شهداء البحرين

الشهيد السيد حسين علوي الغريفي

بطاقة الشهيد

  • العمر: 73 عام
  • المنطقة: الغريفة
  • تاريخ الاستشهاد: 07/01/2024م.
  • سبب الاستشهاد: متأثرًا بالتعذيب الذي تعرض له وأدى لشلل نصفي أفقده الحركة والنطق حتى شهادته.

السيد حسين بن علوي بن أمين الغريفي، عالم دين بحراني بارز من أهالي قرية الغريفة، هاجر مطلع ثمانينات القرن الماضي، فعاش مع عائلته وجمع من أصدقائه الذين اجتمعوا على رفض الاستبداد والاستعباد، ، مجاهداً للظلم ومقارعاً أدواته، فكان ينتقل مع عائلته من دولة الى أخرى، فانتقل من إيران إلى سوريا حيث انخرط في صفوف الحوزة العلمية وبدأ دراسته الحوزوية حتى تتوج بتاج جده رسول الله صلى الله عليه وآله هناك.

ثم انتقل إلى الإمارات ثم إلى السعودية قبل أن يحط اخيراً في وطنه البحرين بعد الإصلاحات المزعومة والمتمثلة في ميثاق العمل الوطني في عام 2001.

نشط سماحة السيد حسين الغريفي على مستوى كبير في مناطق البحرين على المستويين الديني والاجتماعي، حيث كانت له إسهامات في الأنشطة التي تعنى بالمسجد والمأتم، كما كان منخرطًا في الأنشطة الثقافية التي تستهدف قطاع الشباب، كما كان على تواصل مستمر مع بعض الشخصيات في منطقة الأحساء التي عاش فيها فترة من الزمن ولم ينقطع عنها لسنوات.

تعرض السيد حسين الغريفي للاعتقال بتاريخ 16 مارس/آذار 2011 في إحدى نقاط التفتيش وبقي رهن التعذيب حتى ساءت حالته الصحية لينقل من غرفة التعذيب إلى مجمع السلمانية الطبي وقد أدخل بعد فترة وجيزة لغرفة العناية المركزة ليصاب بعجز تام عن الحركة.‍

وفي ذلك الوقت كان السيد حسين الغريفي ضمن قائمة المفقودين، حيث حاولت عائلته العثور عليه أو معرفة مصيره بعد اختفائه القسري إلا أنهم لم يفلحوا في ذلك نتيجة سيطرة الجيش وأجهزة الأمن على مجمع السلمانية وقد علموا فيما بعد أن السيد حسين يرقد في العناية وانه تم إدخاله المستشفى بعد اعتقاله وتعذيبه في غرف التحقيق وقد أعطي له اسما وهميا وهو (حسين العوامي) كما أنه سجل برقم شخصي مؤقت في السجلات الصحية هناك.‍

وحسب شهود العيان تم اعتقالهم في نفس نقطة التفتيش التي اعتقل فيها الغريفي وهي بالقرب من مجمع سناء في منطقة المنامة وقريبة من قلعة الشرطة (مقر وزارة الداخلية) ومجمع السلمانية الطبي فإن الضحية تعرض فور اعتقاله للضرب المبرح بأدوات حادة وعصي وتعرض للركلات بالأحذية من قبل مجموعة من رجال الجيش المشرفين على تلك النقطة كما عمدوا لتحطيم سيارته بالكامل ومصادرة أوراقه الثبوتية وجوازات سفر أبنائه الأربعة وبطاقة الصراف الآلي الخاصة به وقد أسمعوه عبارات الشتائم وعبارات طائفية.‍

وقد تم تسليم الضحية للأجهزة الأمنية التي واصلت معه التحقيق في مركز شرطة الحورة واستخدمت التعذيب مما أنهكه فتردت حالته الصحية لينهار ويتم نقله لمستشفى وزارة الداخلية لتلقي العلاج ورغم تلقيه العلاج المؤقت هناك إلا أنه في اليوم التالي تواصلت معه جلسات التحقيق والتعذيب فساء وضعه الصحي وأصبحت حرجة ليتم نقله لمستشفى السلمانية الطبي في 17 مارس 2011. وبقي السيد حسين الغريفي في مجمع السلمانية الطبي وادخل جناح العناية القصوى – جناح 52 – حيث أن حالته الصحية كانت حرجة جدا وكان فاقداً للوعي و في تاريخ 22 مارس تم وضع حارس أمن على باب الجناح الذي يرقد فيه فتم منع أهله من زيارته. بقي في هذا الجناح حتى تاريخ 10 أبريل 2011.‍

بعد 10 أبريل تم نقله إلى المستشفى العسكري ولم يستطع أهله معرفة مكانه رغم محاولاتهم الاتصال بمستشفى السلمانية والمستشفى العسكري اللذين نفوا وجوده عندهم، كما حاولت عائلته تقديم بلاغ في مركز شرطة المعارض بفقده إلا أنهم قوبلوا بالاستخفاف بهم. وبعد حوالي ثلاثة أشهر من فقده تلقت العائلة اتصالاً في 27 يونيو 2011 من مستشفى السلمانية لتتم زيارته في جناح 63 و للأسف كانت حالته سيئة للغاية حيث لم يكن لديه حتى القدرة على الحركة والنطق وبدا هزيل الجسم شاحب الوجه.‍

وفي تاريخ 15 يوليو 2011 قام عضو باللجنة المستقلة لتقصي الحقائق التي شكلها الملك بزيارة الغريفي في المستشفى ووقتها كان لا يزال تحت وطأة الإعياء. وتواصل أهل السيد الغريفي مع اللجنة بخصوص الوضع الأمني لوالدهم والإجراءات الأمنية المشددة على زيارته فتم الرد عليهم بأنه قد تم الإفراج عن والدهم وتم نقله بالفعل إلى جناح آخر في المستشفى، كما أن إدارة المستشفى حاولت إقناع أهله بإخراجه من المستشفى رغم سوء حالته.‍

وبادر أهله في سبيل إنقاذ حياته بتوجيه رسالة إلى وزيرة حقوق الإنسان في البحرين فاطمة البلوشي لأخذ السيد حسين للعلاج في الخارج و لكن لم يتلقى أهله أي رد.‍

وبقي الغريفي يرقد في المستشفى حتى 11 أكتوبر 2011، خرج من المستشفى وبدأت حملة جمع للتبرعات لمواصلة علاجه، وفي 19 اكتوبر 2011 سافر إلى الرياض للعلاج ثم إلى جمهورية التشيك لمحاولة إعادة الحركة لجسمه، لكنه عاد بعد 3 أشهر حيث لم تفلح محاولات علاجه.

وبعد طول معاناة وألم، يصبح سماحة السيد حسين علوي الغريفي مقعدًا يتنقل على كرسيه بين البيت والمأتم، غائباً عن مكانه الذي طالما كان يشغله في نوعية الناس وإرشادهم، فلا يعلو منبراً، ولا يفتح مجلساً، وبقي على هذه الحالة حتى استشهد في 7 يناير/كانون الثاني 2024 متأثرًا بإصابته جراء التعذيب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى