تفسير آية

تفسير آية: يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال

قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ﴾ سورة الأنفال، الآية 65.

الإشارات والمضامين

1- ترغيب المؤمنين بقتال الكافرين من مهام قائد المجتمع الإسلامي

التحريض لغة، التحضيض، والترغيب، والحثّ21 على شيء. ويستفاد من هذه الآية أنّ من مهام القائد، حثّ الناس على الجهاد ، وترغيبهم فيه بكافّة أسباب التحريض والترغيب من ذكر الثواب الموعود على القتال، وبيان ما وعد الله لهم من النصر والظفر.

2- ضرورة تقوية روحيّة المقاتلين المؤمنين

مهما يكن مستوى الاستعداد لدى المقاتلين، فيجب قبل بدء القتال (وبعده) تقوية البعد الروحي عندهم.

3- أهل الإيمان مكلّفون بمقاتلة الكفّار

يستفاد من جملة ﴿…مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ…﴾ في آخر الآية، أنّ المراد من “القتال” قتال الكفّار.

4- الصبر والمقاومة في ساحة القتال من العوامل المهمّة لانتصار المؤمنين على الكفّار

يستفاد من توصيف المؤمنين بالصابرين، واشتراط الصّبر للانتصار على القوى الأكثر عدداً، أنّ الصّبر من العوامل المهمة للانتصار في ساحة القتال.

5- نفي المعادلة العددية على مستوى عدد المقاتلين المؤمنين مقابل الكفّار

هذه الآية تنفي المعادلة العددية، وتؤكّد على روحية الإيمان والصبر، وحتى لا يُعتَقد أنّ انتصار عشرين مؤمناً على مئتين فيه مبالغة، تكرّر أنّه إذا تحقّق فيهم الإيمان والصبر، فإنّ مئة يغلبون ألفاً، ومثاله: معركة بدر، وأُحُد، والأحزاب، ومُؤْتَة ، والوقوع خير دليل على الإمكان، فكيف إذا كان هذا الوقوع متكرراً؟.

6- عدم امتلاك البصيرة والمعرفة سبب هزيمة الكفّار في مواجهة المؤمنين الصابرين

الباء في جملة ﴿بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ﴾ للسببية، والجملة تعليلية متعلّقة بقوله: ﴿يَغْلِبُواْ﴾، وعليه معنى الآية: إن يغلب عشرون من المؤمنين الصابرين مئتين من الذين كفروا، أو يغلب مئة من المؤمنين الصابرين ألفاً من الذين كفروا، كلّ ذلك بسبب أنّ الكفّار قوم لا يفقهون. وفقدان الفقه، – أي العلم والبصيرة -، في الكفّار لاتكائهم على هوى النفس، واعتمادهم على ظاهر ما يسوِّله لهم الشيطان. وعليه، فإنّ الكفّار متّفقون ما لم يلح لائح الموت حيث يرونه فناءً، وأمّا في المخاوف العامّة، والمهاول الشاملة، فيتفرّقون ويفرّون بسبب الجهل الذي يلازمه الكفر والهوى.

7- البصيرة والمعرفة من عوامل الانتصار:

فقدان العلم والبصيرة في الكفّار وبالمقابل ثبوته في المؤمنين، هو الذي أوجب أن يغلب العشرون من المؤمنين، المائتين من الذين كفروا، وإنّما يغلب المؤمنون على ما بُنيَ عليه الحكم في الآية، لأنّ المؤمنين إنّما يقدمون فيما يقدمون عن إيمان بالله، وهي القوّة التي لا يعادلها ولا يقاومها أيّ قوّة أخرى، لابتنائه على البصيرة والفهم الصحيح، حيث يتم وصفهم بكلّ سجية نفسانية فاضلة كالشجاعة، والشهامة، والجرأة، والاستقامة، والوقار، والطمأنينة، والثقة بالله، واليقين بأنّه على إحدى الحسنيين، بعبارة أخرى: فهم وبصيرة المؤمنين اللذين يترافقان مع العلم والايمان هما سبب الغلبة على الكفّار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى