بيرق

أسباب تعين على الإيثار

تعظيم الحقوق

فالإنسان إذا عظمت الحقوق عنده، قام بواجبها ورعاها حقّ رعايتها واستعظم إضاعتها، وعلم أنّه إن لم يبلغ درجة الإيثار لم يؤدّها كما ينبغي فيجعل إيثاره احتياطاً لأدائها.

مقت الشحّ

فإنّه إذا مقته وأبغضه التزم الإيثار، فإنّه يرى أنّه لا خلاص له من هذا المقت البغيض إلّا بالإيثار.

الرغبة في مكارم الأخلاق

وبحسب رغبته فيها يكون إيثاره، لأنّ الإيثار أفضل درجات مكارم الأخلاق. عن الإمام عليّ عليه السلام أنّه قال: “الإيثار أعلى المكارم”، وقال عليه السلام: “لا تكمل المكارم إلّا بالعفاف والإيثار”.

يمكن اعتبار هذه الأسباب المتقدمة مبادئ للإيثار بمعنى أنّ هناك شيئاً أساساً تتولّد منه هذه الأمور المتقدّمة. وعند مراجعة الروايات نجد أنّ الأساس الوحيد الذي يولّد هذه الخصلة الأخلاقية الحميدة هو الإيمان، فكلّما كان إيمان الإنسان أقوى وأرسخ وأثبت في النفس كلّما كانت أعماله أصلح، والعكس صحيح، أي كلّما كان إيمانه بالله تعالى أضعف كانت أعماله ضعيفة وهزيلة بمقدار ضعف إيمانه. فالسعادة الحقيقة للإنسان تبتني على الإيمان بالله تعالى. وإنّ الأعمال الصالحة والأخلاق الحميدة لا بدّ أن تكون ناشئة من الإيمان. ومن دون هذا الإيمان لا أثر للأعمال في الآخرة على الإطلاق، وإن كان لها أثر في الدنيا.

فعن الإمام الإمام الصادق عليه السلام – في وصف الكاملين من المؤمنين -: “هم البررة بالإخوان في حال العسر واليسر، المؤثرون على أنفسهم في حال العسر كذلك وصفهم الله فقال: ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾.

السعي نحو الكمال

فقد روي أنّ سائلاً قال للإمام الصادق عليه السلام إنّنا نخشى أن لا نكون مؤمنين، فقال عليه السلام: “ولمَ ذاك؟” فقال السائل: وذلك أنّا لا نجد فينا من يكون أخوه عنده آثر من درهمه وديناره، ونجد الدينار والدرهم آثر عندنا من أخ قد جمع بيننا وبينه موالاة أمير المؤمنين عليه السلام، فقال عليه السلام: “كلّا، إنّكم مؤمنون ولكن لا تكملون إيمانكم حتّى يخرج قائمنا، فعندها يجمع الله أحلامكم فتكونون مؤمنين كاملين، ولو لم يكن في الأرض مؤمنون كاملون، إذاً لرفعنا الله إليه، وأنكرتم الأرض وأنكرتم السماء. والذي نفسي بيده، إن في الأرض في أطرافها مؤمنين، ما قدر الدنيا كلّها عندهم يعدل جناح بعوضة” – إلى أن قال عليه السلام – “هم البررة بالإخوان في حال اليسر والعسر، والمؤثرون على أنفسهم في حال العسر، كذلك وصفهم الله فقال: ﴿وَيُؤْثِرُونَ﴾” – إلى أن قال – “حليتهم طول السكوت بكتمان السرّ، والصلاة، والزكاة، والحجّ، والصوم، والمواساة للإخوان في حال اليسر والعسر”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى