بيرق

الايثار ارفع درجات الجود

ارفع درجات الجود والسخاء (الايثار)، وهو ان يجود بالمال مع الحاجة اليه. قال الله سبحانه في معرض الثناء على اهل الايثار: ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: “ايما امرؤ اشتهى شهوة، فرد شهوته و آثر على نفسه، غفر له‏“.

كان الايثار من شعار رسول الله صلى الله عليه وآله، ولقد قالت ‏بعض زوجاته: “انه صلى الله عليه وآله ما شبع ثلاثة ايام متوالية حتى فارق الدنيا، و لو شئنا لشبعنا، و لكنا كنا نؤثر على انفسنا” و روى: “ان موسى بن عمران قال: يا رب، ارني بعض درجات محمد و امته. قال: يا موسى، انك لن تطيق ذلك، لكني اريك منزلة من منازله، جليلة عظيمة، فضلته بها عليك و على جميع خلقي. قال: فكشف له عن ملكوت السماوات، فنظر الى منزلة كادت ان تتلف نفسه من انوارها و قربها من الله، فقال: يا رب، بماذا بلغ الى هذه الكرامة؟

قال تعالى: بخلق اختصصته به من بينهم، وهو الايثار يا موسى لا ياتيني أحد منهم قد عمل به وقتا من عمره الا استحييت من محاسبته، وبواته من جنتي حيث‏ يشاء” و سئل الصادق عليه السلام: “اى الصدقة افضل؟ قال عليه السلام: جهد المقل. اما سمعت قول الله عز وجل: و يؤثرون على انفسهم و لو كان بهم خصاصة؟” وايثار علي عليه السلام غيره في جميع اوقات عمره مشهور، و في الكتب مسطور و لقد آثر حياة رسول الله صلى الله عليه و آله على حياته ليلة المبيت فباهى الله به الملائكة، و انزل فيه: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى