تفسير آية

تفسير آية: وعجلت إليك رب لترضى

قال الله تعالى: ﴿وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى﴾. سورة طه، الآية 84

المؤمن يبادر قبل أن يقع فيتعلم قبل السقوط في متاهات الجهل، ويفكّر جيداً قبل السقوط في التسرع، وأصحاب الهمم العالية لا يستسلمون لهزيمة، بل دائماً يتحدّون الصعاب، وشعارهم أننا نقدر ونستطيع، ولا يوجد في قواميسهم أننا لا نقوى على هذا الفعل ونعجز عن إنجاز تلك المهمّة بل سرعان ما يبادرون إلى رضا الله، ولذلك ترى أنّ الآية تكشف أنه لا يوجد مساحة للتريث والتفكير بين الأمر الإلهي وفعل الإنسان المؤمن.

 والأمر الذي يُحرز به المؤمن رضا الله تراه يعجل إليه دون تلكُّؤ أو تذمُّر أو استخفاف أو تثاقل كما عبّر الله تعالى ﴿لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ﴾. بينما ترى القرآن الكريم ذمَّ فعل إبليس إذ لم يبادر فوراً إلى امتثال أمر الله بالسجود فقال له: ﴿مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ﴾.

والمبادرة تسقط فرص الآخرين في التحدّي والمنافسة، فعندما تبادر إلى تحصين مدينتك من الأعداء فإنك تفرض على عدوّك القتال خارج المدينة، وأمّا من دون المبادرة فستكون خسائرك أكبر لأنّ معركتك ستكون في شوارع المدينة وأزقّتها وبين الأهالي والمقيمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى