بيرق

أسلحة السجين (10): الدعاء والمناجاة

وإن سلاح المؤمن هو الدعاء كما هو سلاح الأنبياء في سيرهم ودعوتهم لله، وفي مواجهتهم أعتى طواغيت الأرض ومردتهم، حيث ورد عن رسول الله (ص): (الدعاء سلاح المؤمن وعمود الدين ونور السماوات والأرض) الكافي، ج2، ص468، وكذلك ورد عن رسول الله (ص): (ألا أدلكم على سلاح ينجيكم من أعدائكم، ويدرّ أرزاقكم؟ قالوا بلى يا رسول الله. قال: تدعون ربكم بالليل والنهار، فإن سلاح المؤمن الدعاء) غرر الحكم: 3260، وعن الإمام الرضا (ع): (عليكم بسلاح الأنبياء، فقيل: وما سلاح الأنبياء؟ قال: الدعاء) الكافي،ج2،ص468، وورد عن أمير المؤمنين علي (ع): (نعم السلاح الدعاء) غرر الحكم،9938.

فخذ سلاحك وضمه في صدرك وتوجه بالدعاء لله وحده مبير الظالمين، فإن للدعاء تأثيراً في مسير الحركة الإنسانية، فهلكت أقوام ظالمة بدعوة من الأنبياء، لكفرهم بالله وظلمهم لعباد الله الصالحين، فعن الإمام الصادق (ع): (إن الدعاء أنفذ من السلاح الحديد) البحار، ج93، ص297، وعن أمير المؤمنين (ع): (الدعاء ترس المؤمن) الكافي، ج2، ص468، فهذا ترسك وهذا سلاحك فدافع به وارفع ظلامتك لله وتضرع إليه وتخشّع في دعائك ومسألتك بالنصر المظفر والله ناصرك.

وهذا الدعاء يرد القضاء المبرم إبراماً، فيخرجك من سجنك ولو بعد حين، يجعلك صلباً في مواضع الضعف والتكالب عليك، يصيرك صابراً محتسباً على الأذى في سبيل الله وغير ذلك من الثمرات المترتبة على الدعاء.

عن الإمام الباقر(ع) لزرارة: (ألا أدلك على شيء لم يستثن فيه رسول الله (ص)؟ قلت: بلى، قال: الدعاء يرد القضاء، وقد أبرم إبراماً – وضم أصابعه – الكافي، ج2، 268، وعن الصادق (ع) – لأصحابه – : (هل تعرفون طول البلاء من قصره؟ قلنا: لا، قال: إذا اُلهم أحدكم الدعاء عند البلاء فاعلموا أن البلاء قصير) ميزان الحكمة: ص1161.

واعلم أيها العزيز أن الضعيف من ضعف عن الدعاء فقد ورد عن رسول الله (ص): (إن أعجز الناس من عجز عن الدعاء) ميزان الحكمة: ص1159، لا تقل أن الأمر قد فرغ منه بل ادع الله بقلب مطمئن فإن الله يحب أن يسمع من عبده الدعاء، فعن الإمام الباقر (ع): (ما من شيء أحب إلى الله من أن يُسأل) البحار: ج69، ص393، وعن الإمام الصادق (ع): (ادع ولا تقل: إن الأمر قد فرغ منه، إن عند الله عزوجل منزلة لا تنال إلا بمسألة) الكافي: ج2، ص466.

ومن أمّل الله أعطي أمله ومن قرع باب الله فتح له، عن الإمام الحسن (ع): (ما فتح الله عزوجل على أحد باب مسألة فخزن عنه باب الإجابة) البحار: ج78، ص113.

وشرائط الإجابة عديدة والمقام لا يسمح بتعداد الروايات فيها، فنذكرها منقطة:

  1. المعرفة بأن الله ينفع ويضر وقادر.
  2. العمل بما تقتضيه المعرفة.
  3. طيب المكسب.
  4. حضور القلب ورقته عند الدعاء.

ولابد من رفع الموانع، منها:

  1. ارتكاب المعاصي.
  2. الظلم.
  3. أن الله قد يحجب الإجابة لكي لا يناقض حكمته.

وقد لا تجاب دعوة المؤمن لخير قد أعد له في يوم القيامة ولصلاحه واستقامته لعلم الله بما ينفع هذا الإنسان وما يضره، فقد ورد عن أمير المؤمنين علي (ع): (لا يُقنّطنّك إبطاء إجابته، فإن العطية على قدر النية، وربما أخرت عنك الإجابة ليكون ذلك أعظم لأجر السائل وأجزل لعطاء الآمل، وربما سألت الشيء فلم تؤتاه واُتيت خيراً منه عاجلاً أو آجلاً، أو صرف عنك لما هو خير لك، فلرب أمر قد طلبته وفيه هلاك دينك لو اُتيته) كشف المحجة: ص228، وغير ذلك من الأسباب التي تبطأ من إجابة الدعاء أو تأجل الإجابة لوقتٍ أصلح للداعي.

ومن هنا نذكر ملحقاً للأدعية التي يحتاجها السجين، وقد ذكرنا بعض المصادر التي يمكن الرجوع لها أيضاً.

نسأل الله أن ينصر شعبنا بحق محمد وآله الطاهرين نصر عزيز مقتدر وأن نكون جنوداً ممهدين لحضرة القائد القائم المنتظر(عج)، ونسأل الله الصبر والبصيرة والفهم لمجريات الأمور، والله على كل شيء قدير وهو أرحم الراحمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى