تفسير آية

تفسير آية: وما کان المومنون لینفروا کافه فلولا نفر من کل فرقه منهم طایفه لیتفقهوا فی الدین

قال الله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾. سورة التوبة، الآية 122

الآية الكريمة تحث المؤمنين المجاهدين على التفقه في القرآن، والمقصود من التفقّه في الدين هو تحصيل المعارف والأحكام الإسلاميّة، وهي أعمّ من الأصول والفروع، لأنّ هذه الأمور كلّها قد جُمعت في مفهوم التفقّه. وعليه، فإنّ هذه الآية دليل واضح على وجوب توجّه فئة من المسلمين وجوباً كفائيّاً على الدوام لتحصيل العلوم في مختلف المجالات الإسلاميّة، وبعد الفراغ من التحصيل العلميّ يرجعون إلى مختلف البلدان، وخصوصاً بلدانهم وأقوامهم، ويعلّمونهم مختلف المسائل الإسلاميّة.

ودلّت الآية على وجوب تعلّم الأحكام لغاية الإنذار والإرشاد بالنسبة إلى القوم الذين لا يعلمون، فيجب إرشاد الجاهل على العالم بحكم الآية الكريمة. ومن المعلوم أنّ الآية تكون في مقام بيان غائيّة العمل، أي الإنذار غايةً للتفقّه، فتفيد وجوب الإرشاد قطعاً، كما قال السيّد الخوئيّ قدس سره: “أمّا الأحكام الكلّيّة الإلهيّة، فلا ريب في وجوب إعلام الجاهل بها، لوجوب تبليغ الأحكام الشرعيّة على الناس، جيلاً بعد جيل إلى يوم القيامة، وقد دلّت عليه آية النفر، والروايات الواردة في بذل العلم وتعليمه وتعلّمه”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى