بيرق

الصبر على أداء التكليف

نركِّز الكلام على الصبر على الطاعة وأداء التكليف، فرغم كون التكاليف الإلهيَّة شرِّعت على أساس الفطرة الأصيلة للإنسان وطبق الحاجات الواقعية له، وهي وسيلة لتكامله ورقيِّه، لكنَّ كثيراً من الناس عند تطبيقها يشعرون بالصعوبة والمشقَّة. فهؤلاء وإن كانوا يطلبون الرقيَّ والكمال إلاّ أنهم يحبون الراحة والسهولة.

ويعرض الإمام الخامنئي (دام ظله) أمثلة لذلك فيقول: “الصلاة مثلاً لا تتطلب من الإنسان سوى بضع دقائق، بالإضافة إلى ترك المشاغل الضرورية أو غير الضرورية، وتحصيل المقدمات اللازمة كاللباس والمكان، وكل هذه الأمور مخالفة للطبع والميول النفسانية وفي أثناء الصلاة فإن تحصيل حضور القلب، والتوجه إلى أفعالها وأذكارها، وطرد كل الخواطر والواردات وكل ما يشغل عن الله، وإقفال أبواب الروح على الأفكار الطارئة هي بمثابة شروط لازمة لكمال الصلاة وتحقيق آثارها، وهي لهذا عمل مليء بالمشقة يستلزم قوة ورأسمال كبير”.

والمثال الثاني للصبر على أداء التكليف والذي يتعرَّض له الإمام الخامنئي (دام ظله) هو الصبر في ساحة القتال والمواجهة مع العدو، ويستشهد لذلك بقوله تعالى: ﴿.. إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا ..﴾ فالآية ترسم صفة أساسية للمسلم المجاهد هي الصبر الذي من خلاله لا تمنعه بوارق السيوف وتهديدات الأعداء من القيام بتكليفه، كما لا يمنعه ذكر الأبناء والأحبة والحياة الهانئة والمريحة من الجهاد والقتال.

فهذا الصبر في موقع الجهاد العسكري هو الذي يستنزل النصر الإلهي وإن قلّ العدد، يقول تعالى: ﴿كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾.

ويقول تعالى: ﴿بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ﴾.
وهذا الصبر هو الذي يدفع كيد الأعداء عن المؤمنين المجاهدين.
يقول تعالى: ﴿وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى