل خليفة، ولا زالت مستمرة حتى اليوم على خلفيّة الأوضاع السياسية والاقتصادية المتدهورة التي يعاني منها الشعب البحراني.

هيمنة أرامكو على سوق النفط

من خلال عملاق النفط السعودي شركة “أرامكو” تهيمن السعودية على سوق النفط في البحرين، وآخر صور الهيمنة كان في أكتوبر الماضي، حين أعلنت تشغيل خط أنابيب لنقل النفط الخام بالتعاون مع شركة نفط البحرين (بابكو)، لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة في البحرين.

خط الأنابيب هذا ، بحسب بيان لـ”أرامكو”، يبلغ طوله 112 كم، ويبدأ من مرافق أرامكو في بقيق شرق السعودية، وينتهي في مصفاة بابكو بالبحرين.

ويمكن لهذا الخط نقل ما يصل إلى 350 ألف برميل يومياً من النفط الخام من السعودية إلى البحرين التي تنتج أقل من 250 ألف برميل يومياً.

بابكو .. خسائر جسيمة

هيمنة السعودية على اقتصاد البحرين، واعتماد الأخيرة على النفط السعودي، أنتج أثراً سلبياً كبيراً بعد هجمات على منشأتي نفط سعوديتين.

فالهجمات الجوية استهدفت موقع بقيق على بعد 60 كم جنوب غربي الظهران، المقر الرئيسي لأرامكو، ويضم أكبر معمل تكرير نفط للشركة، ويغذي مصفاة البحرين بمعدل 230-250 ألف برميل يومياً من الخام العربي الخفيف من شركة أرامكو السعودية الحكومية الى شركة نفط البحرين بابكو.

وأغلقت السعودية خط الأنابيب الذي يربط معامل بقيق بمصفاة البحرين عقب هجوم السبت الذي خفض الإنتاج من درجات الخام الخفيف بصفة أساسية.

وعلى أثر ذلك اضطرت بابكو إلى إغلاق وحدتي تكرير للنفط اليوم، بعد توقف تصدير النفط السعودي للبحرين.

وقالت مصادر مقربة من شركة بابكو، أن لدى الشركة يومين أو ثلاثة اخرين لاستنفاذ النفط المخزن في خزانات الشركة، بالإضافة الى النفط الخام المستخرج من البحرين والذي يبلغ اكثر من 40 الف برميل يومياً.

والبديل الوحيد الان هو إستيراد النفط الخام من السعودية عبر البحر، حيث يتم نقله عبر ناقلات النفط الكبيرة والصغيرة وهو ما سيرفع كلفة الإنتاج إلى الضعف.

بني غاز ومصنع البتروكيماويات نحو المجهول

قالت مصادر عمالية بأن المرة الأولى يتوقف فيها تصدير النفط السعودي إلى البحرين بشكل كامل، وهو الأمر الذي سوف يؤثر بشكل كبير على مصنع بني غاز ومصنع البتروكيماويات اللذان يعتمدان على منتجات بابكو.

وتوقعت المصادر بأن شركة بابكو ربما تلجأ إلى إنشاء مخازن مؤقتة لإستقبال النفط الخام من السعودية، ومن ثم توصيلة إلى معامل التكرير. ما يعني إرتفاع التكلفة الإنتاجية للبنزين المستخدم.

محاولات للسيطرة على خسائر بابكو

قال مهندس في شركة نفط البحرين “بابكو” أن هناك محاولات للسيطرة، وإعادة التموضع لإستقبال النفط الخام السعودي، أو غيره بدلاً من الإعتماد على مخازن التصدير التي لن تدون أكثر من 3 أيام، إلا أن ذلك يحتاج إلى “أيام إن لم تكن أسابيع”.

وأضاف المهندس، سوف تضطر “بابكو” إلى خفض الطاقة الأنتاجية لحين إصلاح الوضع بالكامل، مؤكداً أن الأخبار من الشركة تشير إلى أن العطب كبير في معامل بقيق ويحتاج إلى أسابيع أو أشهر لإصلاحه.

ويبلع عدد العاملين في مصفاة شركة نفط البحرين بابكو وحدها 2870 موظف، ويتمتع حقل بقيق بأهمية دولية، كونه يربط السعودية بالبحرين من خلال خط أنابيب النفط الخام الذي أنشئ في عام 1945، ثم تم تجديده ليصل طوله إلى 110 كم، وتبلغ سعته 350 ألف برميل يوميا.

المصدر
الأبدال

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى